خلال شهر رمضان المبارك، تتبادر إلى أذهان العديد من مرضى السكري أسئلة حول إمكانية الصيام وتأثيره في صحتهم. في هذا السياق يتحدث الدكتور ذكي مدبولي، استشاري الجراحة العامة والقدم السكري، لـ”الجوهرة”.
مرضى السكري من النوع الثاني والصيام:
يقول الدكتور “مدبولي”، إن الصيام يمكن أن يكون مفيدًا لمرضى السكري من النوع الثاني، بينما قد يشكل خطرًا على بعض مرضى السكري من النوع الأول الذين يعتمدون على الأنسولين كعلاج أساس.
وأكد ضرورة متابعة نسبة الأنسولين باستمرار والإفطار في حال الشعور بالتعب والهبوط. أو لديه أحد الأعراض التالية:
- مستوى السكر في الدم أقل من 70 ملغ/ ديسيلتر (4 ممول/لتر).
- مستوى السكر في الدم أكثر من 300 ملغ/ ديسيلتر (16.7 ممول/لتر).
- تظهر أعراض هبوط السكر أو ارتفاعه أو مرض حاد.
وأشار إلى أنه قد تختلف أعراض هبوط السكر، أو انخفاض مستوى السكر بالدم، من شخص لآخر وقد تتغير مع مرور الوقت. ويمكن أن تشمل واحدة أو أكثر من الأعراض التالية، مثل: التعرق أو الرجفة والخفقان والشعور بالجوع أو غثيان وتنميل في الأطراف أو صداع والدوار أو صعوبة في التركيز والكلام.
ومن جانب آخر، قال استشاري الجراحة العامة: إن الصيام يمكن أن يساعد على تحسين حساسية الجسم للأنسولين؛ ما يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
وأيضًا قد يسهم الصيام في إنقاص الوزن، وهو أمر مفيد للعديد من مرضى السكري من النوع الثاني. ولكن كما ذكرنا سابقًا مع الأخذ في الاعتبار عدم شعوره بأحد الأعراض السابقة.
ونصح بضرورة استشارة الطبيب قبل الصيام؛ للتأكد من قدرته على الصيام بأمان. مع مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام أثناء الصيام. وكذلك اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن خلال وجبتي الإفطار والسحور.

مرضى السكري من النوع الأول والصيام:
وأضاف استشاري القدم السكري: “يشكل الصيام تحديًا فريدًا لمرضى السكري من النوع الأول؛ حيث يفرض عليهم التعامل مع تقلبات حادة في مستويات السكر بالدم.
فمن ناحية، يمكن أن يؤدي الصيام المطول إلى انخفاض مفاجئ في سكر الدم (نقص سكر الدم)، وهو وضع خطير قد يؤدي إلى مضاعفات وخيمة. ومن ناحية أخرى، قد يرتفع سكر الدم بشكل ملحوظ (فرط سكر الدم) إذا لم يتم تعديل جرعات الأنسولين بدقة.
وتابع: نظرًا لهذه المخاطر، يصبح التشاور الطبي ضروريًا قبل اتخاذ قرار الصيام. ويجب على مرضى السكري من النوع الأول استشارة الطبيب لتقييم المخاطر الفردية وتحديد ما إذا كان الصيام آمنًا لحالتهم. وإذا سمح الطبيب بالصيام، فإنه يشدد على أهمية المراقبة الدقيقة لمستويات السكر بالدم وتعديل جرعات الأنسولين وفقًا لتوصياته.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على مرضى السكري من النوع الأول أن يكونوا على دراية بعلامات نقص سكر الدم وفرطه، وأن يكسروا صيامهم فورًا عند ظهور أي من هذه الأعراض. فالحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم هو الأولوية القصوى، وقد يكون كسر الصيام ضروريًا لتجنب المضاعفات الخطيرة.
انخفاض السكر (الهبوط السكري):
- يحدث عندما ينخفض مستوى السكر في الدم عن 70 ملغ/ ديسيلتر.
- الأعراض: التعرق، الرعشة، الخفقان، الجوع، الغثيان، القلق، التنميل، التعب، الصداع، الدوخة، الارتباك، صعوبة التركيز والكلام، فقدان الوعي.
- الأسباب: جرعة زائدة من الأدوية، تفويت الوجبات، ممارسة الرياضة الشديدة.
- العلاج: تناول 15-20 جرامًا من الكربوهيدرات سريعة المفعول، مثل: أقراص الجلوكوز أو عصير الفاكهة.

نصائح عامة لمرضى السكري الصائمين:
وقدم الدكتور ذكي مدبولي، عدة نصائح لمرض السكري، من بينها:
- شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف.
- تناول وجبات متوازنة وغنية بالألياف خلال الإفطار والسحور.
- تجنب الإفراط في تناول الأطعمة السكرية والدهنية.
- ممارسة النشاط البدني المعتدل بانتظام، ولكن مع تجنب المجهود البدني الشديد خلال ساعات الصيام.
- مراجعة الطبيب المختص قبل شهر رمضان لتقييم الحالة وتحديد القدرة على الصيام.