الدكتور وليد هندي يوضح لـ “الجوهرة” أضرار التدليل المفرط للطفل

تدليل الطفل
تدليل الطفل

التدليل المفرط للطفل هو موضوع شائك يثير العديد من الأسئلة حول التربية الصحيحة. فمن ناحية يرغب جميع الآباء في رؤية أطفالهم سعداء ومرتاحين، ومن ناحية أخرى فإن التدليل الزائد قد يؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها على المدى الطويل. لذا نوضح أضرار التدليل المفرط للطفل.

التدليل المفرط للطفل

أوضح الدكتور وليد هندي؛ استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ”الجوهرة”، أن التدليل المفرط للطفل هو إشباع جميع رغبات الطفل دون وضع حدود واضحة لسلوكه. قد يتجلى ذلك في:

تدليل الطفل
تدليل الطفل

 

  • تلبية جميع طلبات الطفل دون تفكير: سواء كانت معقولة أم لا.
  • حماية الطفل من أي نوع من الإحباط أو الصعوبة: وهذا يمنعه من تعلم كيفية التعامل مع التحديات.
  • عدم وضع قواعد واضحة: أو عدم الالتزام بها عند وضعها.
  • مقارنة الطفل بأقرانه بشكل سلبي: ما يؤدي إلى الشعور بالتفوق أو النقص.

أضرار التدليل المفرط للطفل

وتتمثل أضرار التدليل الزائد للطفل في:

  • صعوبة التعامل مع الإحباط: يجد الطفل المدلل صعوبة في التعامل مع المواقف التي لا تسير كما يريد؛ ما يجعله أكثر عرضة للإحباط والغضب.
  • صعوبة تكوين العلاقات: قد يواجه الطفل المدلل صعوبة في تكوين علاقات صحية مع الآخرين؛ حيث يعتاد على أن يكون محور الاهتمام.
  • نقص الثقة بالنفس: على الرغم من أن التدليل قد يعطي الطفل شعورًا مؤقتًا بالثقة، فإنه في الحقيقة يعزز الاعتماد على الآخرين ويقلل من اعتماده على نفسه.
  • مشاكل سلوكية: قد يعاني الطفل المدلل من مشاكل سلوكية مثل العناد، التمرد، والعنف؛ وذلك نتيجة عدم تعلم حدود السلوك المقبول.
  • صعوبة اتخاذ القرارات: ربما يجد الطفل المدلل صعوبة في اتخاذ القرارات بنفسه؛ إذ اعتاد أن يتم اتخاذ القرارات نيابة عنه.
تدليل الطفل
تدليل الطفل

كيفية تجنب التدليل المفرط للطفل

وحسب توضيح “هندي” فإنه يمكن تجنب التدليل المفرط للطفل من خلال اتباع الآتي:

  • تحديد حدود واضحة: من المهم وضع حدود واضحة للطفل وتطبيقها بشكل ثابت.
  • تعليم الطفل المسؤولية: يجب تشجيع الطفل على تحمل المسؤولية عن أفعاله ونتائجها.
  • عدم الاستجابة لكل طلب: ليس من الضروري الاستجابة لكل طلب يطلبه الطفل، بل يجب تعليمه الصبر والانتظار.
  • تشجيع الاستقلال: ينبغي تشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه في أداء المهام اليومية.
  • تعليم الطفل القيم الأخلاقية: يجب غرس القيم الأخلاقية في الطفل مثل الاحترام، والتعاون، والعطاء.

التدليل حب أم ضرر؟

الحب الحقيقي للطفل لا يكمن في تلبية جميع رغباته بل في تربيته ليكون فردًا صالحًا ومستقلًا.

ويجب على الآباء تحقيق التوازن بين الحب والعقاب، وبين الدلال والتوجيه؛ حتى ينشأ الطفل سليمًا نفسيًا واجتماعيًا.

أهمية تقديم الدعم المعنوي للطفل

وبعيدًا عن أضرار التدليل المفرط فإنه من الضروري تقديم الدعم المعنوي للطفل بشكل كافٍ ومتوازن. إذ إن الدعم المعنوي هو أساس متين لبناء شخصية الطفل وتطوره النفسي والاجتماعي. وذلك يشبه قطرات المطر التي تسقي البذرة الصغيرة؛ فكل قطرة تساهم في نموها وازدهارها.

لماذا هو مهم؟

  • بناء الثقة بالنفس: الدعم المستمر يعزز ثقة الطفل بقدراته وإمكانياته؛ ما يساعده في مواجهة التحديات بثقة أكبر.
  • تحسين الأداء الأكاديمي: الطفل الذي يشعر بالدعم والتشجيع يكون أكثر تركيزًا وانتباهًا في دراسته، وهذا ينعكس إيجابًا على أدائه الأكاديمي.
  • تطوير العلاقات الاجتماعية: الطفل الذي يشعر بالحب والقبول يكون أكثر قدرة على تكوين علاقات صحية مع الآخرين.
  • تقوية الصحة النفسية: الدعم المعنوي يحمي الطفل من مشاكل نفسية عديدة مثل القلق والاكتئاب، ويعزز مرونته النفسية.
  • تشكيل شخصية مستقلة: الطفل الذي يحظى بدعم معنوي يكون أكثر استقلالية وقادرًا على اتخاذ القرارات الصحيحة.
تدليل الطفل
تدليل الطفل

كيف يمكن تقديم الدعم المعنوي للطفل؟

  • الاستماع الفعال: خصصي وقتًا للاستماع لطفلك دون مقاطعته، وعبّري عن اهتمامك بمشاعره وأفكاره.
  • التشجيع والثناء: شجعي طفلك على بذل الجهد، وامدحيه على إنجازاته مهما كانت صغيرة.
  • التعاطف: حاولي أن تفهمي وجهة نظر طفلك، وتقبلي مشاعره حتى لو كانت مختلفة عن مشاعرك.
  • قضاء وقت ممتع معًا: خصصي وقتًا للعب والتسلية مع طفلك؛ فهذا يعزز الرابطة بينكما.
  • تحديد الحدود بوضوح: ضعي حدودًا واضحة لطفلك، واشرحي الأسباب وراء هذه الحدود.
  • تقديم القدوة الحسنة: كوني قدوة لطفلك في كل شيء، فالأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة والتقليد.

أمثلة على الدعم المعنوي

  • “أنا فخورة بك يا بني على هذا الإنجاز”.
  • “أعلم أنك تستطيع فعل ذلك، أنا أؤمن بك”.
  • “سأكون هنا دائمًا لأستمع إليك وأساعدك”.
  • “أنا أحبك مهما حدث”.

التعامل مع مشاعر الغضب لدى الأطفال

وفقًا لـ”مايو كلينك” فإن الغضب شعور طبيعي لدى الأطفال والكبار على حد سواء، ولكن التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال يحتاج إلى صبر وحكمة من الوالدين. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع هذه المشكلة:

فهم أسباب الغضب

  • التعب والإرهاق: قد يكون الطفل غاضبًا بسبب نقص النوم أو الجوع أو الإرهاق العام.
  • الإحباط: عدم القدرة على تحقيق شيء ما أو الفشل في مهمة قد يؤدي إلى الغضب.
  • الشعور بالإهمال: عدم الشعور بالاهتمام أو الحب الكافي يجعل الطفل متوترًا وغاضبًا.
  • التغيرات: التغيرات في روتين الطفل، مثل الانتقال إلى منزل جديد أو بدء مدرسة جديدة، قد تسبب له القلق والغضب.
تدليل الطفل
تدليل الطفل

كيفية التعامل مع نوبات الغضب

  • الحفاظ على الهدوء: عندما يبدأ طفلك في الشعور بالغضب حاولي أن تحافظي على هدوئك قدر الإمكان. صراخك أو غضبك قد يزيد من حدة الموقف.
  • الاستماع إلى طفلك: حاولي أن تفهمي ما يشعر به طفلك. اسمعي إلى ما يقوله بهدوء واحترم مشاعره.
  • تقديم الدعم: طمئني طفلك بأنك بجانبه وأنك تفهمين ما يمر به.
  • تحديد المشكلة: ساعدي طفلك في تحديد سبب غضبه. اسأليه أسئلة مفتوحة مثل “ما الذي يجعلك غاضبًا؟”.
  • تقديم حلول: اقترحي على طفلك بعض الحلول للمشكلة التي يواجهها.
  • تدريب الطفل على مهارات إدارة الغضب: علمي طفلك بعض التقنيات التي يمكن أن تساعده في تهدئة نفسه، مثل التنفس العميق أو العد إلى عشرة.
  • توفير بيئة آمنة: امنحي طفلك مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره دون خوف من العقاب.
  • مكافأة السلوك الإيجابي: عندما يظهر طفلك سلوكًا إيجابيًا، مثل التحكم في غضبه، كافئيه على ذلك.
  • كوني قدوة لطفلك: الأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة. حاولي أن تظهري لطفلك كيف تتعاملين مع الغضب بطريقة صحية.
  • لا تستسلمي: قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتعلم طفلك كيفية التحكم في غضبه. كوني صبورة ومثابرة.
  • اطلبي المساعدة: إذا كنت تواجهين صعوبة في التعامل مع نوبات غضب طفلك لا تترددي في طلب المساعدة من متخصص.
تدليل الطفل
تدليل الطفل

كيفية بناء علاقة قوية مع المراهق

بناء علاقة قوية مع مراهق هو تحدٍ جميل ومعقد في نفس الوقت. المراهقة مرحلة انتقالية مهمة؛ حيث يشهد المراهق تغيرات جسدية ونفسية كبيرة؛ ما قد يؤثر في سلوكه وتفاعله مع الآخرين. إليك بعض النصائح التي تساعدك في بناء علاقة قوية مع مراهقك:

1. التواصل المفتوح والصريح:

  • استمعي بفعالية: خصصي وقتًا للاستماع إلى مراهقك دون مقاطعة أو إصدار أحكام. اجعليه يشعر بأن رأيه مهم ومسموع.
  • كوني صريحة: تحدثي مع مراهقك بصراحة ووضوح حول مشاعرك وتوقعاتك. شجعيه على أن يكون صريحًا معك أيضًا.
  • تجنبي المحاضرات: حاولي تجنب إلقاء الخطب أو المحاضرات. بدلًا من ذلك اطرحي الأسئلة وناقشي معه المواقف المختلفة.
  • استخدمي “أنا” بدلًا من “أنت”: عند التعبير عن مشاعرك استخدمي عبارات تبدأ بـ “أشعر…” بدلًا من “أنت دائمًا…” فهذا يقلل من الشعور بالاتهام.

2. بناء الثقة المتبادلة:

  • كوني صادقة وموثوقة: حافظي على وعودك وكوني صادقة في تعاملاتك مع مراهقك.
  • احترمي خصوصيته: امنحي مراهقك مساحته الخاصة واحترمي خصوصيته.
  • لا تتجسسي: تجنبي التجسس على هاتفه أو بريده الإلكتروني، فهذا يضر بالثقة المتبادلة.
  • اعترفي بأخطائك: إذا أخطأتِ اعتذري لمراهقك. هذا يجعله يشعر بأنك إنسان مثله وأنك تقدّرين صدق العلاقة.
تدليل الطفل
تدليل الطفل

3. قضاء الوقت الجيد معًا:

  • ابحثا عن اهتمامات مشتركة: شاركي مراهقك في الأنشطة التي يحبها.
  • قضاء وقت ممتع معًا: خصصا وقتًا لقضاء أوقات ممتعة معًا، سواء كانت رياضية أو فنية أو حتى مجرد دردشة.
  • قدوة حسنة: كوني قدوة حسنة لمراهقك في كل تصرفاتك.

4. تقديم الدعم والتشجيع:

  • شجعي استقلاله: شجعي مراهقك على اتخاذ قراراته الخاصة، مع تقديم الدعم والتوجيه اللازمين.
  • احتفي بإنجازاته: احتفلي بإنجازات مراهقك مهما كانت صغيرة.
  • التفاؤل: كوني متفائلة بمستقبل مراهقك وشجعيه على تحقيق أحلامه.

5. وضع حدود واضحة:

  • ضعي قواعد واضحة: حددي قواعد واضحة لسلوك مراهقك، واشرحي الأسباب وراء هذه القواعد.
  • كوني ثابتة في تطبيق القواعد: التزمي بتطبيق القواعد التي وضعتها.
  • المرونة: كوني مستعدة لمناقشة القواعد وتعديلها إذا لزم الأمر.
الرابط المختصر :