خاص|كيف يربي الآباء أبناءهم المراهقين ليكونوا أفرادًا محترمين؟

خاص|تحديات تربية المراهق المحترم: بين الطبيعة البشرية والتوجيه التربوي..يوضحها خبير نفسي
خاص|تحديات تربية المراهق المحترم: بين الطبيعة البشرية والتوجيه التربوي..يوضحها خبير نفسي

يمثل المراهقون تحديًا فريدًا للآباء، ففي هذه المرحلة العمرية الحساسة، تتشكل شخصياتهم وتتبلور قيمهم، ومن بين أهم هذه القيم، قيمة الاحترام التي غالبًا ما تتعرض للاختبار.

فلماذا يفتقر بعض المراهقين إلى الاحترام؟ وكيف يمكن للآباء توجيه أبنائهم ليكونوا أفرادًا محترمين؟ وما قواعد تربية المراهق؟

يجيب عن كل تلك التساؤلات لـ”الجوهرة”، الدكتور إبراهيم دويدار؛ أستاذ علم النفس والصحة النفسية .

أسباب افتقار بعض المراهقين للاحترام

يقول الدكتور إبراهيم دويدار: المراهقة مرحلة تقع بين سن الطفولة والرشد، وهي مرحلة ينتقل فيها المراهق – وهو طفل غير ناضج جسميًا وعقليًا وانفعاليًا واجتماعيًا – إلى إنسان يتدرج نحو النضج الكامل، ومحاولة الاستغلال، والاعتماد على النفس، وإثبات الذات.

وأضاف: تعددت الأسباب التي تؤدي إلى افتقار بعض المراهقين للاحترام، منها الطبيعة البشرية؛ حيث يميل الإنسان بطبيعته إلى التفوق والاعتقاد بصحته، وهذا الشعور قد يزداد حدة في مرحلة المراهقة مع البحث عن الهوية الذاتية.

 تابع: هذا يجعل المراهق لديه إحساس بالتفرد وافتقاد القدوة. فضلًا عن العند واتخاذ القرارت بغض النظر عن عواقبها. وكذلك التأثيرات الخارجية، والدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة والبيئة المحيطة في تشكيل سلوك المراهقين، وقد يتأثرون بسلوكيات غير محترمة يشاهدونها. أو ألفاظ يتم تداولاها، بسبب الانفتاح الذي حدث في العالم الافتراضي، وعدم السيطرة على ما يشاهده المراهق أو يسمعه.

وأضاف أستاذ الصحة النفسية، أن غياب القدوة الحسنة في محيط المراهق سببًا رئيسًا لعدم الاحترام. لأنه معرض لتقليد سلوكيات الآخرين غير المحترمة، ويفتقر القدوة الحسنة التي يحتذي بها.

 خاص|تحديات تربية المراهق المحترم: بين الطبيعة البشرية والتوجيه التربوي..يوضحها خبير نفسي
خاص|تحديات تربية المراهق المحترم: بين الطبيعة البشرية والتوجيه التربوي..يوضحها خبير نفسي

كيف نربي مراهقًا محترمًا؟

وقال د. إبراهيم دويدار: “المراهقة مرحلة انتقالية، ومن شأن المراحل الانتقالية الاضطراب والغموض، فالطفل في أول سنوات المراهقة يحاول التخلص من قيود الطفولة وسلوكياتها، وحين يبلغ السادسة أو السابعة عشرة، فإنه يشرع في التخلص من تقلبات المراهقة حتى يدرك الوضعية التي ينبغي أن يكون عليها.

وأضاف: “هناك عدة عوامل من شأنها أن تنشئ مراهقًا محترمً، لكن هذه الأسس تتطلب صبرًا وحكمة من الأهل، وتستند إلى عدة أسس، أولها القدوة الحسنة كما ذكرنا سابقًا.

فالأب والأم هما أولى القدوات لأبنائهم؛ لذا يجب أن يتحليا بالاحترام في تعاملاتهم مع الآخرين. ومع أولادهم. وأن راعي الآباء طريقة التعبير عما يغضبهم أمام أولادهم.

فالآباء هم مرأة لتصرفات الأولاد. وكذلك الحوار المفتوح يجب أن يشعر المراهق أنه قادر على التعبير عن رأيه بحرية، وأن آراءه مسموعة ومحترمة، داخل البيت أولًا، وبالتالي يستطيع التعبير عن رأيه خارج الإطار الأسري. ومن هنا يبدأ في تكوين شخصيته. ومن ثم يستطيع اختيار أصدقاءه، بناءً على ما تعلمه داخل الأسرة، لا هروبًا من الجو الأسري المشحون بالمشكلات”.

التعليم بالقدوة

وأشار د. “إبراهيم” إلى ضرورة التعليم بالقدوة، قائلًا: بدلًا من فرض القواعد، يمكن للآباء أن يوضحوا لأبنائهم أهمية الاحترام من خلال أمثلة واقعية في الحياة اليومية.

علاوة على ذلك التواصل الفعّال؛ حيث يجب على الأهل أن يتواصلوا مع أبنائهم بانتظام ووضوح، وأن يستمعوا إليهم باهتمام. مشيرًا إلى ضرورة أن يتحمل المراهق مسؤولية أفعاله، ويتعلم من أخطائه. وفي النهاية يجب على الآباء تعزيز السلوك الإيجابي ومكافأة الأبناء على السلوكيات الإيجابية وتشجيعها، مثل احترام الآخرين والتعاون معهم.

 خاص|تحديات تربية المراهق المحترم: بين الطبيعة البشرية والتوجيه التربوي..يوضحها خبير نفسي
خاص|تحديات تربية المراهق المحترم: بين الطبيعة البشرية والتوجيه التربوي..يوضحها خبير نفسي

دور الأسرة والمجتمع

وواصل: تلعب الأسرة دورًا حاسمًا في تربية المراهقين، ولكن المجتمع ككل يتحمل مسؤولية مشتركة في تعزيز قيم الاحترام والتسامح.

ويمكن للمدارس، والمساجد، والمنظمات المجتمعية أن تسهم في توعية الشباب بأهمية الاحترام وتزويدهم بالمهارات الاجتماعية اللازمة.

واختتم أستاذ الصحة النفسية حديثه مع مجلة “الجوهرة”، قائلًا: “تربية مراهق محترم ليست مهمة سهلة، ولكنها تستحق الجهد. من خلال الصبر والحكمة والتوجيه السليم، يمكن للأهل أن يسهموا في بناء جيل جديد من الشباب يتمتع بقيم عالية وأخلاق نبيلة”.

الرابط المختصر :