شهدت بداية يوليو الجاري، فتح مجالات العمل المختلفة، وكذلك الحدائق والأسواق ودور السينما، باستثناء المدارس؛ ما يعرض الكثير من الآباء لموقف صعب؛ حيث عليهم تحقيق التوازن بين العمل والأسرة.
وليست بريطانيا فقط التي تعاني من تلك المشكلة الكبيرة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية غردت "ديب بيرلمان"؛ الطباخة المنزلية، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلة: "أتمنى أن يقول شخص ما بصوت عالٍ: في اقتصاد كوفيد، يُسمح لك فقط بطفل أو وظيفة".
وسيؤدي إغلاق المدارس إلى تعزيز عدم المساواة بين الأطفال، كذلك بين الآباء والأمهات.
وفي بريطانيا، وجد معهد الدراسات المالية أنه "من المرجح أن تترك الأمهات وظائفهن أو يفقدنها؛ لأنهن تعرضن للإجهاد منذ بدء الإغلاق بسبب فيروس كورونا".
وهناك أيضًا اختلاف بين المدارس الخاصة والحكومية، وبينما أعلنت الحكومات في بعض الدول عن أن المدارس ستفتح أبوابها بالكامل في شهر سبتمبر المقبل، فإن أمًا لطفلين تكافح من أجل إبقاء أعمالها قائمة لا تعرف كيف يمكنها الاستمرار على هذه الحالة حتى ذلك الموعد.
والمأساة لا تشمل المدارس فقط، فلا يعرف الآباء والأمهات ما إذا كانت معسكرات العطلات ستكون مفتوحة خلال فصل الصيف الحالي، وسيضطر مقدمي رعاية الأطفال إلى الإغلاق؛ حيث وجدت الرابطة الوطنية الأمريكية لتعليم الأطفال أن 11% فقط من مقدمي رعاية الأطفال كانوا واثقين من قدرتهم على الإغلاق لمدة غير محددة بدون دعم.
من ناحية أخرى، يتوقع "بوريس جونسون"؛ رئيس وزراء بريطانيا، أن يكون أصحاب العمل متفهمين في حالة لم يتمكن موظف ما من العمل بسبب رعاية الأطفال، ولكن يقول أحد الآباء إن رئيسه في العمل لديه عقلية شخص من خمسينيات القرن الماضي؛ حيث يجب أن تبقى النساء في المنزل مع الأطفال ولا يُقدّر أن زوجته لديها وظيفة أكثر تطلبًا.
ومن المرجح أن تتحمل النساء العاملات التأثير؛ وتؤكد ذلك "علياء حامد"؛ أستاذة علم الاجتماع، قائلة: "إذا تطلب الاقتصاد من الآباء الذهاب إلى أماكن العمل فسيذهبون تاركين النساء أمام معادلة صعب حلها"، وتتفق معها "كايتلين كولينز"؛ مؤلفة كتاب "عمل الأمومة"، مضيفة: "ليس من المستغرب أن معادلة إعادة فتح وتخفيف إجراءات الإغلاق لا تضيف للمرأة، فالحكومات تتوقع أن تحل المرأة معادلة مستحيلة".
وعلى الرغم من السلبيات التي كشف عنها فيروس كورونا، إلا أنه يعد فرصة لإعادة التفكير في طريقة عملنا؛ حيث يجب أن يكون الآباء العاملون جزءًا من ذلك.
اقرأ أيضًا: «من المغرب إلى أبو ظبي».. «كورونا» يصيب الفعاليات الرياضية والثقافية بالشلل