تعد القهوة السعودية، جزءًا لا يتجزأ من الثقافة السعودية، فهي ليست مجرد مشروب. بل هي رمز للضيافة والكرم، وعلامة مميزة في استقبال الضيوف، سواء خلال المناسبات الرسمية أو غير الرسمية.
وقد تجلى ذلك بوضوح في مهرجان القهوة السعودية الذي أقيم بجدة؛ حيث تم تقسيم المهرجان إلى مناطق تحمل أسماء “الضيف” و”الكيف” و”السيف” و”درب الفنجال”، لتأخذ الزائر في رحلة ثقافية تعكس أهمية القهوة السعودية ودلالات فناجيل القهوة السعودية.
دلالات فناجيل القهوة السعودية:
في المجالس السعودية، تتنوع دلالات شرب القهوة في الفناجيل، ولكل فنجال معنى خاص:
- فنجال “الهيف”: وهو الفنجال الأول الذي يشربه المضيف للتأكد من جودة القهوة وسلامتها، وطمأنة الضيوف.
- فنجال “الضيف”: وهو الفنجال الأول الذي يقدم للضيف. ويعتبر شربه واجبًا إلا في حالات العداوة أو بطلب من المضيف.
- فنجال “الكيف”: وهو الفنجال الثاني، ويقدم للضيف بعد الأول، وله حرية اختياره.
- فنجال “السيف”: وهو الفنجال الثالث، ويعتبر رمزًا للولاء والمناصرة، فشربه يعني وقوف الضيف مع المضيف في السراء والضراء.
فناجيل القهوة السعودية..دلالات ومعان ومذاق أصيل
تنوع مذاق القهوة السعودية:
تختلف طرق إعداد القهوة السعودية من منطقة إلى أخرى في المملكة، وذلك حسب الإضافات ودرجة تحميص البن. ويتميز كل منطقة بإضافة مطيبات خاصة تضفي على القهوة نكهة فريدة:
- المنطقة الجنوبية: تتميز القهوة فيها بلونها الأشقر الفاتح، وتُضاف إليها النينخة والزنجبيل والشمر والقرفة.
- المنطقة الوسطى: تضاف إلى قهوتها الهيل والزعفران والقرنفل.
- المنطقة الشمالية: تعتمد قهوتها على إضافة الهيل فقط.
- المنطقة الغربية: تضاف إلى قهوتها الهيل والزعفران والمستكة.
- المنطقة الشرقية: تُضاف إلى قهوتها الهيل والزعفران.
آداب تقديم القهوة السعودية:
لتقديم القهوة السعودية آداب وقواعد خاصة، منها:
- يبدأ المضيف بتقديم القهوة، ويُفضل أن يكون الأصغر سنًا.
- يمسك المضيف الدلة باليد اليسرى والفناجيل باليمنى.
- يشرب المضيف الفنجال الأول (“الهيف”) قبل تقديم القهوة للضيوف.
- يقدم الفنجال للضيوف مع انحناء الظهر ومد اليد إلى الأسفل.
- يصب القليل من القهوة في الفنجال (“صب الحشمة”).
- يقدم التمر أو الحلويات مع القهوة.
- يهز الضيف الفنجال أو يغطيه بيده عند الاكتفاء.
فناجيل القهوة السعودية.. دلالات ومذاق أصيل
مسابقة “درب الفنجال”:
وفقًا لـ “واس”، قد أقامت وزارة الثقافة مسابقة “درب الفنجال” في مدن الرياض وجدة والظهران، بهدف تعزيز القيم المجتمعية المرتبطة بالقهوة السعودية. والتعريف بطرق إعدادها، وتأهيل المختصين في تحضيرها.
وسينتقل الفائزون إلى المرحلة النهائية في جازان؛ حيث سيتم اختيار ثلاثة فائزين يحصلون على جوائز قيمة.
وتعكس هذه المسابقة والمهرجان بشكل عام الأهمية الكبيرة التي توليها المملكة العربية السعودية للقهوة السعودية، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من تراثها وثقافتها.
القهوة بالهيل جزء من التراث الثقافي بالمملكة
تعد القهوة السعودية بالهيل جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. فهي ليست مجرد مشروب، بل رمز للكرم والضيافة، ورفيق للمجالس والاجتماعات. وتتميز هذه القهوة بنكهتها الفريدة التي تجمع بين مرارة القهوة وحلاوة الهيل، مما يجعلها مشروبًا لا يقاوم.

لتحضير قهوة سعودية أصيلة، يجب اختيار حبوب البن ذات الجودة العالية وطحنها طحنًا متوسطًا. كما يُفضل استخدام الهيل المجروش للحصول على نكهة أقوى وأكثر وضوحًا.
هناك طريقتان رئيستان لتحضير القهوة السعودية بالهيل:
- الطريقة التقليدية:
- تعتمد هذه الطريقة على غلي القهوة المطحونة مع الماء لمدة 15 إلى 20 دقيقة، ثم إضافة الهيل في الدقيقتين الأخيرتين.
- يمكن إضافة لمسة من الزعفران أو القرنفل لإضفاء نكهة إضافية.
- تصفى القهوة قبل تقديمها للتخلص من الشوائب.
- الطريقة السريعة:
- تعتمد هذه الطريقة على إضافة القهوة المطحونة والهيل إلى الماء المغلي، ثم غلي المزيج، لمدة 10 دقائق فقط.
- تُعد هذه الطريقة أسرع وأسهل، ولكنها قد لا تعطي نفس النكهة الغنية التي تعطيها الطريقة التقليدية.
نصائح لتحضير قهوة سعودية مثالية:
- استخدم ماءً نقيًا للحصول على أفضل النتائج.
- لا تغلِ الهيل لمدة طويلة، لأن ذلك قد يجعل القهوة مرة.
- يمكن إضافة التمر أو الحلويات العربية إلى جانب القهوة لتقديم تجربة ضيافة متكاملة.
تعد القهوة السعودية بالهيل، مشروبًا متعدد الاستخدامات، ويمكن تقديمه في المناسبات الرسمية والاجتماعات العائلية، أو الاستمتاع به في أي وقت من اليوم. وبفضل سهولة تحضيره ونكهته الفريدة، فإنه يظل خيارًا مفضلًا لكثيرين.