تعرف المملكة بثرائها الطبيعي المتنوع، ومن بين كنوزها الخفية تبرز المياه الكبريتية، أو ما يطلق عليها “العيون الحارة”. هذه المياه الكبريتية، التي تحتوي على نسب من كبريتيد الهيدروجين وثاني كبريتيد الهيدروجين. عرفت منذ القدم بفوائدها العلاجية المتعددة؛ ما جعلها مقصدًا سياحيًا وعلاجيًا للكثيرين. إنها ليست مجرد ينابيع مياه ساخنة؛ بل هي محاليل طبيعية غنية بالمعادن، توفر علاجات لبعض الأمراض وتُساهم في تحسين الصحة العامة.
أين تتواجد المياه الكبريتية في المملكة؟
ووفقًا لـ “evendo” تنتشر العيون الكبريتية في عدة مناطق بالمملكة، كل منها يتميز بخصائصه الفريدة:
-
قرية الماء الحار (غميقة): تقع هذه القرية في مركز غميقة، على بعد نحو 180 كيلو مترًا من مكة المكرمة. تتميز بطبيعتها الخلابة وهوائها النقي، لكن جاذبيتها الحقيقية تكمن في مياهها الكبريتية التي تصل سخونتها إلى 80 درجة مئوية. كما أظهرت الأبحاث أن مياه غميقة تحتوي على تركيزات مثالية من المعادن مثل الكالسيوم، المغنيسيوم، والكلورايد. بالإضافة إلى الكبريتات؛ ما يعزز من فوائدها الصحية.
-
جازان: تشتهر منطقة جازان بوجود العديد من العيون الكبريتية، ويعد ثلاث منها رئيسة ومقصدًا للزوار:
العارضة.
بني مالك.
الخوبة.
هذه العيون تجذب السياح الباحثين عن العلاج والاسترخاء في آن واحد.
-
مدينة الأحساء: تعد واحة الأحساء من المناطق الغنية بالعيون الكبريتية المهمة. ومن أبرز هذه العيون:
- عين الحارة: من العيون المعروفة في المنطقة.
- عين النجم: كانت هذه العين في السابق محطة رئيسة للحجاج والمعتمرين على خط سير رحلتهم. لكنها اليوم أصبحت مخصصة لأهالي المنطقة نظرًا لضعف تدفقها.
- عين أم سبعة وعين الجوهرية: تم تهيئة هاتين العينين وتطويرهما ليصبحا مواقع سياحية جاذبة، وتلقيان إقبالًا كبيرًا من الزوار.
الفوائد المتعددة للمياه الكبريتية
لا تقتصر فوائد المياه الكبريتية على الجانب العلاجي البشري فحسب؛ بل تمتد لتشمل جوانب متعددة:
- زراعة النباتات: تساهم المياه الكبريتية في تقليل نسبة الصوديوم في التربة؛ ما يعزز من نمو النباتات ويزيد من خصوبة الأراضي.
- تعقيم الفواكه والخضروات: تستخدم في تعقيم الفواكه والخضروات المراد تجفيفها، بفضل خصائصها التي تساعد على طرد الشوائب.
- التئام الجروح: تسرع عملية التئام الجروح وتساعد على شفائها بفعالية.
- علاج الأمراض الجلدية: تعد مفيدة في تسريع شفاء الأمراض الجلدية. كما تساعد على علاج التقرحات الجلدية ومنع تفاقمها.
- صحة الفم والأسنان: تستخدم كأحد المحاليل التي تساعد في تطهير وتعقيم الفم؛ ما يساهم في تحسين صحة الفم والوقاية من تسوس الأسنان.
- تعزيز صحة المفاصل: تعد حلًا طبيعيًا لتخفيف آلام المفاصل وتسكين الآلام المصاحبة للروماتيزم.
- تحسين صحة الشعر: يساهم استخدام المياه الكبريتية موضعيًا على الشعر في الوقاية من مشاكله المختلفة.
- تحسين صحة البشرة: تعمل على تقشير الجلد، التخلص من الخلايا الميتة. كما تساعد على شد البشرة وتقليل التجاعيد.
إن هذه العيون الكبريتية تمثل موردًا طبيعيًا قيمًا في المملكة العربية السعودية، لا يقتصر دورها على الجذب السياحي فحسب؛ بل يمتد ليشمل فوائد صحية وبيئية واعدة؛ ما يستدعي المزيد من الاهتمام والاستثمار في تطويرها والاستفادة القصوى من إمكانياتها.