جاء تقرير جامعة “هيريوت وات”، الذي تعاونت فيه مع وكالة “أورورا 50″، بشأن التنوع بين الجنسين في مجالس إدارات شركات ومؤسسات دول الخليج العربي، ليلقي الضوء على نمو مطرد في هذا المجال، فتح الباب لتمثيل نسائي متصاعد، تصدرته دولة الإمارات العربية المتحدة، بنسبة 14.8%.
التقرير الصادر حديثاً يرصد التطورات الحاصلة في عام 2025، ويمثل استكمالًا لنسخة أولى صدرت في العام الماضي، مواصلًا تقديم تحليل دقيق لتمثيل النساء في مجالس إدارات الشركات، المدرجة بصفتها شركات عامة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، مستندًا إلى بيانات شاملة جمعت من مختلف أنحاء المنطقة، حيث يتم الإعلان عنها في شهر أبريل من كل عام.
وتوفر النسخة الثانية من هذا التقرير، المعلنة خلال أبريل 2025 مرجعًا مهمًا للباحثين من أجل رصد الاتجاهات والتحديات، والفرص المتاحة لتعزيز التنوع بين الجنسين في مجالس الإدارة. كما تبرز التقدم المشترك في المنطقة نحو قيادة مؤسسية أكثر شمولًا وتعددًا.
أهم نتائج التقرير
يمكن إيجاز أهم نتائج التقرير فيما يلي:
بدءًا من يناير 2025، ارتفعت نسبة تمثيل النساء في مجالس الإدارة بدول مجلس التعاون الخليجي إلى 6.8%، بعد أن كانت 5.2% في عام 2024.
شهد تمثيل النساء في مجالس إدارة الشركات المدرجة نموًا سنويًا في كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي منذ عام 2024.
وتتبوأ الإمارات العربية المتحدة الصدارة بنسبة 14.8% من مقاعد مجالس الإدارة التي تشغلها النساء، محققة بذلك ارتفاعًا ملحوظًا عن نسبة 10.8% في عام 2024، أي بزيادة بلغت 37%.
كما تفوقت مملكة البحرين منذ عام 2024 على سلطنة عُمان لتصبح الدولة الخليجية التي تحتل المرتبة الثانية من حيث نسبة تمثيل النساء في مجالس الإدارة.
نسب تمثيل النساء في مجالس الإدارة للشركات المدرجة بصفتها شركات عامة حسب الدولة
وتمثلت نسب تمثيل النساء في مجالس الإدارة للشركات المدرجة بصفتها شركات عامة حسب الدولة فيما يلي:
الإمارات العربية المتحدة: 14.8% (185 من أصل 1,248 مقعدًا)
البحرين: 8.5% (30 من أصل 353 مقعدًا)
سلطنة عُمان: 6.6% (56 من أصل 849 مقعدًا)
الكويت: 5.5% (52 من أصل 946 مقعدًا)
المملكة العربية السعودية: 2.9% (53 من أصل 1,809 مقاعد)
قطر: 2.8% (13 من أصل 459 مقعدًا)
نمو متواصل في التوازن بين الجنسين
بلغ عدد المقاعد التي تشغلها النساء في مجالس إدارات الشركات العامة بدول مجلس التعاون الخليجي في يناير 2025، ما مجموعه 379 مقعدًا، من أصل 5,535 مقعدًا، أي ما نسبته 6.8%، في 729 شركة عامة.
ويعكس هذا النمو المتواصل تقدمًا واضحًا نحو تحقيق قيادة مؤسسية أكثر شمولًا. كما تُبرز الزيادة الكبيرة التي سجلتها الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2024 تنامي وعي الشركات العامة بأهمية المساواة بين الجنسين داخل مجالس الإدارة.
وفي تعليقها على إطلاق التقرير، قالت سمو الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، مديرة وكالة “أورورا 50”: “حين أُطلقت وكالة أورورا 50 عام 2020 برؤية طموحة لتحقيق التوازن بين الجنسين في مجالس الإدارة، لم تتجاوز نسبة تمثيل النساء في الإمارات 3.5%”.
وأضافت: “مع احتفالنا بالذكرى الخامسة لتأسيس الوكالة، من المشجّع أن نرى هذه النسبة ترتفع لأكثر من أربعة أضعاف، لتصل إلى 14.8%، بينما تقترب من 7% على مستوى دول الخليج، وهو ما يعكس تأثير جهودنا الجماعية”.
وتابعت: “يمثل تتبع هذا التقدم، من خلال مؤشر التنوع بين الجنسين، خطوة محورية في بناء قاعدة قوية من القيادات النسائية، كما أن تقريرنا المشترك مع جامعة هيريوت وات دبي، يدعم جهود تعزيز التوازن، ليس في الإمارات فحسب، بل على مستوى المنطقة بأكملها”.
وواصلت: “نحن ملتزمون، انسجامًا مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، بتمهيد السبل أمام النساء للوصول إلى مجالس الإدارة، بما يضمن تمثيلًا متوازنًا يعكس تنوع المجتمع، ولقد أظهرت السنوات الخمس الماضية أن الإمارات ماضية في ترسيخ مكانتها الرائدة عالميًا في هذا المجال”.
من جانبها، قالت البروفيسور “هيذر ماكغريجور”، عميدة ونائبة رئيس جامعة هيريوت وات دبي: “منذ قدومي إلى الإمارات في عام 2022، واصلت أبحاثي حول التوازن الجنساني في مجالس إدارات الشركات العامة، مع تركيز خاص على منطقة الخليج، وفي الذكرى العشرين لتأسيس جامعة هيريوت وات في دبي، نفتخر بشراكتنا المستمرة مع أورورا50 في هذا المشروع المهم”.
وتابعت: “ما نراه من تطورات يدعو للتفاؤل، فالزيادة السنوية في تمثيل النساء تُعد مؤشرًا على زخم حقيقي. وعلى الرغم من أن الطريق لا يزال طويلًا، فإن ما حققته دولة الإمارات من تقدم يعد خطوة جوهرية نحو تحقيق التوازن بين الجنسين”.
وأضافت: “من خلال تعاوننا مع أورورا 50، نؤكد التزامنا بتوثيق هذا التحول، وتوفير بيانات دقيقة تُمكّن من إحراز مزيد من التقدم، إذ إنه من المشجع رؤية المنطقة تتقدم في هذا المسار، وأنا أتطلع لمواصلة هذا العمل المؤثر”.
جامعة هيريوت وات دبي
تعد جامعة “هيريوت وات” أول جامعة بريطانية تؤسس حرمًا جامعيًا لها في الإمارات عام 2005، حيث تتمتع بمكانة كبيرة كإحدى الجامعات الرائدة في قطاع التعليم العالي بالدولة.
واستقطبت الجامعة عددًا كبيرًا من الطلاب الجامعيين وطلبة الدراسات العليا، مستفيدة من سمعتها في التعليم عالي الجودة، والبحث العلمي التطبيقي، إلى جانب روابطها القوية مع قطاع الأعمال.
كما توفر الجامعة مجموعة واسعة من البرامج والتخصصات في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا.
ويُعرف خريجو الجامعة بكونهم من بين الأكثر طلبًا في سوق العمل العالمي، حيث يحصل أكثر من 90% منهم على وظائف مناسبة أو يستكملون دراساتهم في غضون ستة أشهر من التخرج.