تعد العلاقة الزوجية الناجحة أساسًا لبناء أسرة سعيدة ومستقرة، ولكن هذه العلاقة قد تواجه تحديات عديدة، من بينها التقلبات المزاجية للمرأة التي قد تطرأ على أحد الطرفين، وخاصة المرأة. فالتغيرات الهرمونية والضغوط الحياتية المختلفة قد تجعل المرأة أكثر حساسية وعرضة لتغيرات مزاجية مفاجئة. وإن فهم هذه التقلبات والتعامل معها بشكل صحيح يمثل مفتاحًا مهمًا للحفاظ على الانسجام والتفاهم داخل الأسرة.
لماذا تتقلب مزاج المرأة؟
قبل توضيح كيفية التعامل مع تقلبات المزاج للمرأة، من الضروري فهم الأسباب الكامنة وراءها. كما تلعب الهرمونات الأنثوية دورًا محوريًا في تقلبات المزاج، خاصة خلال الدورة الشهرية والحمل وفترة ما بعد الولادة وسن اليأس. فالتغيرات في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون تؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية والعاطفية للمرأة.
إلى جانب العوامل الهرمونية، تساهم الضغوط الحياتية المختلفة في تفاقم تقلبات المزاج. فالمرأة غالبًا ما تتحمل مسؤوليات متعددة كزوجة وأم وعاملة؛ ما يعرضها للإرهاق والتوتر والقلق، وهي مشاعر يمكن أن تنعكس على حالتها المزاجية. كما أن المشكلات العائلية أو ضغوط العمل أو حتى قلة النوم يمكن أن تكون محفزات قوية لهذه التقلبات.
كيف تتعامل مع تقلبات مزاج زوجتك؟
إن التعامل الصحيح مع تقلبات مزاج الزوجة يتطلب صبرًا وتفهمًا وذكاءً عاطفيًا. وحسبما ورد على موقع “bright side”، هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في تجاوز هذه اللحظات بسلام، وتعزيز العلاقة الزوجية، وهي:
1- كن مستمعًا جيدًا:
عندما تشعر بأن زوجتك تمر بحالة التقلبات المزاجية للمرأة المتقلبة، امنحها مساحة للتعبير عن مشاعرها دون مقاطعة أو إصدار أحكام. واستمع بإنصات واهتمام لما تقوله، وحاول فهم وجهة نظرها حتى لو لم تتفق معها. كما أن مجرد الشعور بأن هناك من يستمع إليهن ويتفهمهن يمكن أن يخفف الكثير من التوتر.
2- أظهر التعاطف والتفهم:
حاول وضع نفسك مكان زوجتك وفهم ما قد تشعر به. وعبّر عن تعاطفك معها بكلمات لطيفة ومريحة مثل “أتفهم أنك تشعرين بالإحباط” أو “يبدو أنكِ مررتِ بيوم صعب”. وهذا النوع من التعاطف يساعدها على الشعور بأنك بجانبها ولست ضدها.
3- تجنب الجدال أو التقليل من شأن مشاعرها:
حتى لو بدت ردة فعل زوجتك مبالغًا فيها بالنسبة لك، تجنب الدخول في جدال أو التقليل من شأن مشاعرها بقول عبارات مثل “لا داعي لكل هذا الانفعال” أو “أنتِ تبالغين”. هذه العبارات تزيد من حدة التوتر، وتجعلها تشعر بأنك لا تفهمها.
4- قدم الدعم العملي:
في بعض الأحيان، قد يكون أفضل ما يمكنك تقديمه لزوجتك هو الدعم العملي. وقد تحتاج إلى مساعدتها في بعض المهام المنزلية، أو الاعتناء بالأطفال، أو حتى مجرد تركها لتحظى ببعض الوقت الهادئ لنفسها. هذه اللفتات الصغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حالتها المزاجية.
باقي الخطوات
5- كن صبورًا:
تذكر أن تقلبات المزاج غالبًا ما تكون مؤقتة. تحلَّ بالصبر ولا تأخذ الأمور بشكل شخصي. وقد تحتاج زوجتك إلى بعض الوقت لتجاوز هذه الحالة، ودورك هو أن تكون بجانبها وتقدم لها الدعم حتى تهدأ.
6- ابحث عن الأنماط:
حاول ملاحظة الأوقات التي تزداد فيها تقلبات مزاج زوجتك. هل هي مرتبطة بفترة معينة في الشهر؟ هل تزداد في أوقات الضغط أو الإرهاق؟ فهم هذه الأنماط يمكن أن يساعدكما على الاستعداد لهذه الفترات، واتخاذ خطوات استباقية لتخفيف التوتر.
7- تواصل بهدوء:
عندما تكون زوجتك في حالة مزاجية سيئة، اختر الوقت المناسب والتحدث معها بهدوء ولطف. واستخدم لغة هادئة وواضحة، وتجنب رفع صوتك أو استخدام نبرة اتهامية. وركز على إيجاد حلول للمشكلة بدلًا من إلقاء اللوم.
8- اعتذر عند الخطأ:
إذا كنت قد فعلت شيئًا أزعج زوجتك أو ساهم في تدهور حالة التقلبات المزاجية للمرأة، فلا تتردد في الاعتذار بصدق. الاعتذار الصادق يمكن أن يهدئ الأمور، ويساعد على تجاوز الخلافات.
9- شجعها على طلب المساعدة المتخصصة إذا لزم الأمر:
إذا كانت تقلبات مزاج زوجتك حادة ومتكررة وتؤثر بشكل كبير على حياتكما الأسرية، فقد يكون من المفيد تشجيعها على استشارة طبيب أو أخصائي نفسي. ويمكن للمتخصصين تقديم التشخيص المناسب والمساعدة في إدارة هذه التقلبات.
المرأة أيضًا عليها دور
لا يقع عبء التعامل مع تقلبات المزاج على الرجل وحده. المرأة أيضًا عليها دور مهم في إدارة حالتها المزاجية والمساهمة في خلق بيئة أسرية هادئة. كما يمكن للمرأة أن:
- تكون واعية بتقلبات مزاجها: محاولة فهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تقلبات مزاجها يمكن أن يساعدها في التعامل معها بشكل أفضل.
- تتواصل بوضوح: التعبير عن مشاعرها واحتياجاتها بوضوح وهدوء يمكن أن يساعد زوجها على فهم ما تمر به وتقديم الدعم المناسب.
- تبحث عن طرق صحية للتخفيف من التوتر: ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كاف من النوم، وتناول طعام صحي، وممارسة تقنيات الاسترخاء يمكن أن تساعد في تحسين المزاج.
- تطلب المساعدة عند الحاجة: لا تتردد في طلب الدعم من الزوج أو الأصدقاء أو حتى المتخصصين إذا شعرت بأنها غير قادرة على إدارة تقلبات مزاجها بمفردها.