يمثل بداية المشي أحد أهم الإنجازات في حياة الطفل؛ ففي تلك اللحظة التي يخطو فيها الطفل خطواته الأولى، يفتح عالمًا جديدًا من الاستكشاف والتجربة. إنها لحظة فارقة ليس للطفل وحده؛ بل للوالدين أيضًا، اللذين يشهدان نمو طفلهما وتطوره بشكل مباشر.
في هذا المقال، نستعرض أهم الأسئلة التي قد تدور في ذهن الوالدين أثناء هذه المرحلة الحاسمة، وسنجيب عليها بشكل مبسط وواضح، مع الدكتورة سمية عبد الحميد طبيبة الأطفال.
توقيت بداية المشي للطفل
قالت الدكتورة “سمية” في حديثها لمجلة وموقع “الجوهرة”: “يمثل المشي أحد أهم الإنجازات في حياة الطفل؛ إلا أن توقيت حدوثه يختلف بصورة كبيرة من طفل لآخر”.
وأضافت: “على الرغم من أن النطاق الزمني العام لبدء المشي يتراوح بين تسعة أشهر وثمانية عشر شهرًا؛ إلا أنه من المهم التأكيد على أن كل طفل يمتلك وتيرة نمو فريدة خاصة به؛ فبعض الأطفال يخطون خطواتهم الأولى مبكرًا، بينما يحتاج البعض الآخر إلى وقت أطول قليلًا”.
العوامل المؤثرة في توقيت المشي
وتوضح طبية الأطفال أهم العومل التي ثؤثر على توقيت بدء المشي عند الأطفال؛ فتقول: “تؤثر العديد من العوامل على توقيت بدء الطفل للمشي؛ فبالإضافة إلى العامل الوراثي، تلعب العوامل البيئية والصحية دورًا هامًا. فمثلًا، الأطفال الذين يحصلون على فرص كافية للعب والتجربة الحركية بشكل مستمر، أكثر استعدادًا للمشي في وقت مبكر”.
كما أوضحت: “إن التغذية الجيدة والصحة العامة للطفل تلعبان دورًا حاسمًا في تطوير مهاراته الحركية”. وأكدت: “من المهم جدًا أن يشجع الوالدان أطفالهم على الحركة والتنقل بأمان. وذلك من خلال توفير بيئة محفزة ومليئة بالألعاب والأنشطة التي تشجع على الحركة والاستكشاف”.
وتابعت: “فالتشجيع المستمر والدعم المعنوي من الوالدين يساهمان بشكل كبير في بناء ثقة الطفل بنفسه وتعزيز رغبته في اكتشاف العالم من حوله”.
تؤكد الدكتورة “سمية” التباين الكبير في أعمار الأطفال عند بدء المشي. وتشرح: “إن هذا التباين طبيعي جدًا، وأن المقارنة بين الأطفال قد لا تكون مفيدة دائمًا؛ فكل طفل يطور مهاراته الحركية وفقًا لسرعته الخاصة. وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على هذا التطور؛ مثل: الوراثة والبيئة والنضج العصبي”.
وتقدم طبيبة الاطفال مثالًا على توأم كانت تتابع حالتهما قد بلغا مرحلة المشي في أعمار مختلفة. وقالت: “فبينما بدأت إحدى التوأمتين بالمشي مبكرًا، فضلت التوأم الأخرى البقاء جالسة ومشاهدة شقيقتها”.
وأشارت إلى أن هذا المثال يوضح أن التطور الحركي للأطفال لا يخضع إلى قواعد صارمة، وأن كل طفل يتبع مساره الخاص.
نصائح لمساعدة طفلك على المشي
تعد مرحلة تعلم الطفل للمشي من أهم المراحل التطورية في حياته، وهي محط أنظار كل والد، وتقدم الدكتورة سمية عبد الحميد نصائح قيمة لمساعدة الآباء على دعم أطفالهم في هذه الرحلة المثيرة.
توفير بيئة آمنة ومحفزة للطفل:
أكدت طبيبة الأطفال أهمية توفير بيئة آمنة ومحفزة للطفل؛ حيث يمكنه استكشاف محيطه بحرية وأمان. فمن خلال توفير مساحة واسعة وناعمة، يمكن للطفل أن يتدرب على الوقوف والمشي دون الخوف من السقوط.
التشجيع الإيجابي:
تشجع الدكتورة “سمية” على تقديم التشجيع الإيجابي المستمر للطفل؛ فكل كلمة تشجيع أو عناق دافئ يزيد من ثقة الطفل بنفسه. كما يشجعه على الاستمرار في المحاولة.
التعامل الإيجابي مع السقوط:
وتشير طبيبة الأطفال، إلى أهمية التعامل الإيجابي مع سقوط الطفل؛ فمن الطبيعي أن يتعثر الطفل ويتساقط أثناء تعلم المشي. وفي هذه اللحظة بالذات يحتاج إلى طمأنة والديه ودعمهم؛ فالتشجيع الإيجابي يجعل الطفل يشعر بالأمان. كما يحفزه على مواصلة المحاولة.
المشي حافي القدمين:
أما عن الأحذية؛ فتؤكد الدكتورة “سمية” أهمية السماح للطفل بالمشي حافي القدمين قدر الإمكان. خاصة في المنزل. وأوضحت: “المشي حافي القدمين يساعد على تقوية عضلات القدمين وتحسين التوازن والتنسيق، وهي مهارات أساسية لتعلم المشي”.
وأضافت: “يمكن تأخير ارتداء الأحذية الخاصة حتى يتمكن الطفل من المشي بثبات على الأسطح المختلفة”.
وفي نهاية حديثها، شددت الدكتورة سمية عبد الحميد على أهمية توفير بيئة آمنة ومحفزة للطفل، وتقديم الدعم والتشجيع المستمر، والسماح للطفل بالاستكشاف والتعلم من خلال التجربة.
وقالت: “باتباع هذه النصائح، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على اجتياز مرحلة تعلم المشي بسهولة ويسر”.