شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا في مجالات التنمية والتمكين، وكان للابتكار النسائي السعودي دورٌ محوري في هذا التغيير. لطالما كانت المرأة في المملكة جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي، لكن اليوم، أصبحت رائدةً في مجالات الفكر والإبداع والابتكار، محققةً إنجازات مبهرة على المستوى المحلي والدولي.
دكتور محمد السريحي؛ رئيس المجلس العربي للإبداع والابتكار، أكد في تصريحات خاصة لـ”الجوهرة” أن المرأة السعودية أثبتت بجدارة أنها قادرة على تحويل التحديات إلى فرص.
في الماضي، كانت القيود المجتمعية والثقافية تحد من طموحات النساء، لكن بفضل التوجهات الإصلاحية التي قادتها رؤية 2030، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تغير المشهد تمامًا.
وأوضح “السريحي” أنه تشكلت بيئة داعمة للمرأة السعودية لتعبر عن إبداعاتها بالمجالات المختلفة. في عالم الأعمال، والفن، والأدب، والعلوم، والهندسة، نجد النساء السعوديات يحتللن مراتب متقدمة. أصبحت المرأة السعودية رائدة أعمال مبتكرة، ومخترعة مبدعة، وفنانة ملهمة، تعكس رؤيتها وشغفها بالعالم.
المرأة السعودية في ميدان الابتكار
وأشار “السريحي” إلى أن أكبر المجالات التي برزت فيها المرأة السعودية هو مجال الابتكار والتكنولوجيا. قد تعتقد أن هذه المجالات قد تكون حكرًا على الرجال، ولكن الحقيقة أن الكثير من السعوديات أصبحن رائدات في التكنولوجيا المتقدمة، من برمجة الذكاء الاصطناعي حتى تصميم التطبيقات التي تسهل حياتنا اليومية.
على سبيل المثال، نشهد اليوم نساء كثيرات طورنّ تطبيقات في مجال الصحة، والتعليم، والتجارة الإلكترونية. بل إن البعض منهن قد نال جوائز عالمية تقديرًا لإسهاماتهن. ومن الأسماء البارزة نذكر الدكتورة فاطمة الحربي، التي حصلت على جائزة أفضل امرأة بالعالم في مجال الأمن السيبراني.
وكذلك المهندسة مشاعل الشميمري، أول سعودية تعمل في وكالة “ناسا” لتصميم الصواريخ الفضائية. هذه الأمثلة تبرهن على أن المرأة السعودية ليست فقط مشاركة في ميدان الابتكار، بل في مقدمة الرُكّب.
تمكين المرأة في المستقبل
ونبه “السريحي” إلى أن تمكين المرأة السعودية ليس مجرد هدف، بل ركن أساسي في تحقيق التنمية المستدامة. من خلال دعم الدولة المستمر والتشجيع على التعليم العالي والبحث العلمي، أصبح لدى المرأة السعودية اليوم الأدوات اللازمة لتكون عنصرًا فعّالًا في مجتمع المعرفة والاقتصاد الإبداعي.
ولا يخفى على أحد أن المرأة السعودية أصبحت أيضًا شريكةً في صنع القرار السياسي والاقتصادي. سواء من خلال مشاركتها في مجلس الشورى، أو في المناصب القيادية العليا في الشركات، فإن حضورها لا يمكن تجاهله. هذا الدور المتنامي يجعلنا نتطلع بتفاؤل نحو المستقبل؛ حيث ستكون المرأة السعودية من الأعمدة الرئيسة في بناء مجتمع مزدهر.