كتبت- صبحة بغورة:
كم من الأوقات التي يضطر فيها الشخص أن يتحاشى الكلام مع أحد أو الاقتراب منه، قبل وضع يده مسبقًا على فمه! الجميع يعلم أن العلاقات العامة والمهنية تفرض في كثير من الأحيان التواصل المباشر بين الأشخاص خلال العمل. كما في المناسبات العائلية.
والتعامل الاجتماعي اليومي الذي أصبح مكثفًا وازداد أهمية يتأثر كثيرًا بالمظهر وبالرائحة. والرجال والنساء يصابون برائحة الفم بنسب مختلفة، الأطفال والشبان والشيوخ هم عرضة لهذه الرائحة الكريهة مع نسب مرتفعة لدى كبار السن في حالة نقص كمية اللعاب.
مصدر رائحة الفم الكريهة
ومع ازدياد نسب الأمراض الفموية كتسوس الأسنان وتورم اللثة تتنوّع البكتيريا وتتراكم بالقسم الخلفي من اللسان في صورة نتوءات مسببة الرائحة الكريهة. وبالتأكيد سيكون الأمر أكثر إحراجًا بين الأزواج وللمقبلين عليه.
يمكن أن يكون لهذه الرائحة أسباب مرضية، كما يمكن أن تكون دون سبب وجيه. ومع أن الفكرة السائدة مصدرها هو المعدة، إلا أن الاعتقاد السائد بأن مصدرها الفم.
ويرجع ذلك إلى أن تخمر المأكولات والخلايا الميتة في الفم هي المصدر الرئيس للرائحة التي تسببها البكتيريا ونتيجة لهذا التخمر تتكون أنواع من الغازات ذات الرائحة الكريهة، كما أن تشكيل الطبقة الرقيقة من “البلاك” وبقاؤها ملتصقة بالأسنان دون تنظيف يجعلها تتصلب وتكون مصدرًا للرائحة الكريهة.
كذلك نقص اللعاب بسبب تناول بعض الأدوية ذات الآثار الجانبية. أو العلاج بالأشعة لمرضى السرطان أو التدخين الذي يؤخر شفاء أي جرح في الفم، ويضاعف مشاكل تورم اللثة. كما يمكن أن يكون سببًا في الإصابة بأنواع سرطانية بالفم.
ولا يخف، أن بعض أنواع الطعام كالبصل والثوم والملفوف (الكرنب) هي مصادر أخرى للرائحة الكريهة، لكن لمدة محدودة.
إذن مصدر رائحة الفم الكريهة في معظم الأحيان هو نفسه، ولكن قد يكون مصدرها من خارجه كالتهابات جهاز التنفس أو جهاز الهضم. كما في حالة مرضى السكر والسرطان. ولدى النساء في أوقات العادة الشهرية.
التخلص من المشكلة
ومن الطبيعي ملاحظة وجود الرائحة صباحًا نتيجة انخفاض كمية اللعاب طوال وقت النوم وتكاثر البكتيريا المنتجة للرائحة. ويمكن إزالة الرائحة بمجرد غسل الفم والأسنان وعودة كمية اللعاب إلى طبيعتها مع الكلام.
إن التخلص من مشكلة رائحة الفم الكريهة يفترض معرفة مصدرها أولًا ومنه ستتحدد كيفية إزالة المسببات، سواء بالعلاج لدى طبيب الأسنان لعلاج التسوس أو قلع المتضرر منها. أو الاكتفاء بتحسين أداء تنظيف الأسنان والفم والاعتناء بتفريش اللسان بفرشاة خاصة و المضمضة بسوائل خاصة تعمل على تدني عدد البكتيريا الموجودة في الفم وتعطي الإحساس بالانتعاش. والمؤكد أنه لا يمكن أن يجزم المرء بأنه يمكنه بمفرده تشخيص المشكلة وعلاجها والقضاء عليها دون التوجه للطبيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ