“فقيه أكواريوم”.. نافذة ساحرة على أعماق البحار في قلب جدة

فقيه أكواريوم.. نافذة ساحرة على أعماق البحار في قلب جدة
فقيه أكواريوم.. نافذة ساحرة على أعماق البحار في قلب جدة

يتربع “فقيه أكواريوم” شامخًا على كورنيش جدة كأول وأكبر معرض بحري من نوعه في المملكة. ليفتح أمام الزوار آفاقًا ساحرة لاستكشاف التنوع البيولوجي الغني الذي يكتنف مياه البحر الأحمر وغيرها من محيطات العالم.

فيما منذ افتتاحه استطاع هذا الصرح أن يتبوأ مكانة مرموقة كوجهة ترفيهية وتعليمية جاذبة للعائلات والسياح على حد سواء، مزجًا بين متعة الاكتشاف والمعرفة العميقة بأسرار الحياة البحرية.

فقيه أكواريوم و200 نوع من الكائنات البحرية

يحتضن الأكواريوم بين جدرانه ما يزيد على 200 نوع من الكائنات البحرية المتنوعة، غالبيتها العظمى (نحو 85%) مستوطنة في الشعاب المرجانية الخلابة قبالة سواحل جدة.

وبينما يتجول الزوار في ممراته وأنفاقه الزجاجية المصممة ببراعة تحاكي الكهوف البحرية الهادئة المصحوبة بموسيقى تأملية. تنكشف أمام أعينهم عجائب فريدة لا مثيل لها في أي مكان آخر على كوكب الأرض.

كما يجعلها ذاك فرصة استثنائية للغوص في قلب النظام الإيكولوجي الحيوي للمنطقة دون الحاجة إلى معدات الغوص.

في حين تأخذ الجولة الزوار في رحلة استكشافية بين أكثر من 800 معجزة بحرية كامنة في البحر الأحمر. إذ يمكنهم التعرف على حقائق مثيرة للاهتمام معروضة باللغتين العربية والإنجليزية.

ومن بين هذه الحقائق يكتشف الزوار السر وراء تسمية البحر الأحمر بهذا الاسم (ارتباطه بنوع من الطحالب). ويتأملون سمكة نابليون “الطرباني” التي تتميز بتحولها الجنسي من أنثى إلى ذكر، بالإضافة إلى سمكة السحل ذات الشوكتين المميزتين في مقدمة ذيلها. حسب الموقع الرسمي لـ فقيه أكواريوم، والموقع الرسمي للسياحة السعودية.

كائنات بحرية مخيفة ولكنها آسرة

ولمحبي استكشاف المزيد من سكان الأعماق يتيح الأكواريوم فرصة مشاهدة قناديل البحر “الكسيوبيا” التي تبدو وكأنها ترقص صعودًا وهبوطًا من الرمال عند اقتراب الزوار. وثعابين “أنقليس الحدائق” التي تطل برؤوسها من مخابئها الرملية.

وعلى صعيد آخر توجد أحواض تضم كائنات بحرية مخيفة ولكنها آسرة في الوقت نفسه، مثل: السمكة الصخرية التي تعد من بين الأسماك الأكثر سمية في العالم؛ حيث يمكن لسمها أن يودي بحياة إنسان بالغ في غضون دقائق معدودة.

بينما يولي القائمون على “فقيه أكواريوم” اهتمامًا خاصًا بجهود الحفاظ على البيئة البحرية. ويفخرون بإطلاع الزوار على قصص نجاحهم في إنقاذ العديد من الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، وعلى رأسها السلاحف البحرية الضخمة التي تم علاجها بعد تعرضها لإصابات أو أمراض وإعادتها بنجاح إلى بيئتها الطبيعية.

عالم أسماك القرش والبطاريق الساحر

كذلك تستقطب أحواض أسماك القرش والبطاريق النصيب الأكبر من اهتمام الزوار. ففي الأنفاق الزجاجية الشفافة يمكن للزوار أن ينغمسوا في عالم أزرق مهيب بصحبة أنواع مختلفة من أسماك القرش. مثل: قرش الحمار الوحشي والقرش النمر، بالإضافة إلى أسماك الهامور العملاقة.

ومن اللافت للنظر قدرة القرش النمر على ابتلاع وتخزين الهواء في معدته لمساعدته على الطفو.

كما يضم الأكواريوم كائنات بحرية قادمة من مناطق جغرافية متنوعة. تشمل: الخليج العربي، والرأس الأخضر، وجزر المالديف، واليابان، وأستراليا. إذ يمكن مشاهدة مجموعة فريدة من “تنانين البحر المورقة” التي تتميز بأشكالها الشبيهة بالأعشاب البحرية.

فيما يضفي أربعة من بطاريق “هومبولت” القادمة من بيرو لمسة من السحر على الجولة، والتي تختتم بمشاهدة حوض قناديل البحر المتلألئة بأضواء أرجوانية وخضراء وزرقاء تخطف الأبصار.

ويوفر الأكواريوم لزواره مرافق إضافية لضمان راحتهم، بما في ذلك: مصلى في الطابق الثاني، ومتجر للهدايا التذكارية، ومقهى يقدم وجبات سريعة. ولمشاركة لحظاتهم المميزة مع الأصدقاء والعائلة على الفور تتوفر خدمة الواي فاي المجانية في جميع أنحاء الأكواريوم.

وجهة متكاملة في قلب جدة

علاوة على ذلك يتميز موقع فقيه أكواريوم بقربه من العديد من المعالم السياحية الأخرى. فإذا استثارت جولتك شهيتك يمكنك التوجه إلى مطعم “بلو أوشن” الذي يبعد حوالي 10 دقائق سيرًا على الأقدام للاستمتاع بإطلالة خلابة على البحر الأحمر.

وأيضًا تقع بالقرب من الأكواريوم وجهات ترفيهية عائلية أخرى. مثل: فقيه بلانيتيريوم وحديقة الشلال الترفيهية وشاطئ جدة الشهير. ما يجعله محطة مثالية ضمن برنامج سياحي متكامل في المدينة.

لذا يمثل فقيه أكواريوم في جدة تجربة فريدة تأسر الحواس وتثري العقول، وتدعو الجميع للانطلاق في رحلة استكشافية مدهشة إلى أعماق البحار. ليكتشفوا بأنفسهم الجمال الخفي والأسرار الكامنة في هذا العالم المائي الساحر.

كما أنه وجهة لا تُنسى تجمع بين الترفيه والفائدة، وتترك في ذاكرة الزوار انطباعات تدوم طويلًا.

الرابط المختصر :