متى كانت آخر مرة أهديت فيها أحدهم باقة زهور؟ لعلك كنت تأمل أن ترسم على وجهه ابتسامة، أو تخفف من ألمه، أو تعبر ببساطة عن حبك واهتمامك. في الحقيقة للزهور تأثير فطري في تحسين مزاج الإنسان، ولهذا ارتبطت بمناسبات الدعم العاطفي. من التمنيات بالشفاء إلى التعازي أو التعبير عن المحبة.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن طاقة الزهور لم تستخدم فقط للزينة أو الرمزية. بل تم تطويرها ضمن نظام علاجي يُعرف بـ”علاجات الزهور”، وهو نوع من الطب البديل الذي يعتمد على خلاصات الزهور لدعم الصحة النفسية والروحية.
ما علاجات الزهور؟
وفقًا لموقع “iherb” علاجات الزهور هي مستخلصات مخففة من زهور مختارة بعناية. تهدف إلى المساهمة في تخفيف التوتر وتعزيز التوازن العاطفي. وطوّر هذا النظام الدكتور إدوارد باخ في بدايات القرن العشرين؛ حيث آمن بأن المشاعر السلبية يمكن أن تعطل “قوة الحياة” داخل الإنسان؛ ما ينعكس على صحته الجسدية.
ينتمي هذا النوع من العلاج إلى فئة “الطب الطاقي” أو “المعالجة المثلية”؛ إذ يُعتقد بأنه يعمل على توازن الطاقة الدقيقة أو “الذبذبات” التي تشكل جوهر الإنسان.
الجذور التاريخية لعلاجات الزهور
تعود فكرة العلاج بالمستخلصات المخففة إلى عام 1814، حين ابتكر الطبيب صموئيل هانمان مفهوم “المعالجة المثلية”، مؤمنًا بأن التخفيفات الشديدة تحتفظ بالقوة العلاجية للمادة، حتى وإن اختفت منها الجزيئات الفعلية. وركز على أهمية الحالة النفسية في عملية الشفاء.

وفي القرن العشرين جاء أينشتاين ليعلن أن “كل شيء طاقة”. بما في ذلك: الأفكار والمشاعر، متنبئًا بأن “مستقبل الطب سيكون طب الترددات”. هذه المفاهيم ألهمت الدكتور باخ ليطوّر نظامًا شاملًا يدعم العافية النفسية باستخدام خلاصة الزهور.
كيف تعمل علاجات الزهور؟
بحسب فلسفة باخ فإن مشاعر، مثل: القلق أو الحزن أو الإحباط، تضعف طاقة الإنسان، ما يفتح الباب أمام الأمراض. لذلك صمم علاجات زهرية تستهدف هذه المشاعر مباشرة. لتعيد التوازن الداخلي وتساعد الإنسان على العودة إلى حالته الطبيعية.
لا تحتوي هذه العلاجات على مكونات كيميائية فاعلة بالمعنى التقليدي. لكنها تستخدم كمحفز لطيف للطاقة الداخلية، دون آثار جانبية أو خطر الإدمان.
الأدلة العلمية والدراسات
رغم أن علاجات الزهور تعد جزءًا من الطب التكميلي إلا أن بعض الدراسات أشارت إلى تأثيرها الإيجابي في إدارة القلق والتوتر. ففي دراسة أُجريت عام 2007 وجد أن هذه العلاجات قد تكون فاعلة في تهدئة المرضى داخل بيئات عالية الضغط، مثل: غرف الطوارئ.
وفي دراسة برازيلية عام 2012 أبلغ المشاركون الذين استخدموا علاجات الزهور عن انخفاض ملحوظ في مستويات القلق. مقارنةً بمن تناولوا دواءً وهميًا. وتوصّل الباحثون إلى أن لهذه العلاجات تأثيرًا نفسيًا مهدئًا يمكن أن يساعد الأفراد على مواجهة الضغوط اليومية بهدوء ووضوح.
طرق الاستخدام ومزايا السلامة
ما يميز علاجات الزهور هو بساطتها وأمان استخدامها. إذ يمكن تناولها عن طريق الفم بوضع بضع قطرات تحت اللسان أو إضافتها إلى المشروب. كما يتم استخدامها موضعيًا على نقاط النبض، أو إضافتها إلى ماء الاستحمام أو كمادات الجسم.
وهي مناسبة لجميع الفئات. بما في ذلك: الأطفال وكبار السن وحتى الحيوانات الأليفة. دون خطر الجرعة الزائدة أو التفاعلات الدوائية.

وفي النهاية نسطيع القول إن علاجات الزهور ليست حلًا سحريًا لكنها تقدم وسيلة لطيفة وطبيعية لتعزيز التوازن النفسي والصفاء الذهني. وفي عالم يتسارع بإيقاعه وتتصاعد فيه الضغوط قد تكون هذه القطرات البسيطة المستخلصة من الزهور وسيلة لإعادة الاتصال بالذات، وتحقيق الهدوء الداخلي الذي يحتاجه كل إنسان.