قد يكون ظهور حب الشباب من العلامات المبكرة لسرطان الغدة النخامية النادر الذي يصيب قرابة 100 شخص سنويًا. ويحدث عندما ينمو ورم في النتوء الصغير بقاعدة الدماغ الذي يعد أساسًا في تنظيم إنتاج الهرمونات.
يمكن أن يسبب هذا المرض اضطرابات في مستويات الهرمونات، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي ترتبط عادةً بمرحلة البلوغ، مثل: حب الشباب المزعج.
سرطان الغدة النخامية
وفي مقطع فيديو شاهده أكثر من مليوني شخص على تيك توك، حذر الدكتور مهس التركي من هذا المرض. مشيرًا إلى العديد من المشكلات المرتبطة بالهرمونات التي قد تكون علامات محتملة لهذا السرطان.
وقال، خلال الفيديو: “يمكن أن تسبب هذه الأورام مجموعة من الأعراض الجلدية. مثل: سماكة الجلد، فرط التصبغ، حب الشباب، الشعر الزائد، وجفاف الجلد؛ بسبب اختلال التوازن الهرموني”.
هذه الأورام يمكن أن تكون سرطانية، لكن الأورام الحميدة بالجزء من الجسم يمكن أن تؤدي أيضًا إلى ظهور أنواع من البثور. بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى.
ارتفاع مستوى الكورتيزول
الغالبية العظمى من الأورام حميدة يتم تشخيص حوالي 10,000 حالة سنويًا منها. ولا يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم كالسرطانية.
ومع ذلك، إذا كانت سرطانية، فقد تكون مميتة؛ إذ تشير البيانات إلى أن حوالي 3 من كل 5 مرضى يموتون خلال عقد من تشخيصهم.
الرابط بين حب الشباب والغدة النخامية يكمن في حقيقة أن الورم فيها ينتج مستويات مفرطة من هرمون “الكورتيزول”. المعروف بهرمون التوتر، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى الكورتيزول إلى ظهور حب الشباب؛ حيث يحفز الغدد في الجلد لإنتاج الزيوت الزائدة التي تظهر البثور.
مشاكل غريبة
قد تسبب الأورام بالجزء من الجسم أيضًا مشاكل غريبة أخرى حسب نوع الهرمونات التي ينتجها الورم، مثل: إفراز حليب الثدي بشكل مفاجئ دون أن تكون المرأة حاملًا أو مرضعة. أو نمو الشعر الزائد حول الذقن لدى النساء، أو زيادة حجم اليدين والقدمين نتيجة ارتفاع هرمون النمو.
لا تنتج جميع أورام الغدة هرمونات، ولكن حتى الأورام التي لا تنتج هرمونات يمكن أن تسبب مشاكل.
يمكن أن يضغط الورم المتزايد في تلك المنطقة من الجسم على الأعصاب المتصلة بالعينين، مما يسبب مشاكل في الرؤية أو الصداع.
وقد أعرب بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين استجابوا للمقطع عن دهشتهم من تنوع الأعراض التي قد تسببها الأورام في الغدة النخامية.
وقال أحدهم: “شكرًا لوصفك لي، لدي كل هذه الأعراض”.
علاج أورام الغدة النخامية
مع ذلك، في كثير من الحالات، لا تسبب هذه الأورام أي مشاكل. وتكتشف صدفة أثناء إجراء فحص آخر مثل التصوير بالرنين المغناطيسي.
تشير الدراسات التي أجريت على الجثث إلى أن حوالي ثلث إلى ربع الأشخاص قد يكون لديهم أورام صغيرة في الغدة النخامية دون أن يعرفوا بذلك.
تقدر مؤسسة “كانسر ريسيرش يو كيه” أن حوالي 17% من أورام الدماغ التي تم تشخيصها في المملكة المتحدة تنشأ في الغدة النخامية.
يشمل علاج أورام الغدة النخامية التي تسبب مشاكل عادةً الجراحة لإزالة أكبر قدر ممكن من الورم. تليها العلاج الإشعاعي لتدمير أي خلايا ورمية متبقية.
بعض الأورام في الغدة النخامية يمكن أيضًا علاجها باستخدام الأدوية التي تساعد في تقليل مستويات الهرمونات التي قد تنتجها.
قد يحتاج بعض المرضى إلى تناول هرمونات صناعية لتعويض الانخفاض الذي تنتجه الغدة غير السليمة. بالإضافة إلى مراقبة مستمرة للتحقق من عودة الورم.
أما سبب تطور معظم أورام الغدة، فلا يزال غير واضح تمامًا، ولكن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن هذه المشكلة قد تكون وراثية في بعض الحالات.