تتأثر المفاصل بتقدم الإنسان في السن، وعند الوصول إلى الأربعين تبدأ مشاكل الألم والتيبس الانتشار. وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت هناك طرق فعالة للحفاظ على حيوية المفاصل رغم تقدم السن.
الدكتورة شارميلا تولبول، أستاذ جراحة العظام، وخبيرة الطب التجديدي، ومؤسسة شركة “أورثوبيولوجيكس بيوتيك”، إن الرعاية الاستباقية قد تحدث فارقا في الحفاظ على صحة المفاصل لسنوات ما بعد الأربعين.
ووفقا لـherzindagi، فإن “تولبول” ترى أن العناية بالمفاصل في الأربعينيات من العمر، لا يعني بالضرورة إجراء تغييرات جذرية. بل يكفي الاهتمام بتطبيق عدد من النصائح البسيطة في هذا الإطار.
الحفاظ على وزن صحي
من أول وأفضل النصائح لضمان حيوية المفاصل بعد الأربعين، هو الحفاظ على وزن مثالي، فهذا أكثر ما يفيد الركبتين والفخذين، وأسفل الظهر. لذا فإن الحرص على وزن صحي للجسم يعد نصيحة ذهبية لحيويتها.
ومن المعروف أن الوزن الزائد يسبب ضغطًا إضافيًا على المفاصل، مما قد يُسبب تآكلًا في الغضاريف مع مرور الوقت. وباتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية، يمكنك تقليل خطر الإصابة بأمراض، مثل: هشاشة العظام، الذي يعد شائعا لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.

تمارين مفيدة للمفاصل
التمارين مهمة لصحة المفاصل، وخاصة السباحة، وركوب الدراجات، والمشي. فهي تشد العضلات الداعمة للساقين وأسفل الظهر. مما يوفر حمايةً وثباتًا أكبر ويمنع الإصابات. إذا كنت تمارس رياضات عالية التأثير أو الركض، فادمجها مع أنشطة أقل تأثيرًا، لتعديل وضعية مفاصلك وإراحة مفاصلك.
بالإضافة إلى ذلك، يعد التمدد أساسيًا للحفاظ على المرونة، فهو يُحسّن نطاق الحركة، ويقلل التصلب، خاصة مع توتر العضلات والأربطة بشكل طبيعي مع التقدم في السن.
التركيز على الوضعية الصحيحة
تسبب وضعية الجسم السيئة اختلالاتٍ وإجهادًا، خاصةً في العمود الفقري والوركين والركبتين. وسواء كنت جالسا أو واقفًا، تأكد من استقامة جسمك بشكل صحيح لتجنب الضغط المفرط على مفاصلك. إذ إن اتباع أسلوب حياة مريح في العمل، وطريقة الوقوف والمشي خلال اليوم، يُسهمان بشكل كبير في الحد من آلام المفاصل.
انسجم مع جسدك
بمجرد بلوغك الثلاثينيات والأربعينيات من عمرك، انتبه جيدًا لجسمك وتعامل مع الألم بجدية. فلا بأس من الشعور ببعض التيبس بعد ممارسة الرياضة أو عدم الحركة لفترات طويلة، ولكن إذا أصبح مزمنًا أو متورمًا، فلا يجب الاستهانة به. الكشف المبكر هو أفضل طريقة لتجنب المزيد من الضرر. إذا بدأت تشعر بألم مستمر أو متزايد مع مرور الوقت، فاستشر أخصائي تقويم العظام لتحديد السبب والبحث عن العلاجات المناسبة.
الدعم الغذائي لصحة المفاصل
يؤثر نظامك الغذائي بشكل كبير على صحة مفاصلك. بعض العناصر الغذائية، بما في ذلك أحماض أوميغا 3 الدهنية وفيتامين د، والكالسيوم والجلوكوزامين، مثبتة علميًا لدعم صحة المفاصل من خلال تثبيط الالتهاب والحفاظ على سلامة الغضاريف. أوميغا 3، الموجودة في الأسماك وبذور الكتان والجوز، تساعد في مكافحة الاتهابات، بينما يعد فيتامين د والكالسيوم ضروريين لصحة العظام. اتباع نظام غذائي متوازن من الفواكه والخضراوات والبروتين الخالي من الدهون والدهون الصحية يحافظ على صحة مفاصلك ووظائفها بشكل طبيعي.
الحفاظ على الترطيب
يعتمد غضروف المفصل على الترطيب الجيد للحفاظ على ليونته وتخفيف آلام العظام. يستنزف الجفاف مخزون الجسم من السائل الزليلي “المادة التي تلين المفاصل”، وقد يسبب تيبسًا وألمًا. لا يحسن الاستهلاك المنتظم للسوائل حالتك العامة فحسب، بل يعدّ ضروريًا أيضًا لراحتها ومنع آلامها.
استخدام الطب التجديدي للطب الوقائي
بالنسبة للأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، يقدم الطب التجديدي بصيص أمل في الحفاظ على صحة المفاصل. تساعد علاجات مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية “PRP” وحقن الخلايا الجذعية في عملية الشفاء الطبيعية. من خلال تحفيز إصلاح الأنسجة، وتخفيف الالتهاب، وتثبيط عملية التنكس في المفاصل. تعدّ هذه العلاجات مفيدة بشكل خاص لمن لديهم تاريخ من إصابات المفاصل أو الذين يرغبون في تأجيل الحاجة إلى عمليات جراحية أكثر جذرية مثل استبدال المفصل.
اقرأ أيضًا: 5 طرق وقائية للشباب ضد التهاب المفاصل