تأثير الإجهاد المزمن على شيخوخة الجلد.. دراسة سريرية

تأثير الإجهاد المزمن على شيخوخة الجلد: دراسة سريرية
تأثير الإجهاد المزمن على شيخوخة الجلد: دراسة سريرية

يواجه الجلد باستمرار تحديات من البيئة المحيطة والعوامل الداخلية للجسم. وتشمل هذه العوامل التعرض لأشعة الشمس، والتدخين، والتلوث، وتقلبات درجات الحرارة، بالإضافة إلى التغذية، والأدوية، وقلة النوم، والضغوط النفسية. وقد تم تحديد كل هذه العوامل كمساهم محتمل في شيخوخة الجلد. وستناول التفاصيل في هذا المقال.

الإجهاد النفسي وتأثيره على الشيخوخة

يعد الإجهاد النفسي عملية معقدة تتضمن مسارات بيولوجية متنوعة وخلايا ومرسلات كيميائية متعددة. ما قد يؤدي إلى طيف واسع من الاضطرابات الصحية، بدءًا من البسيطة وصولًا إلى الخطيرة. أثناء التعرض للإجهاد، يقوم محور الغدة النخامية والكظرية بإطلاق وسائط كيميائية مثل الكورتيزول والأدرينالين. وبما أن الجلد عضو حيوي، فمن المحتمل أن يتعرض لهذه المواد أيضًا. وقد أشارت الدراسات إلى أن الإجهاد النفسي يمكن أن يكون عاملًا محفزًا لظهور أمراض جلدية مختلفة، بما في ذلك الصدفية والتهاب الجلد التأتبي وضعف وظيفة الحاجز الجلدي والتئام الجروح. علاوة على ذلك، قد يساهم الإجهاد في حدوث خلل في الجهاز المناعي.

دراسة استكشافية سريرية

سعت دراسة استكشافية سريرية حديثة إلى فهم أعمق لعلامات شيخوخة الجلد القابلة للقياس التي قد تنجم عن الإجهاد النفسي المزمن. قارنت الدراسة بين أفراد يعانون من مستويات خفيفة ومتوسطة من الإجهاد المزمن، كما تحققت من تأثير هذا الإجهاد على تلف الحمض النووي على المستوى الخلوي.

اختبارات معملية

ولتحقيق هذه الأهداف، أُجريت اختبارات معملية تحاكي حالات الإجهاد باستخدام الكورتيزول والأدرينالين، بالإضافة إلى استخدام الكورتيزول بمفرده لدراسة تأثيره على تخليق المصفوفة خارج الخلية ووظائف خلايا الجلد الطبيعية (الخلايا الليفية والخلايا الكيراتينية). وشملت هذه الوظائف حاجز الجلد وعملية التئام الجروح.

تم تجنيد أربعين امرأة تتراوح أعمارهن بين 35 و 55 عامًا، واللاتي أظهرن مستويات خفيفة (ن = 20) ومتوسطة (ن = 20) من الإجهاد النفسي المزمن وفقًا لاستبيان “مقياس الضغوط المدركة”. وعرف الإجهاد النفسي المزمن بأنه شعور مستمر بالضغط والإرهاق لفترة طويلة.

اشترطت الدراسة أن تكون جميع المشاركات غير مدخنات، ولا يتناولن الكحول، سواء كن عاملات أو ربات منزل. يتمتعن بنوم جيد، ولا يعرضن أنفسهن لأشعة الشمس المفرطة (غير محبات للشمس ولا يستخدمن مصابيح التسمير). علاوة على ذلك، كان على جميع المشاركات اتباع نظام غذائي معتاد، وعدم الالتزام بقيود السعرات الحرارية أو أي أنظمة غذائية محددة أخرى.

نتائج سريرية

كشفت النتائج السريرية عن انخفاض ملحوظ في فعالية مضادات الأكسدة لدى الأفراد الذين يعانون من إجهاد متوسط. ما أثر سلبًا على سلامة حاجز الجلد. بالإضافة إلى ذلك، لوحظت زيادة كبيرة في علامات التغيرات الدقيقة في الجلد. مثل ملمس الجلد والخطوط الدقيقة؛ حيث بلغت نسبة الزيادة حوالي 32.9%.

على المستوى الخلوي، أظهرت التجارب المعملية أن ارتفاع مستويات هرمونات الإجهاد يؤثر على سلامة الحمض النووي. وعملية تخليق المصفوفة خارج الخلية، والتئام الجروح، بالإضافة إلى معايير حاجز الجلد.

بشكل عام، قدمت هذه الدراسة الاستكشافية السريرية، جنبًا إلى جنب مع تحليل وظائف الخلايا تحت ظروف الإجهاد. أدلة قوية تشير إلى أن الإجهاد النفسي المزمن يؤثر بشكل كبير على توازن الجلد ويسرع من عملية شيخوخة الجلد.

الرابط المختصر :