خاص| لعبة روبلوكس.. عالم افتراضي ممتع أم خطر يتربص بالأطفال؟

خاص |لعبة روبلوكس.. عالم افتراضي ممتع أم خطر يتربص بالأطفال؟خبير نفسي يشرح الامر
خاص |لعبة روبلوكس.. عالم افتراضي ممتع أم خطر يتربص بالأطفال؟خبير نفسي يشرح الامر

تعتبر لعبة روبلوكس من أبرز الظواهر في عالم الألعاب الإلكترونية حاليًا؛ حيث جذبت ملايين اللاعبين حول العالم بفضل عالمها الافتراضي الشاسع وإمكانية التفاعل الاجتماعي بين اللاعبين.

ولكن هل هذه اللعبة آمنة حقًا للأطفال؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة في ظل الانتشار الواسع لهذه اللعبة وتنوع المحتوى المتاح فيها. نعرض التفاصيل وفقًا لموقع irishexamine.

ما لعبة روبلوكس؟

روبلوكس ليست لعبة تقليدية بمعنى الكلمة، بل هي منصة تتيح للمستخدمين إنشاء ألعابهم الخاصة ولعب ألعاب الآخرين.

كما تشبه هذه المنصة إلى حد كبير عالمًا افتراضيًا ضخمًا يتكون من ملايين العوالم والألعاب المختلفة. والتي تتراوح بين ألعاب المغامرة والبناء وحتى الألعاب الاجتماعية.

مزايا لعبة روبلوكس

فيما تمنح روبلوكس اللاعبين الحرية الكاملة لإطلاق العنان لإبداعاتهم؛ إذ يمكنهم تصميم ألعابهم الخاصة، وبناء عوالمهم الافتراضية، والتفاعل مع لاعبين آخرين من جميع أنحاء العالم.

علاوة على أنها تقدم مجموعة واسعة من الألعاب والأنشطة التي تناسب جميع الأعمار والميول. ما يجعلها تجربة ممتعة للجميع.

في حين تتميز “روبلوكس” بوجود مجتمع كبير من اللاعبين، وهذا يوفر فرصة للتواصل الاجتماعي وتكوين صداقات جديدة.

 خاص |لعبة روبلوكس.. عالم افتراضي ممتع أم خطر يتربص بالأطفال؟خبير نفسي يشرح الامر
خاص |لعبة روبلوكس.. عالم افتراضي ممتع أم خطر يتربص بالأطفال؟خبير نفسي يشرح الامر

هل “روبلوكس” آمنة للأطفال؟

ورغم المميزات العديدة التي تقدمها “روبلوكس” إلا أنها تحمل الكثير من المخاطر المحتملة للأطفال. ومن أهمها:

  • التعرض لمحتوى غير مناسب: نظرًا لأن لعبة روبلوكس منصة مفتوحة المصدر فإنها تحتوي على محتوى متنوع. بما في ذلك محتوى غير مناسب للأطفال، مثل: العنف واللغة البذيئة والصور المشوهة.
  • التواصل مع غرباء: يمكن للأطفال التحدث مع غرباء في “روبلوكس”؛ ما يجعلهم عرضة للتحرش والابتزاز.
  • الإدمان: قد يؤدي إدمان لعبة روبلوكس إلى إهمال الدراسة والواجبات المنزلية، وتدهور العلاقات الاجتماعية.

قرار بالحظر في بعض الدول 

بينما أصدرت السلطات التركية قرارًا مفاجئًا بحظر منصة الألعاب الشهيرة روبلوكس. وهذا القرار أثار جدلًا واسعًا حول مدى شرعية تقييد حرية الوصول إلى مثل هذه المنصات، والتداعيات المحتملة على ملايين اللاعبين، خاصة الأطفال والشباب.

وأرجعت السلطات التركية قرارها إلى مخاوف تتعلق بانتهاك حقوق الأطفال؛ حيث أشارت إلى أن بعض المحتوى المتاح على المنصة قد يكون ضارًا أو غير مناسب للأعمار الصغيرة. كما بررت القرار بضرورة حماية الأطفال من الآثار السلبية لاستخدام التكنولوجيا بطريقة غير مسؤولة.

ردود الأفعال

في حين أثار قرار الحظر ردود أفعال متباينة؛ فأبدت الشركة المالكة للعبة استياءها منه، مؤكدة التزامها بضمان سلامة المستخدمين وتعاونها مع السلطات المحلية. من جانب آخر رحبت بعض الجهات الحقوقية بهذا القرار، معتبرة أنه خطوة مهمة لحماية الأطفال من المحتوى الضار.

كما من المتوقع أن تكون لهذا القرار تداعيات واسعة النطاق، ليس فقط على ملايين اللاعبين الأتراك الذين يستمتعون بلعبة روبلوكس. بل أيضًا على صناعة الألعاب الإلكترونية ككل. فقد يشجع هذا القرار دولًا أخرى على اتخاذ إجراءات مماثلة. ما يحد من حرية التعبير والإبداع في هذا المجال.

 خاص |لعبة روبلوكس.. عالم افتراضي ممتع أم خطر يتربص بالأطفال؟خبير نفسي يشرح الامر
خاص |لعبة روبلوكس.. عالم افتراضي ممتع أم خطر يتربص بالأطفال؟خبير نفسي يشرح الامر

التأثير النفسي في الأطفال 

وفي نفس السياق يتحدث الدكتور ابراهيم دويدار؛ استشاري الصحة النفسية، عن التأثير النفسي الذي تسببه مثل هذه الألعاب في الاطفال. قائلًا: “تعتبر لعبة روبلوكس من بين أكثر الألعاب الإلكترونية شعبية بين الأطفال والشباب. ورغم أنها تبدو في ظاهرها بريئة وممتعة إلا أنها تحمل في طياتها العديد من المخاطر التي تهدد سلامة الأطفال وصحتهم النفسية”.

فيما تابع: “تتمثل إحدى أهم هذه المخاطر في المحتوى غير المناسب الذي يمكن للأطفال الوصول إليه بسهولة داخل اللعبة. فبسبب الطبيعة المفتوحة لمنصة روبلوكس يمكن لأي مستخدم إنشاء لعبة أو عالم افتراضي يحوي محتوى عنيفًا أو جنسيًا أو يتضمن لغة بذيئة. هذا الأمر يجعل من الصعب على الآباء مراقبة كل ما يشاهده أطفالهم داخل اللعبة؛ ما يعرضهم لخطر التعرض لأفكار وأفعال تضر بصحتهم النفسية”.

بالإضافة إلى ذلك فإن إمكانية التفاعل مع لاعبين آخرين من جميع أنحاء العالم تزيد من خطر تعرض الأطفال للتحرش والابتزاز. مشيرًا إلى أن الكثير من الأطفال لا يدركون المخاطر الكامنة في التواصل مع غرباء عبر الإنترنت، وذلك يجعلهم عرضة للاستغلال من قبل أشخاص ذوي نوايا سيئة.

وأوضح أبرز المخاطر التي تسببها لعبة روبلوكس وهي الإدمان. فبفضل تصميمها المميز والمحتوى المتجدد باستمرار تدفع اللعبة الأطفال إلى قضاء ساعات طويلة في اللعب. ما يؤثر سلبًا في تحصيلهم الدراسي وعلاقاتهم الاجتماعية. كما أن الإدمان على الألعاب الإلكترونية بشكل عام يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة، واضطرابات النوم، والمشاكل النفسية.

السلوك العدواني للأطفال

وأضاف استشاري الصحة النفسية: “لعبة روبلوكس قد تؤثر أيضًا في سلوك الأطفال. فبعض الدراسات تشير إلى أن اللعب المستمر في عوالم افتراضية عنيفة يزيد من العدوانية لدى الأطفال، ويقلل قدرتهم على التعاطف مع الآخرين. كما أن التعرض المستمر لمحتوى غير واقعي قد يشوه تصور الأطفال عن العالم الحقيقي، ويؤدي إلى صعوبات في التكيف مع الحياة الاجتماعية”.

نصائح للحفاظ على أمان الأطفال في “روبلوكس”

قدم الدكتور ابراهيم دويدار عدة نصائح مهمة للآباء لتجنب مخاطر هذه الألعاب؛ فقال: “يجب على الآباء تفعيل الإعدادات الأبوية؛ حيث توفر تلك الألعاب العديد من الإعدادات الأبوية التي تساعد على حماية الأطفال، مثل: تقييد الدردشة، ومنع الشراء داخل اللعبة”.

وشدد على ضرورة مراقبة أنشطة الأطفال في “روبلوكس” والتحدث معهم حول المخاطر المحتملة. مضيفًا “يجب على الآباء تشجيع أطفالهم على التحدث عن تجاربهم في روبلوكس، والإبلاغ عن أي مشكلة يواجهونها”.

واختتم حديثه قائلًا: “لعبة روبلوكس تحمل في طياتها العديد من المخاطر التي تهدد سلامة الأطفال وصحتهم النفسية. وشاهدنا العديد من الحوادث والمشاكل النفسية  التي حدثت للعديد من الاطفال ومن هم في سن المراهقة؛ ولذلك يجب على الآباء الحذر الشديد عند السماح لأطفالهم باللعب، ومراقبة محتوى الألعاب التي يلعبونها والتأكد من تفاعلهم مع أصدقاء موثوق بهم. كما ينبغي على مطوري اللعبة بذل المزيد من الجهد لحماية الأطفال من المحتوى الضار، وتوفير بيئة آمنة للجميع”.

الرابط المختصر :