تعد المدينة المنورة إحدى أهم الوجهات الثقافية والدينية في العالم الإسلامي، حيث تحتضن عددًا من المتاحف المتميزة التي تسهم في إبراز إرثها التاريخي العريق وتعزيز تجربة الزوار من الحجاج والمعتمرين. كما شهدت المنطقة مؤخرًا تأهيل وتفعيل 40 موقعاً ضمن مشروع يهدف إلى إحياء مواقع التاريخ الإسلامي. ما جعل من المتاحف وجهات رئيسية للسياحة الدينية والثقافية. نستعرض في هذا المقال أهم المتاحف في المدينة المنورة.
متحف دار المدينة
بينما من أبرز هذه المتاحف، متحف دار المدينة، الذي يجسد فصول السيرة النبوية العطرة. كما يعرض معالم المدينة التراثية، وعناصرها العمرانية والتاريخية. يوفر المتحف تجربة وجدانية فريدة تنقل الزائر عبر الزمن. مستعرضًا لحظات ومحطات مفصلية من تاريخ المدينة المنورة بطريقة تجمع بين التوثيق والإحساس العاطفي العميق.
متحف عمارة المسجد النبوي
أما متحف عمارة المسجد النبوي، فيعد أحد أهم المعالم المتحفية لزوار المسجد النبوي الشريف، إذ يقدم توثيقًا دقيقًا لمراحل توسعة وعمارة المسجد على مر العصور، عبر عروض مرئية ومقروءة ومسموعة تم تصميمها بأسلوب تفاعلي يثري معرفة الزائر ويعمق ارتباطه بالمكان.
مركز المدينة للفنون
وفي إطار الاهتمام بالفنون المعاصرة، يأتي مركز المدينة للفنون كمنارة ثقافية تسهم في تنشيط المشهد الفني داخل المدينة المنورة. يعد المركز من أوائل المؤسسات المتخصصة في الفنون البصرية في المملكة، حيث يحتضن معارض متنوعة، وورش عمل، ودورات تدريبية تعزز الإبداع وتدعم الفنانين المحليين.
متحف وبستان الصافية
كما يبرز متحف وبستان الصافية كنموذج فريد يجمع بين الجمال الطبيعي والمحتوى الثقافي. يقع هذا المتحف في المنطقة المركزية جنوب المسجد النبوي الشريف، ويمتد على مساحة تزيد عن 4,400 متر مربع. يضم الموقع حديقة ثقافية، ومنطقة عرض متحفي توظف أحدث التقنيات السمعية والبصرية لعرض محتوى معرفي غني يعكس هوية المدينة وتاريخها.
التنوع الثقافي والمعرفي يجذب الاستثمار العالمي
كما تسهم هذه المتاحف في إطالة مدة إقامة الزوار وتعزيز ارتباطهم بالمدينة. كما تفتح آفاقًا واسعة للاستثمار في القطاعات المرتبطة بالسياحة، مثل الضيافة، والنقل، والحرف اليدوية. وبهذا التنوع الثقافي والمعرفي. تؤدي المتاحف دورًا محوريًا في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال دعم الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل.
وبفضل هذا الزخم الثقافي والتاريخي، تم إدراج المدينة المنورة ضمن قائمة أفضل 100 وجهة سياحية عالمياً لعام 2024، ما يعكس مكانتها المتقدمة كوجهة تجمع بين الإيمان، والتاريخ. والثقافة، وتستمر في استقبال ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم سنويًا.