تعرف على دور الفتيات السعوديات في قمة الظهران

آمنت السعودية بدور المرأة في العمل والإنتاج، وسخرت الإمكانيات من أجلها، لتعليمها وصحتها وتطويرها وتقلدها أعلى المناصب، واحتلت حيزاً كبيراً من اهتمام القيادة، حكاية بدأت تفاصيلها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، فحظيت الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الفيصل بمكانة كبيرة لدى المؤسس فهي المعنية بعبارته الشهيرة “أنا أخو نورة” فكانت تستقبل ضيوف الوطن من النساء الأجنبيات، لتسطر حروفها الأولى في عهد الملك سعود بصدور قرار تعليم المرأة رسمياً عام 1379هـ.

واستمر الدعم التعليمي والاجتماعي للمرأة في عهد الملك فيصل والملك خالد، وفي عهد الملك فهد بابتعاث الفتيات للدراسة في الخارج، فبدأت رحلة تمكينها في عهد الملك عبدالله حين قدم المرأة لمجلس الشورى. وتفرعت فصول الحكاية المليئة بالمبادرات والإنجازات، لتعيش المرأة السعودية عصرها الذهبي، في عهد الملك سلمان، لتشمل قرارات تمكين المرأة، إضافة إلى تبوئها حاليًا مناصب سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية، فضلاً عن مشاركتها الفعالة في مجلس الشورى وتمثيلها للمملكة في العمل الدبلوماسي، ومشاركتها في الخدمة الوطنية، وكسرها لاحتكار الرجل للمناصب القيادية. فصول الحكاية لا تنتهي في وطن يدرك أن المرأة شريكة في تنمية البلاد ونهضتها، ما أكده الأمير محمد بن سلمان في أن تمكين المرأة سيسهم في دفع عجلة التنمية بما يحقق رؤية 2030 التي أحد محاورها تتمثّل في تفعيل دور المرأة السعودية في المجتمع، فضلا عن منحها حقوقها الكاملة التي تكفلها الشريعة، ويسعى دائماً إلى تمكينها ودعمها، ومن أبرز أقواله: “المرأة مكون أساسي من المجتمع السعودي ولها دور مهم في تحقيق هذه الرؤية”. وجاءت مشاركة المرأة السعودية في الأعمال التنظيمية للمركز الإعلامي للقمة العربية 29 واستقبال الوفود الإعلامية ومرافقتهم في الزيارات الميدانية، متسقة مع هذه الرؤية، وانخرطت اليوم أكثر من 30 شابة سعودية، جمعهن حب الوطن والرغبة في رفع اسمه عالياً، وجعل المرأة السعودية موجودة في جميع المحافل. “العربية.نت” التقت هؤلاء الشابات اللاتي استعرضن تجاربهن الذاتية في المجال الإداري والفني، “سارة بوسبيت” طالبة جامعية ترى أن مشاركتها في هذه الأعمال تأتي تأكيداً لدورها كشريك أساسي في صنع المستقبل، وانسجاماً مع نهج السعودية في تعزيز مكانة المرأة، وبما يكفل لها التواجد في ميادين العمل كافة، وجاء عملها ضمن استقبال وتسكين الوفود، حيث تقضي أكثر من تسع ساعات في هذا العمل. وحرصت الشابة “لؤلؤة المشقيح” على تعزيز مشاركتها في المشهد التنظيمي لمشاركة الوفود الإعلامية في القمة العربية 29، وإبراز الوجه الحضاري والإنساني للشابات السعوديات الزاخر بالطاقات والأفكار الخلاقة، وتشاركها شقيقتها “نورة المشقيح” العمل وتقوم بدور تعريفي في استقبال الوفود الإعلامية، مؤكدة أن المشاركات في هذه المحافل تقدم لها كما كبيراً من الخبرات التي تسهم بفعالية في تشكيل شخصيتها وتهيئتها لسوق العمل والمستقبل الوظيفي. وكانت تجربة مشاركة الشابات السعوديات بالتنظيم في المركز الإعلامي في القمة العربية بمدينة الظهران شرق السعودية محل إشادة واعتراف من قبل الوفود الإعلامية المشاركة. حسيبة كحول من الإذاعة الجزائرية مشاركة ضمن الوفد الإعلامي، عبرت عن اندهاشها بما رأته من حفاوة في الاستقبال والتنظيم، وتوفير المعلومات في إشارة إلى أن هذه الخطوة ستحدث تحوّلاً اجتماعياً كبيراً من خلال توسيع قبول المجتمع بعمل المرأة وإزالة النظرة لعملها على أنه خروج على الأعراف الاجتماعية. وحققت المرأة السعودية خلال السنوات الأخيرة، إنجازات كبيرة في مختلف القطاعات، واستطاعت بفضل رؤية ودعم القيادة من الوصول إلى أعلى المناصب التنفيذية في القطاعين الحكومي والخاص، وأثبتت قدرتها على المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية محلياً وإقليمياً وعالمياً، فأصبحت محط اهتمام الإعلاميات المشاركات في القمة العربية. “سناء رحيمي” إعلامية من الوفد المغربي تقول: “تفاجأت بمهنية واحترافية الشابات السعوديات في تنظيم حدث بهذا الحجم، وانبهرت بصور الانفتاح ودمج المرأة السعودية في العمل، في ظل الإصلاحات في السعودية الجديدة، وشهدت جهود تحفيز المرأة السعودية نقلة نوعية من مرحلة الدعم إلى مرحلة التمكين، فأثمرت خلال فترة زمنية قصيرة نخبة من القيادات النسائية، ووضعن بصمة مميزة من خلال إنجازاتهن حتى وصلت للعالمية. ولم تقتصر جهود السعودية في تمكين المرأة فقط، بل أكدت “سنية محمود” رئيسة قسم الشؤون العربية والدبلوماسية من جمهورية مصر العربية أن المرأة عنصر أساسي ومحوري يجب التعامل مع احتياجاتها في قطاعات العمل والاقتصاد، باعتبارها مورداً بشرياً مهماً لا يمكن الاستغناء عنه في مسيرة التنمية، وصولاً إلى نهضة عالمية شاملة ومستدامة تلبي طموحات المرأة حول العالم، حيث أثبتت المرأة السعودية جدارتها في إدارة هذه المحافل. وتعكس مشاركة الفتيات السعوديات في القمة العربية 29 مدى التطور والتحول الذي باتت عليه المرأة السعودية، حتى غدت تجربة السعودية في تمكين المرأة نموذجاً عالمياً، وقد أصبحت شريكاً فعلياً في العمل والتنمية المستدامة، ما يدلل على أن دعم وتمكين المرأة في بلدنا ليس عملاً دعائياً وشكلياً وإنما عملاً يعبر عن قناعة ويقين بدعم وإيصال المرأة لكافة المناصب لإشراكها الفعلي في صنع القرار وبناء الوطن.