حوار| د.إبراهيم العوض: النساء ومرحلة الشباب الأكثر تأثرًا بـ «حاسة الشم»

ــ الشم نعمة كبيرة تقينا مخاطر كثيرة أهمها الحرائق ــ رجوع حاسة الشم یبدأ بعد ٨ أیام من الشفاء ــ عمل تمارين الشم تُسرع من عملیة التعافي
 

تعد حاسة الشم من الحواس الخمس للإنسان، ولها فوائد عظيمة تتخطى حدود التمتع بالروائح الذكية، لكن مع الإصابة بفيروس كورونا أو أحد فيروسات الأنف، قد يفقد الإنسان هذه النعمة مؤقتًا، فكيف يحدث هذا، وكيف يستعيد هذه الهبة الربانية؟

نتعرف على الإجابات عن هذه الأسئلة وغيرها؛ من خلال هذا الحوار مع د. إبراهيم حسين العوض؛ استشاري مساعد الأنف والأذن والحنجرة..

ما أهمية حاسة الشم؟

بدایة أقدر دوركم الإعلامي للمساھمة في الحفاظ على صحة القراء، والتي ھي أمر جوهري مھم في التصدي للأمراض بشكل عام والتوعية بھا؛ فجزء كبیر من الإعلام یتجسد في الثقافة الصحیة للعامة، والتي بدورھا تعكس الحد من المضاعفات والتأخر في العلاج وغیرهما.

لحاسة الشم فوائد مھمة؛ فإلى جانب استنشاق الروائح الجميلة والذكية، فإنها تحسن من المزاج والحالة النفسية للإنسان، كما تدرأ مخاطر عظمى، كرائحة الغاز والدخان عند بداية الحرائق، والتي قد تكون سببًا - بعد الله سبحانه وتعالى- في إنقاذ الشخص من أشياء خطيرة تھدد حياته، فشم رائحة الأدخنة، قد یمنع من حدوث الحرائق أو ينقذ الإنشان نفسه بالابتعاد عن مكان الحريق.

أثر كورونا

وما أثر كورونا على حاسة الشم؟

عند ظهور المرض في أواخر سنة ٢٠١٩، كان أثره وأعراضه مرتكزة على النظر للجانب التنفسي؛ لأنه یھدد الحیاة. ومع مرور الوقت، وفي بدایة سنة 2020، أشارت التقارير الطبية المحكمة إلى حدوث فقدان شم الجزئي أو كلي عند المصابين.

واضطراب الشم بسبب كورونا، ھو حدوث تغيير مفاجئ جزئي أو كلي في حاسة الشم خلال يوم إلى یومین من التعرض للفيروس، مع الأخذ في الحسبان عدم احتساب ھذا العرض إن لم يكن موجودًا من قبل أو وجود أمراض أخرى قد تسببه، بالإضافة لوجود أعراض كورونا المستجد الأخرى كالسعال والحرارة وضيق التنفس وآلام الجسم وغیرھا.

بالطبع، بدأت الدراسات تكثر في ھذا الجانب إلى أن صدرت دراسة محكمة يُعتد بھا؛ وھي عبارة عن تجميع وتحليل إحصائي دقیق لجمیع الدراسات في ھذا الجانب إلى وقت عمل ھذا البحث الطبي، شملت دراسات عديدة على مستوى أكثر من دولة؛ حيث بينت الدراسة ما يلي:

- معدل اضطراب حاسة الشم في مرضى كورونا المستجد تقريبا ٥٣ ٪ (تتراوح من 30% إلى 75%). - معدل اضطراب حاسة الشم في مرضى كورونا المستجد تقریبًا بخصوص التذوق 44 % (من 20 % إلى 69% ). - بينت دراسة أخرى أن فقدان الشم الكلي يشكل ما نسبته 80% من حالات تأثر الشم في كوفید ١٩. - توجد أشكال أخرى لاعتلال حاسة الشم، منھا أن الشخص قد یشم روائح غیر موجودة أصلًا، أو وجود روائح تُفسَّر بروائح كریھة.

- قد یكون تأثر الشم ھو العارض الأول الذي یجعل المریض یبحث عن الفحص أو العلاج قبل ظھور الأعراض الأخرى لكوفید-19، أو حتى عدم وجود الأعراض الأخرى بنسبة ٢٧ ٪ تقریبًا.

إبراهيم العوض

هل تختلف النساء عن الرجال في هذا الأمر؟ نعم، فالدراسات أثبتت أن النساء ومرحلة الشباب العمریة ھما أكثر من وجد فیھما تأثر حاسة الشم.

مضاعفات الفيروس

كيف یسبب كورونا نقص أو انعدام الشم؟

هذه حقیقة لم یعرف بشكل كامل كیفیتھا، لكنها فُسِّرت بوجود مستقبلات في الأغشية الأنفية والأغشية الخاصة بالشم، يتركز فیھا الفيروس بشكل كبير، ويؤثر على عملھا، وھذه المستقبلات موجودة أیضًا بالرئة؛ ما یفسر حدوث مضاعفات من الفيروس على ھذه الأجزاء من الجسم.

وأظھرت بعض الدراسات أیضًا أنه لیس شرطًا حدوث أعراض بالأنف، كالسیلان أو الاحتقان مع وجود فقدان الشم، بل إن ظھور مثل ھذه الأعراض مع فقدان الشم في مرضى كوفید- 19، تُعد نسبته قليلة، فالنسبة الأكبر ھي عدم وجود تلك الأعراض مع فقدان الشم.

إلى متى يستمر فقدان حاسة الشم؟ تأثر حاسة الشم قد يستمر حتى بعد الشفاء من الفيروس بنسبة ٦٣ ٪ من الحالات المصابة، فرجوع حاسة الشم یبدأ تقریبًا بعد ٨ أیام من الشفاء من المرض بنسبة ٧٢ ٪، من الحالات تقریبًا.

وقد یعود الشم تدریجیًا أو كليًا، أو قد تستمر عملیة تعافي حاسة الشم إلى شھور. وتعتمد طريقة التعامل مع فقدان الشم المفاجئ في مرضى كوفید -١٩ كليًا على مدى استقرار حالة المريض، فإذا كان يعاني من أعراض شديدة كالحرارة وضيق التنفس، فالأولى في ھذا الوقت ھو استقرار حالة المريض، ثم عمل تقييم للشم، أما إذا كانت حالة المريض مستقرة فیتم تقييم حاسة الشم من خلال استبيانات أو فحوصات معينة للشم.

ما هو علاج فقدان حاسة الشم؟

من المھم أن نضع السلامة أولًا؛ لأنه كما ذكرنا أن من فوائد الشم ھو الإحساس بوجود بوادر الحرائق كالغاز والدخان، فمن الضروري جدًا وضع منبھات الحرائق، والتأكد من عملھا عند فقدان حاسة الشم بشكل عام.

ويجب التأكد أيضًا من صلاحية الطعام بالنظر إلى تاریخ الانتھاء لعدم مقدرة المريض على شم رائحة العفن عند انتھاء صلاحیته.

من الدراسات المثبتة حاليًا بتقليل أثر فقدان حاسة الشم ھو عمل تمارين الشم؛ وھي علاج یُسرع من عملیة التعافي، وهي لیست حكرًا على مرضى كوفيد-1، بل في معظم حالات فقدان الشم بعد الإصابة بالفيروسات أو بعض إصابات الرأس.

ونبدأ باستخدامھا عند مرور أسبوعين من التعافي من الفيروس، وعند عدم رجوع حاسة الشم لمدة تصل إلى ستة أشھر وقد یقف العلاج عند رجوع حاسة الشم تمامًا.

من العلاجات الواعدة التي تحتاج دراسات مستقبلا والأمل بالله كبير منھا فیتامین (أ) عن طريق الأنف، وحبوب أومیجا ٣.

وقد أثبتت الدراسات مؤخرًا عدم جدوى العلاج بالكورتيزون، سواء عن طريق البخاخات أو الحبوب أو الحقن، بل يستخدمه فقط من لدیه حساسیة أو لحمیات بالأنف، وكان يستخدمه قبل إصابته بكورونا.

كيف يتم تدريب حاسة الشم؟

يتم التدريب كما يلي: 1. جهز 4 عبوات واحدة بزيت الورد، والثانية بزيت الليمون، والثالثة بزيت الكافور، والأخيرة بزيت القرنفل. 2. ضع إحدى العبوات تحت فتحة الأنف، واستنشق بأخذ نفس عميق بهدوء لمدة 15 ثانية. 3. استرح لمدة 15 ثانية، وانتقل للزيت التالي بنفس الطريقة. 4. كرر نفس الأمر مع الزيوت الأخرى. 5. عند الشم، حاول التركيز واسترجاع رائحة كل زيت من ذاكرتك قبل فقدانك لحاسة الشم. 6. قم بهذا التمرين مرتين يوميًا لمدة 6 أشهر. 7. احتفظ بسجل يومي لهذا التمرين.

عودة التعايش 

كيف نقي أنفسنا خلال هذه المرحلة مع عودة التعايش؟

لابد من الالتزام بما تمليه السلطات الصحية من إجراءات احترازية، واتباع إجراءات الحذر والوقاية من كورونا وهي:

1. غسل اليدين دائمًا بالماء والصابون، وتعقيمها بالطريقة الصحيحة. 2. وضع الكمامة عند الخروج. 3. تجنب الزحام والتجمعات الكبيرة. 4. عدم المصافحة. 5. التباعد والحفاظ على مسافة متر ونصف المتر. 6. الحرص على كبار السن، ومن هم أكثر عرضة للإصابة بكورونا كأصحاب الأمراض المزمنة.

اقرأ أيضًا: احذر.. الأعراض الأكثر شيوعًا لفيروس كورونا لمن فوق الستين