شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة، تحولات جذرية في مجال تمكين المرأة، بفضل رؤية القيادة الرشيدة التي وضعت هذا الملف على رأس أولوياتها.
ولم يعد تمكين المرأة مجرد شعار، بل أصبح واقعًا ملموسًا يتجلى في مبادرات وبرامج شاملة طالت مختلف جوانب الحياة، من قيادة السيارة إلى التعليم وتوفير فرص العمل. لذا؛ نوضح دور صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، في تمكين المرأة السعودية.
تمكين المرأة السعودية لقيادة السيارة
يعد السماح للمرأة بقيادة السيارة عام 2018، نقطة تحول تاريخية في مسيرة تمكين المرأة السعودية. لم يكن هذا القرار مجرد رفع لقيود اجتماعية، بل كان خطوة جريئة نحو تعزيز استقلالية المرأة ومشاركتها الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حسب ما ورد على موقع “CNN” بالعربي.

وقد صاحب هذا القرار مبادرات عديدة لتسهيل حصول المرأة على رخص القيادة وتوفير التدريب اللازم. بالإضافة إلى حملات توعية بأهمية السلامة المرورية. كما قدمت شركات السيارات عروضًا خاصة للنساء، ساهمت في تشجيعهن على اقتناء السيارات.
الاهتمام بتعليم المرأة
أولى الأمير محمد بن سلمان، اهتمامًا بالغًا بتعليم المرأة، إيمانًا منه بأن التعليم هو السلاح الأمضى في مواجهة التحديات وبناء مستقبل مشرق.
وقد تجلى هذا الاهتمام في مبادرات عدة، منها:
- برامج لمحو الأمية: تهدف هذه البرامج إلى القضاء على الأمية بين النساء، خاصة في المناطق النائية، وذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة وتوفير فصول متنقلة.
- توسيع فرص التعليم العالي: تشجيع التحاق الفتيات بالجامعات والكليات في مختلف التخصصات، بما في ذلك التخصصات العلمية والتقنية التي كانت تعتبر حكرًا على الرجال في الماضي.
- برامج تدريبية وتأهيلية: تهدف إلى تطوير مهارات المرأة وتأهيلها لسوق العمل، وذلك من خلال توفير دورات تدريبية في مختلف المجالات.

توفير فرص العمل
كما لم يقتصر تمكين المرأة على التعليم والقيادة، بل امتد ليشمل توفير فرص عمل مناسبة لها في مختلف القطاعات. وقد ساهمت رؤية 2030، في زيادة نسبة مشاركة المرأة بسوق العمل على نحو ملحوظ.
ومن أبرز المبادرات في هذا المجال:
- تذليل العقبات أمام توظيف المرأة: من خلال توفير بيئة عمل مناسبة وآمنة، وتوفير حضانات للأطفال، وتوفير فرص للعمل عن بعد.
- تشجيع ريادة الأعمال النسائية: من خلال توفير الدعم المالي والتدريب والاستشارات للنساء الراغبات في إنشاء مشاريعهن الخاصة.
- إطلاق مبادرات لدعم توظيف المرأة في القطاع الخاص: من خلال تقديم حوافز للشركات التي توظف النساء.

نتائج إيجابية ملموسة
لقد أثمرت هذه الجهود نتائج إيجابية ملموسة؛ حيث ازدادت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتبوأت مناصب قيادية في مختلف المجالات. وأصبحت شريكًا فاعلًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما برزت العديد من النماذج النسائية الملهمة التي حققت نجاحات باهرة في مختلف المجالات. منهن:
- الأميرة ريما بنت بندر آل سعود: داعية بارزة في تمكين المرأة، وتعد شخصية مؤثرة في الشرق الأوسط من خلال دورها كسيدة أعمال ورائدة أعمال وناشطة إنسانية.
- الأميرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن: بدأت مسيرتها المهنية في العمل الأكاديمي كمحاضرة بقسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود، وكذلك حققت نجاحات في مجال الاقتصاد.
- لبنى العليان: رائدة أعمال سعودية في مجال البنوك، تُعد قدوة للنساء الطموحات. كانت أول امرأة سعودية تترأس بنكًا عندما تم تعيينها رئيسة مجلس إدارة البنك السعودي البريطاني (SABB) عام 2019.

- مريم صالح بن لادن: أول سيدة سعودية تترأس شركة كبيرة. حيث تولت رئاسة مجلس إدارة شركة “بن لادن” العالمية في قطاع البناء؛ ما ساهم في فتح المجال أمام النساء في هذا القطاع.
- دانا العلمي: سيدة أعمال سعودية ناجحة في مجال المجوهرات. بدأت بمصنع ذهب صغير وتطورت لتصبح علامة تجارية مرموقة باسم “مجوهرات دانا العلمي”.
- مريم مصلي: أسست “نيش أرابيا” وتعد من أكبر المستثمرات في الشركات التي تديرها النساء السعوديات.
- دانية عقيل: حققت المركز الثالث في الترتيب العام لفئة “تي3”. ضمن بطولة العالم لراليات “الباها” لعام 2023، لتُلهم النساء السعوديات بمجال الرياضة.