روز العودة تكتب: تدبير رب العالمين

يسعى الإنسان خلال مسيرته الحياتية إلى قضاء احتياجاته الأساسية، واحتياجات أسرته أو من يعولهم، وتحقيق طموحاته وهو يلهث؛ حتى يصيبه الإجهاد في أحيان كثيرة، دون أن يحقق الحد الأدنى مما خطط له أو سعى لتحقيقه؛ فيصاب بالإحباط، وتتحول الحياة في نظره إلى سحابة قاتمة تغطي كل أفق يمكن أن يأتي منه بعض الضوء الذي يمكن أن يفتح بصيرته على حلول لم يسعَ إلى اكتشافها والبحث عنها.

وفي غمرة انشغاله بأمور حياته وتفاصيلها، وإحساسه بالهم وعدم الراحة، ينسى الإنسان أو يتناسى أنَّ هناك تدابير ربانية تُسَيِّر حياته، فإنْ كلف نفسه مشقة التأمل والتفكير فيما يدبره له رب العباد لعاش مقتنعًا مطمئنًا أنَّ الله- عز وجل- يضع له الخير في كل خطوة يخطوها، وإنْ كان تقديره حول ما حدث ويحدث له ليس خيرًا، لكنَّ الواقع يشهد بأن الله يدبر أمور عباده بالخير وللخير، مهما اختلفت تقييماتهم وتقديراتهم للمواقف والأحداث.

وحين يعطينا الله، يعطينا بكرم يفوق سقف توقعاتنا وحدود أمانينا ودعواتنا؛ فتأتي العطايا والتدابير في اللحظات التي تناسبنا؛ ما يجعلنا ندرك أنَّ عطاء رب العباد يفوق تصورات البشر، بل يفوق كرمهم وآمالهم وأحلامهم أيضًا.

إنَّ في تدبير الله لنا- إذا نظرنا إلى حياتنا بعمق- ما يغنينا عن الحيل والتحايل واللهث، فما نحسبه شرًا لنا قد يكون خيرًا لنا؛ لأن في كرم رب العالمين ما يفوق الآمال، وفي حلمه ما يسد الخلل ويعيد التوازن للنفس.

نسأل الله تعالى- بقوة تدبيره وعظيم عفوه وسعة حلمه وفيض كرمه- أنْ يدبِّر لنا أمور حياتنا، وأنْ يكتب لنا الخير في كل مراحل حياتنا، وأنْ يلطف بنا وينجينا مما نخاف ونخشى، وأنْ يثبت قلوبنا على طاعته، والرضا بما يكتبه لنا بقناعة ورضا. اللهم نسألك ألا نُضام وأنت حسبنا، وألا نخاف وأنت ربنا ومولانا، فأصلح لنا شأننا كله ولا تكِلنا إلى أنفِسنا طرفةَ عين.

روز العودة رئيس التحرير

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: النَّقْد البنَّاء