بين ألوان الورد وحكايات سوق عكاظ.. الطائف تجربة ثقافية وسياحية لا مثيل لها

بين ألوان الورد وحكايات سوق عكاظ.. الطائف تجربة ثقافية وسياحية لا مثيل لها
بين ألوان الورد وحكايات سوق عكاظ.. الطائف تجربة ثقافية وسياحية لا مثيل لها

تفوح في أرجائها عبق التاريخ والأصالة، وتتزين سهولها وجبالها بألوان الطبيعة الخلابة، محافظة الطائف السعودية، عروس المصائف ومدينة الورود، ليست مجرد وجهة سياحية منعشة في قلب المملكة، بل هي كنز دفين يحمل في طياته تراثًا عريقًا وثقافة فريدة. ومن بين أبرز ملامح هذا التراث، تبرز مزارع الورد الطائفي الذي يعد الزهور الأشهر عالميًا، كرمز للهوية المحلية وكنقطة جذب سياحي لا مثيل لها.

مزارع الورد في الطائف

فمع إطلالة فصل الربيع، تتحول مزارع الطائف إلى لوحة فنية بديعة. حيث تتفتح آلاف الورود بألوانها الزاهية ورائحتها الفواحة، لتغطي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. هذا المشهد الساحر ليس مجرد متعة للناظرين، بل هو أيضًا مصدر فخر واعتزاز لأهالي الطائف، الذين توارثوا زراعة هذا الورد الفريد جيلًا بعد جيل. حسبما ورد على موقع “CNN” بالعربي.

رحلة عبر تاريخ الورد في الطائف

يمتد تاريخ زراعة الورد في الطائف إلى قرون مضت. حيث يقال إن شتلاته الأولى جلبت من مناطق بعيدة واستوطنت هذه الأرض الخصبة بفضل مناخها المعتدل وتربتها الغنية. ومع مرور الوقت، تطورت أساليب زراعته وتقطيره، ليصبح الورد الطائفي علامة مميزة للمحافظة، يستخدم في صناعة أجود أنواع العطور ومياه الورد التي تحظى بشهرة عالمية.

جزء من الثقافة المحلية

لا يقتصر دور الورد الطائفي على الجانب الاقتصادي والسياحي فحسب، بل يتعداه ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المحلية. فهو حاضر في المناسبات الاجتماعية والأعياد، ويستخدم في الضيافة التقليدية، كما يعد رمزًا للكرم والأصالة.

مزارع الورد وجهة سياحية فريدة

تستقبل مزارع الورد الطائفي سنويًا آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها، الذين يأتون للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة ومشاهدة عملية تقطير الورد التقليدية. وتوفر العديد من المزارع تجارب سياحية مميزة، مثل الجولات في الحقول، وورش العمل لتعلم صناعة ماء الورد والعطور، والمتاجر التي تعرض منتجات الورد الطائفي الأصلية.

جهود الحفاظ على التراث

إدراكًا لأهمية الورد الطائفي كتراث وطني، تبذل الجهات المعنية في محافظة الطائف جهودًا كبيرة للحفاظ على هذه الزراعة العريقة وتطويرها. وتشمل هذه الجهود دعم المزارعين، وتنظيم المهرجانات والفعاليات التي تسلط الضوء على الورد الطائفي، وتشجيع البحث العلمي لتطوير سلالات الورد وتحسين جودة المنتجات.

على الرغم من شهرة الطائف بوردها الفواح، فإنها تزخر بالعديد من المعالم السياحية والتاريخية الأخرى التي تستحق الاكتشاف. من المواقع الأثرية القديمة مثل سوق عكاظ التاريخي، إلى الطبيعة الخلابة في الشفا والهدا، مرورًا بالحدائق والمتنزهات الجميلة، تقدم الطائف لزوارها تجربة سياحية متكاملة تلبي جميع الأذواق.

موعد موسم حصاد الورد في الطائف

يبدأ موسم قطف الورد الطائفي في مدينة الطائف عادةً في نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل، ويستمر لمدة تتراوح بين 35 إلى 45 يومًا. وتزامن هذا الموسم في عام 2025 مع شهر رمضان المبارك.

عملية القطف

  • يتم قطف أزهار الورد الطائفي في الصباح الباكر؛ حيث تكون نسبة الزيوت العطرية فيها في أعلى مستوياتها.
  • يشارك المزارعون في قطف عشرات الآلاف من الزهور بشكل يومي.

عملية التقطير واستخراج الزيت

تعد عملية التقطير هي الخطوة الأهم لاستخلاص الزيت العطري وماء الورد. وتتم عادةً بالطريقة التقليدية التالية:

  1. وضع الورد في أوعية التقطير: توضع كميات كبيرة من بتلات الورد الطائفي (حوالي 10,000 إلى 12,000 وردة في الوعاء الواحد) في أوعية نحاسية كبيرة محكمة الإغلاق.
  2. إضافة الماء والتقطير بالبخار: يضاف الماء إلى القدر، ويسخّن. يتصاعد البخار محملًا بالزيوت العطرية المتطايرة من الورد.
  3. التكثيف: يمر البخار عبر أنابيب تبريد. ما يؤدي إلى تكثفه وتحوله إلى سائل.
  4. فصل الزيت عن الماء: يتم جمع السائل الناتج، والذي يحتوي على طبقتين: طبقة علوية هي دهن الورد (الزيت العطري)، وطبقة سفلية هي ماء الورد.
  5. التنقية والتعبئة: يفصل دهن الورد بعناية فائقة، وينقى من أي شوائب. ثم يعبأ في زجاجات داكنة اللون لحمايته من الضوء والحرارة.

منتجات الورد في الطائف

بعد عملية التقطير، ينتج عن الورد الطائفي منتجات قيمة تشمل:

  • دهن الورد (زيت الورد): يعتبر من أغلى وأفخر أنواع العطور في العالم.
  • ماء الورد: يستخدم في العديد من المجالات مثل مستحضرات التجميل، الطهي، وحتى في بعض العلاجات التقليدية.
  • بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الورد الطائفي في صناعة العديد من المنتجات الأخرى مثل العطور، الصابون، المعطرات، ومستحضرات التجميل.

منتزه الجبل الأخضر

يعد منتزه الجبل الأخضر في الطائف وجهة ترفيهية بارزة تجمع بين جمال الطبيعة الخلابة والعديد من المرافق الترفيهية المتنوعة. ويضم المنتزه مساحات خضراء واسعة، ومناظر طبيعية ساحرة تجذب الزوار من جميع الأعمار. كما يمكن للزوار الاستمتاع بالألعاب الترفيهية الحديثة، والمطاعم المتنوعة، والمقاهي المطلة على المناظر الطبيعية. كذلك يوفر المنتزه أماكن مخصصة للجلوس العائلي والشبابي، بالإضافة إلى ذلك مساجد وأسواق وملاعب رياضية. تجربة لعبة التوبوجان الشهيرة التي تمتد لأكثر من 1500 متر تعتبر من أبرز الأنشطة التي يمكن القيام بها في المنتزه.

متحف قصر شبرا التاريخي

الرابط المختصر :