الشيخوخة هي عملية طبيعية للتقدم في العمر، حيث يلعب ما نأكله دورًا كبيرًا في تسريع أو تبطيء هذه العملية. لكن المفتاح للحفاظ على الصحة الجيدة يكمن في الهضم، فهو المسؤول عن توفير العناصر الغذائية الضرورية للجسم، وليس الطعام ذاته فقط. توضح إيرينا شارما، مدربة التغذية والصحة ونمط الحياة المعتمدة، كل ما تحتاج إلى معرفته حول هذا الموضوع، وفقًا لما ذكرته news18.
التغذية = الغذاء + كفاءة الهضم الفردية
كما تعد الشيخوخة عملية معقدة تتأثر بعوامل مختلفة، منها الوراثة والبيئة وأنماط الحياة. بينما تلعب الأمعاء الدقيقة دورًا حاسمًا في الصحة العامة، فهي موقع امتصاص العناصر الغذائية. تؤثر صحتها بشكل مباشر على قدرة الجسم على إصلاح نفسه، والحفاظ على الطاقة، ومنع الالتهابات. عندما لا تعمل الأمعاء الدقيقة على النحو الأمثل، فقد يؤدي ذلك إلى حالة تعرف باسم الأمعاء المتسربة، حيث تتسرب جزيئات الطعام غير المهضومة والسموم إلى مجرى الدم. هذا يحفز الالتهابات والاستجابات المناعية. ما يسرع الشيخوخة ويساهم في الإصابة بأمراض مثل اضطرابات المناعة الذاتية، وأمراض القلب، والسرطان، والأمراض العصبية التنكسية.

بينما من أبسط الطرق وأكثرها فعالية للوقاية من الالتهابات وتلف الخلايا مضغ الطعام جيدًا. فهضم الطعام جيدًا قبل دخوله الجهاز الهضمي يدعم الهضم الفعال، ويعزز امتصاص العناصر الغذائية، ويسهل التخلص من السموم، وكل ذلك يقلل من خطر الالتهابات الجهازية والإجهاد التأكسدي.
كما أن الصيام أداة فعّالة أخرى للوقاية من الالتهابات وتلف الخلايا، وكلاهما من الأسباب الرئيسية للشيخوخة والأمراض المزمنة. من خلال تحفيز عملية الالتهام الذاتي، وتقليل إجهاد الجذور الحرة، وتحسين حساسية الأنسولين، وتعزيز إصلاح الخلايا، يساعد الصيام في الحفاظ على صحة الخلايا وطول العمر. يمكن ممارسة الصيام اليومي بطرق مختلفة، مثل تقليل تناول الطعام، أو تخطي وجبة، أو اتباع صيام متقطع. مع ذلك، من الضروري مواءمة الصيام مع إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية للجسم، بدلاً من القيام به لمجرد الراحة.
كما أن دمج مجموعة متنوعة من الأطعمة العلاجية في نظام غذائي متوازن. إلى جانب الحفاظ على نمط حياة صحي، يلعب دورًا حيويًا في تقليل الالتهابات ودعم إصلاح الخلايا وتجديدها. كما يتضمن النهج الشامل تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والسكريات والدهون غير الصحية لتعزيز الصحة العامة.
أفضل 4 أطعمة مضادة للالتهابات لصحة الخلايا
أحماض أوميجا 3 الدهنية: يعتبر زيت بذور الكتان المعصور على البارد مصدرًا ممتازًا لأحماض أوميجا 3 الدهنية. التي تساعد على تقليل الالتهاب ودعم صحة الدماغ والقلب.
التوت العضوي: التوت الأزرق والفراولة والتوت الأحمر والتوت الأسود غني بمضادات الأكسدة، وخاصةً الفلافونويدات. التي تكافح الإجهاد التأكسدي والالتهابات. مع ذلك، ينصح بتناولها قبل الساعة الرابعة مساءً لتحسين الهضم.
الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على نسبة عالية من البوليفينول، وخاصة غالات الإبيجالوكيتشين “EGCG”. وله خصائص قوية مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة التي تساعد في إصلاح تلف الخلايا.
اقرأ أيضًا: 6 أطعمة لتحسين المزاج والصحة العقلية
الخضروات الصليبية: تحتوي البروكلي والقرنبيط وبراعم بروكسل والملفوف على مركبات قوية تساعد في تقليل الالتهاب ودعم عمليات إزالة السموم.
لذلك، في المرة المقبلة التي تجلس فيها لتناول وجبة طعام، تذكر: “نحن لسنا ما نأكله؛ نحن ما نهضمه”.