“العيسى”: “وثيقة مكة” جمعت بين كل المذاهب والطوائف الإسلامية

ندوة "وثيقة مكة"
ندوة "وثيقة مكة"

عُقدت أمس الثلاثاء ندوة حوارية بعنوان “وثيقة مكة” في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024. حيث أكد العلماء المشاركون في الندوة أن وثيقة مكة المكرمة تعد أهم وثيقة إسلامية معاصرة، وتميزت بجمع المدارس والطوائف الإسلامية. وردت على المتطرفين، وحظيت بحفاوة غير المسلمين.

وقالوا إن الوثيقة أكدت أهمية استيعاب التنوع والتعدد الثقافي والحضاري. ورفضت صدام الحضارات. ودعت إلى الحوار، وقدمت مبادئ الإسلام العظيمة التي تنشر السلام والتسامح، وتحض على التعايش بين المسلمين وغير المسلمين.

ولفت العلماء إلى أن وثيقة مكة بمثابة جدول أعمال أخلاقي وثقافي للعالم المعاصر.

ندوة “وثيقة مكة”

من جانبه أوضح الشيخ الدكتور محمد العيسى؛ رئيس هيئة علماء المسلمين، في كلمته بالندوة، أن وثيقة مكة تاريخية متميزة، رعى مؤتمرها الدولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وصدرت عن مفتي وعلماء الأمة الإسلامية، في الرحاب الطاهرة بجوار الكعبة المشرقة، بإجماع أكثر من 1200 عالم، و4000 مفكر إسلامي عام 1440هـ. وفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس”.

وقال “العيسى”: “إن وثيقة مكة هي أهم وثيقة إسلامية معاصرة، وثاني أهم وثيقة في التاريخ الإسلامي. بعد وثيقة المدينة المنورة التي أمضاها الرسول صلى الله عليه وسلم”.

وتابع: تميزت وثيقة مكة بجمع المدارس والطوائف الإسلامية. حيث حضر الندوة 27 مذهبًا من أكثر من 139 دولة حول العالم، جاءوا ليناقشوا موضوعات مهمة في ساحتنا الإسلامية والدولية”.

وأضاف: “هذه الموضوعات حظيت بالإجماع والتوثيق والتسجيل. وتبع ذلك إقرار دول منظمة التعاون الإسلامية بهذه الوثيقة، والتوصية بالإفادة منها في المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية في الدول الإسلامية”.

ولفت إلى أن وثيقة مكة حصلت على حفاوة غير المسلمين؛ لأنها تدعو إلى الخير، وتظهر حقيقة الإسلام، وتعالج عددًا من المشكلات العالمية”. مضيفًا أنها ردت على أفكار المتطرفين من خلال عمل جماعي حاز على إجماع علماء الأمة.

كما أشار إلى أنها تحدثت عن أهمية استيعاب التنوع والتعدد الثقافي والحضاري. ودعت إلى الحوار الحضاري من خلال المشتركات الحضارية.

 

تعزيز الأفق الإسلامي

وبيّن “العيسى” أن الوثيقة فتحت عددًا من الملفات المهمة في الداخل الإسلامي. كما عززت الأفق الإسلامي بالانفتاح الإيجابي نحو مدارسه ومذاهبه المتنوعة، في مواجهة الإقصاء المجرد، ودعت إلى حوار بناء وألفة إسلامية واستيعاب الحكمة الربانية في التنوع والتعدد.

ولفت إلى أنها وقفت ضد سياقات الصدام الحضاري، كما مهدت لوثيقة أخرى مهمة هي وثيقة بناء جسور بين المذاهب الإسلامية.

من جانبه أوضح سماحة الشيخ محمد تقي العثماني؛ مفتي باكستان، أن وثيقة مكة تضمنت أمرين مهمين: الأول بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، فهذه المذاهب الفقهية لا تخالف أصول الدين، ولكن المؤسف جعلها أساسًا للتحزب وليس التوحد. والأمر الثاني: اعتماد الحوار الإنساني مع الآخر بدلصا من الصدام والنزاع.

وأكد أن الإسلام دين السلام والأمان لا التحارب والصدام، ووثيقة مكة تعزز هذه المبادئ العظيمة التي تنشر السلام والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين.

وذكر أن الإسلام يرسخ الأخوة الإنسانية، والكرامة الإنسانية، فجميع البشر أبناء آدم ومتساوون في أصلهم الإنساني.

من جهته بيّن الدكتور قطب سانو؛ الأمين العام لمجمع الفقه الدولي، أن وثيقة مكة من أهم الوثائق التي عرفها المسلمون، وهي امتداد لوثيقة المدينة والمنورة، التي أرسى مبادئها الرسول “صلى الله وعليه وسلم”، مضيفًا أن وثيقة مكة أكدت ضرورة الاعتراف بالتنوع.

كما لفت إلى أنها انفردت بمزايا لم تتوفر لوثائق أخرى، وهي شرف المكان؛ حيث صدرت بجوار الكعبة المشرفة وفي رحاب بيت الله الحرام، وشرف الزمان؛ حيث كان الشهر الذي صدرت فيه هو شهر رمضان الكريم. بالإضافة إلى أنها صدرت في فترة زمنية شهدت محاولات لتشويه مبادئ الإسلام السمحة.

 

الرابط المختصر :