دراسة: عدم الحصول على إجازة يدمر صحة المرأة

العلم يؤكد: عدم الحصول على إجازة يدمر صحة المرأة
العلم يؤكد: عدم الحصول على إجازة يدمر صحة المرأة

.هل سمعتِ بمصطلح “الإجهاد المزمن”؟ إنه ذلك الشعور المستمر بالقلق والتعب الذي يسيطر على حياتنا اليومية. ولكن هل تعلمين أن هناك طرقًا طبيعية للتغلب على هذا الإجهاد؟ الإجازة والتأمل هما اثنان من أهم هذه الطرق؛ حيث أثبتت الدراسات الحديثة أنهما يؤثران بشكل مباشر في صحتنا الجسدية والعقلية.

فيما توصلت دراسة، نشرت في مجلة “Translational Psychiatry”، إلى أن أخذ إجازة والتأمل يؤثران بالفعل في خلايا أجسامنا.

بينما أجريت تلك الدراسة على 94 امرأة تتراوح أعمارهن بين 30 و60 عامًا . وأقمن جميعًا في نفس المنتجع؛ حيث كان نصفهن في إجازة فقط والنصف الآخر يتبع برنامجًا تدريبيًا للتأمل.

ومن أجل فهم “تأثير التأمل” بشكل أفضل تابع العلماء القائمون على الدراسة مجموعة مكونة من 30 شخصًا من ذوي الخبرة في التأمل والذين بقوا بالخلوة خلال نفس الأسبوع.

في حين درس فريق البحث التغيرات في 20 ألف جين لمعرفة الجينات التي تغيرت أثناء وبعد رحلة المنتجع. وأظهرت النتائج أن قضاء أسبوع في المنتجع أدى إلى تغيير كبير في أنماط الشبكة العصبية للمشاركات في جميع المجموعات: المصطافات، والمبتدئات في التأمل، ومتمرسات التأمل.

وبعد شهر من انتهاء التجربة كان الممارسات الجدد للتأمل يشعرن بالاسترخاء مع انخفاض أعراض الاكتئاب إلى جانب تخفيف التوتر بشكل واضح مقارنة بالمصطافات غير الممارسات للتأمل.

وبينما يبدو من المنطقي أن أخذ إجازة أو الانخراط في التأمل المكثف من شأنه أن يقلل من التوتر إلا أن هذه هي إحدى المرات الأولى التي تمكن فيها الباحثون من تحديد تغييرات كبيرة في جينات الجسم خلال فترة زمنية قصيرة.

ماذا يحدث لجسمك عندما تذهبين في إجازة أو تمارس التأمل؟ نوضح المزيد عن فوائد أخذ إجازة.

فوائد الإجازة للصحة

 

 العلم يؤكد: عدم الحصول على إجازة يدمر صحة المرأة
العلم يؤكد: عدم الحصول على إجازة يدمر صحة المرأة

 

بالنسبة للمبتدئات فإن مجرد التخطيط لقضاء إجازة يمكن أن يعزز مستويات السعادة. وسواء كان ذلك من خلال توقع المجهول أو الإثارة الناتجة عن التخطيط لقضاء إجازة فإن الاستعداد لقضاء إجازة يمكن أن يزيد من السعادة.

فيما وجدت إحدى الدراسات أن المشاركات شهدن تحسنًا في مستويات مزاجهن قبل حوالي ثمانية أسابيع من الذهاب.

لكن السحر الحقيقي يحدث عندما تقضي إجازتك. فالبيئة جديدة تؤثر في كيفية استجابة مساراتنا العصبية للأشياء -المعروفة أيضًا باسم المرونة العصبيةويمكن أن تجعلنا أكثر إبداعًا .

عندما نمارس حياتنا اليومية العادية يمكن لأدمغتنا أن تعمل بشكل آلي: فهي تعرف كيف تعمل الأشياء وأين توجد الأماكن. وعندما تتعرض أدمغتنا لأصوات وأذواق وثقافات جديدة تنطلق مشابك عصبية مختلفة في أدمغتنا، فتنشط عقولنا وتشجعنا على تجربة أشياء جديدة.

الإجازة وصحة القلب

فيما وجدت دراسة فرامنغهام للقلب، التي بدأت في عام 1948 وما زالت مستمرة بقوة، أن النساء اللاتي حصلن على إجازة مرة واحدة فقط كل ست سنوات كن أكثر عرضة بنحو ثماني مرات للإصابة بنوبة قلبية من أولئك اللاتي حصلن على إجازة مرة واحدة على الأقل كل عامين.

كما اكتشفت دراسة أجرتها جامعة ماساتشوستس أن تكرار الإجازات السنوية بين الرجال في منتصف العمر المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية كان مرتبطًا بانخفاض خطر الوفاة. وكان الرجال الذين ذهبوا في إجازة منتظمة أقل عرضة للوفاة لأي سبب بنسبة 21 في المائة وأقل عرضة للوفاة بأمراض القلب بنسبة 32 في المائة.

ربما لا تتمتعين برفاهية السفر إلى مكان غريب أو أخذ إجازة لأسابيع متتالية. لكن هذا لا يعني أنه يجب عليك أن تتجنبي أخذ إجازة.

بينما إيقاف تشغيل بريدك الإلكتروني و” الابتعاد عن كل ما هو تقليدي ” يمكن أن يساعدك على الدخول في حالة ذهنية تشبه الإجازة. سواء كنت تستمتعين بإجازة في منزلك أو تسافرين مع عائلتك.

كما أن الرغبة في تجربة أشياء جديدة، سواء كنت في مكان غير مألوف أم لا، يمكن أن تبقي عقلك نشطًا ومتيقظًا.

هل ترغب في مكان محلي؟ يمكنك تجربة مطعم يقدم مأكولات غير مألوفة بالنسبة لك، أو زيارة مدينة قريبة لم تستكشفيها بعد.

كيف يؤثر التأمل في الجسم

كان التأمل موجودًا منذ آلاف السنين، وكان الناس يروجون للتأثيرات الإيجابية التي تعود على الأشخاص الذين يمارسون “تدريب العقل” منذ فترة طويلة. والآن يؤكد العلم أن الفوائد التي تشعرين بها بعد قضاء بضع دقائق في التأمل حقيقية وتحول خلاياك بالفعل.

على سبيل المثال: وجدت دراسة أجريت عام 2014 ونشرت في مجلة Cancer أن الناجيات من السرطان الذين شاركن في تقنيات تقليل التوتر، بما في ذلك التأمل واليوغا، تغيرت خلاياهن جسديًا .

وقالت ليندا كارلسون؛ الباحثة الرئيسية في الدراسة: “نحن نعلم بالفعل أن التدخلات النفسية الاجتماعية مثل التأمل الذهني تساعدك على الشعور بتحسن عقلي. ولكن الآن لدينا لأول مرة دليل على أنها يمكن أن تؤثر أيضًا في جوانب رئيسية من بيولوجيتك”.

مركز الأنا

ثبت أيضًا أن التأمل يساعد على تقليل القلق، وكل ذلك يعود إلى “مركز الأنا”، أو القشرة الجبهية الأمامية الوسطى. هذه هي المنطقة الموجودة في دماغنا والتي تعالج المعلومات حول أنفسنا والعالم من حولنا (ومن هنا جاء “الأنا”).

وعادةً تكون المسارات العصبية من مناطق الإحساس والخوف في الدماغ إلى مركز الأنا قوية جدًا؛ ما يؤدي إلى إثارة رد فعل في مركز الأنا.

في الواقع يضعف التأمل هذا الارتباط، وبالتالي تضعف غريزة الاستجابة للموقف المزعج. وفي الوقت نفسه، يتعزز ارتباط مركز الأنا بالقشرة الجبهية الأمامية الجانبية للدماغ، أو مركز التقييم. وبدلًا من الانزعاج من موقف ما تصبح عقولنا قادرة على تقييم ما يحدث بطريقة أكثر عقلانية.

على سبيل المثال: إذا أرسلت سؤالًا بالبريد الإلكتروني إلى رئيسك في العمل واستغرق الأمر منه بضع ساعات للرد، بدلًا من القلق بشأن تعرض وظيفتك للخطر. يمكنك التأكد من أنه ربما يكون في اجتماع طويل ولا يمكن الوصول إليه في الوقت الحالي.

كما قد يجعلك التأمل بانتظام أكثر تعاطفًا. إذ وجدت دراسة أجريت عام 2008 أنه عندما يسمع المتأملون أصوات أشخاص يعانون فإن المفاصل الجدارية الصدغية لديهم. وهي المنطقة من الدماغ المرتبطة بالتعاطف، تستجيب بشكل أقوى من أدمغة أولئك الذين لا يمارسون التأمل بانتظام.

لا تحتاجين إلى إنفاق ساعات أو أموال للبدء في التأمل. يمكنك البدء بتطبيقات الهواتف الذكية المجانية أو غير المكلفة مثل: “Stop, Breathe & Think” أو “Headspace” أو “Buddhify”.

وحتى مجرد أخذ عدة أنفاس عميقة بوعي يمكن أن يساعد على تهدئة أذهاننا.

الرابط المختصر :