بروفيسور لويز فالنتين تكتب: دور الجامعات في مواءمة التعليم مع احتياجات صناعة التصميم بالمنطقة

بروفيسور لويز فالنتين تكتب: دور الجامعات في مواءمة التعليم مع احتياجات صناعة التصميم بالمنطقة
بروفيسور لويز فالنتين تكتب: دور الجامعات في مواءمة التعليم مع احتياجات صناعة التصميم بالمنطقة

يقدم قطاع التصميم في دبي، والذى لا يزال في مهده مقارنة بالمنافسين العالميين، فرص نمو فريدة وكبيرة. وعلى عكس الأسواق القائمة يعد مجال التصميم الناشىء في دبي -إلى حد كبير- لوحة فارغة؛ حيث يبحث باستمرار عن المواهب الجديدة والأفكار المبتكرة المستدامة، والمصممون فى دبى متطلعون وجاهزون لتشكيل مستقبل القطاع.

ويدعو قطاع التصميم الناشىء العقول المبدعة إلى ترك بصمة لا تُمحى، وبناء إرث يحدد التزام المنطقة بنوعية الحياة والعيش بأوجه جمالية جديدة للأجيال الحالية والقادمة، وتؤكد الشعبية المتزايدة لمواقع الاستثمارات، مثل: حي دبي للتصميم (D3)، التزام المدينة بتطوير وتعزيز هذه الصناعة.

أصبح D3 مركزًا نابضًا بالحياة؛ حيث يجذب رواد القطاع المحليين والعالميين ويجعل من دبي رائدة عالمية في عالم التصميم، وهو مساحة توفر فرصًا للإبداع، وازدهار الأفكار، وتولّد عمليات تعاون مثمرة فى بيئة يصبح فيها الابتكار ركنًا أساسيًا؛ ما يوفر أرضًا خصبة للمصممين للتعاون والابتكار، وفي نهاية المطاف صنع إرث مسؤول ودائم.

والتصميم هو مهارة مستقبلية ذات قيمة لجميع الصناعات والقطاعات، سواء كان ذلك التصميم يحفز ويقود الابتكار ، أو بهدف إلهام طرق جديدة لتحسين نوعية الحياة للناس والكوكب ككل، أو محفزًا لتسهيل التغييرات في السلوكيات، وعلى هذا النحو، ومع بروز دبي كمركز عالمي للتصميم بسرعة كبيرة، فمن الضروري إدراك وتقدير الدور المحوري للجامعات في تشكيل مستقبل الصناعة.

تعد المؤسسات التعليمية في دبي سبّاقة في مواءمة تعليم التصميم مع احتياجات الصناعة، والتأكد من أن خريجي كلية التصميم مجهزون أكاديميًا للعمل في الصناعات التقليدية والناشئة.

وهذه المواءمة أمرٌ بالغ الأهمية؛ لأنها تربط بين تعلم استوديو التصميم الجامعي وتجربة العالم الحقيقي؛ ما يوفر للطلاب فرصة تقديم مساهمات ذات معنى.

التعاون مع رواد الصناعة والمتخصصين

إحدى الطرق الأساسية لتحقيق هذا التوافق هي من خلال التعاون الوثيق مع المتخصصين في هذا المجال. ومن خلال تعزيز الشراكات مع الرواد من جميع الصناعات والحكومات وشركات التصميم الرائدة تضمن الجامعات أن تظل مناهجها الدراسية ذات صلة وتتضمن أحدث المعلومات العالمية.

وتتيح عمليات التعاون المهني للطلاب صقل المعرفة والمهارات الجديدة؛ من خلال العمل على مشاريع حية والمشاركة في المسابقات الدولية واكتساب رؤى حول تحديات القطاع والتوقعات واللغة.

توفير مناهج متعددة التخصصات

علاوة على ذلك تدمج الجامعات في دبي مناهج متعددة التخصصات لتعليم التصميم بشكل متزايد؛ حيث لا يجب تدريس التصميم بشكل مستقل، ويحثون الطلاب على التفاعل بشكل استباقي مع المجالات الأخرى مثل: التكنولوجيا والأعمال والإدارة وعلم النفس والعلوم.

يمنح هذا النهج متعدد التخصصات الطلاب منظورًا أوسع، ويمكّنهم من معالجة مشكلات التصميم المعقدة بشكل إبداعي. على سبيل المثال: يوفر تعليم التصميم في جامعة “هيريوت وات دبي” للطلاب المرونة اللازمة لتصميم دراساتهم عبر تخصصات متعددة؛ ما يعزز الفهم الشامل الذي يتماشى مع متطلبات السوق الحديثة.

ويعمل برنامج البكالوريوس فى تصميم الاتصالات (مع مرتبة الشرف) على تطوير مهارات الطلاب المفاهيمية والإبداعية والنقدية والتقنية، مع التركيز على تحقيق معايير التميز في الصناعة، وهو يتناول المتطلبات المتطورة للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات العالمية، مع التركيز على التصميم التعاوني والديناميكي والتصميم الشامل.

ويدعم البرنامج أيضًا التعلم في ستة مجالات رئيسية: التصميم الجرافيكي، والتصوير الفوتوغرافي، والتوضيح، والرسوم المتحركة، وتجربة المستخدم، وتصميم تفاعل المستخدم (UX/UI)، ويتفاعل بشكل هادف مع العديد من المهنيين سنويًا، بدءًا من شركات الميتافرس وحتى البنوك والمنظمات الخيرية العالمية ووكالات الهوية والعلامة التجارية.

تبني الممارسات المستدامة ودمجها في البرامج الأكاديمية

والجانب الرئيسي الآخر هو التركيز على الابتكار المستدام؛ إذ ترتكز رؤية دبي على أن تصبح رائدة عالمية بمجال التنمية المستدامة في برامج التصميم الذي تقدمها جامعاتها، وتؤكد تلك البرامج أهمية تحقيق أهداف الاستدامة والوصول الى صافى الصفر وتبني ممارسات مستدامة، وتشجع الطلاب على التفكير النقدي حول التأثير الاجتماعي والاقتصادي والبيئي لعملهم بشكل متزايد.

وهذا التركيز يجعلهم مسؤولين وجزءًا من الحركة العالمية نحو تصميمات أكثر استدامة.

تعزيز مهارات ريادة الأعمال والمهارات الشخصية لدى الطلبة

تلعب الجامعات كذلك دورًا محوريًا في رعاية مهارات ريادة الأعمال بين طلاب التصميم؛ إدراكًا منها بأن رواد الأعمال المبدعين يشكّلون مستقبل قطاع التصميم؛ حيث تقدم المؤسسات دورات وتوفر موارد تزوّد الطلاب بالأدوات اللازمة لإطلاق مشاريعهم.

وأصبحت الحاضنات والتدريب وبرامج التسريع وفرص التواصل جزءًا لا يتجزأ من النظام البيئي لتعليم التصميم، ومن خلال التعاون مع المتخصصين في الصناعة، والنهج متعدد التخصصات، والتركيز على الاستدامة؛ والاحتضان المبكر للتقنيات الجديدة، ورعاية مهارات تنظيم المشاريع تتولى هذه المؤسسات إعداد الجيل القادم من المصممين ليصبحوا مشاركين نشطين في نمو الصناعة وترك تأثير دائم.

ومع مواصلة دبي الاستثمار في التصميم من المتوقع أن تصبح رائدة في عالم التصميم العالمي؛ من خلال تعزيز نماذج جديدة من الجماليات والتميز والتحالف.

 

 

 

الرابط المختصر :