التغذية السليمة وخاصة للطفل حجر الأساس لصحة جيدة وعمر طويل. فهي تمثل الوقود الذي يمد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء وظائفه الحيوية، ويساعده على النمو والتطور ومقاومة الأمراض. وللتعرف على أهمية التغذية السليمة في تعزيز الصحة العامة للجسم، حاورت “الجوهرة” الدكتور محمد الحوفي؛ استشاري التغذية.
ويعد الدكتور محمد الحوفي، مصري الجنسية، أحد القامات البارزة في مجال علوم الغذاء والتغذية، الذي كشف خلال حواره لـ “الجوهرة” تفاصيل دراسته لعلوم الغذاء. وكيف سخَّر علمه ودراسته لتحقيق إنجازات كثيرة على المستويين المحلي والدولي.
إلى جانب توضيح كيف انعكست دراسته على حياته بشكل عام، فضلًا عن تقديم بعض النصائح الخاصة بالتغذية.
– أعطِنا لمحة سريعة عن نفسك
أنا الدكتور محمد الحوفي، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة “جيس” بألمانيا. وهي إحدى أعرق الجامعات العالمية والمعروفة بريادتها الأكاديمية والبحثية.
وسخرت دراستي ومجهودي لتكون لي مسيرة مهنية مليئة بالإنجازات على المستويين المحلي والدولي.
– ما سبب اختيارك لدراسة علوم الغذاء؟
سبب اختياري دراسة علوم الغذاء أنني كنت دائمًا شغوفا ومهتمًا بتركيب وتحسين خواص الغذاء، وكيفية تأثيره في صحة الإنسان ونوعية حياته. وكيف يمكن أن يكون الغذاء وسيلة للوقاية من الأمراض وتحسين الأداء اليومي.
كما أن علوم الغذاء والتغذية تجمع بين العلوم البيولوجية والكيمياء والابتكار؛ ما يجعلها مجالًا ديناميكيًا مليئًا بالتحديات والفرص لاكتشاف الجديد.
– كيف انعكست دراستك لعلوم الغذاء على صحتك الجسدية وصحة أسرتك؟
دراستي لعلوم الغذاء كان لها تأثير إيجابي عميق؛ إذ أصبحت أكثر وعيًا باختيار الأطعمة الصحية وتجنب العادات الغذائية الضارة.
على المستوى الوقائي، ساعدتني المعرفة في اكتشاف مشكلات صحية محتملة في وقت مبكر، والعمل على معالجتها من خلال تغييرات غذائية بسيطة.
– كيف يمكن تعزيز مناعة الطفل؟
مناعة الطفل خط الدفاع الأول ضد الأمراض والعدوى. يمكن تعزيزها من خلال مجموعة من العادات الصحية والنظام الغذائي المتوازن للطفل، ومن النصائح العملية التي يمكن للوالدين اتباعها لدعم مناعة طفلهما:
الفواكه والخضراوات: فهي غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تقوي جهاز المناعة للطفل.
الأكثر فائدة: البرتقال، والليمون، والجريب فروت، والفراولة، والتوت، والبروكلي، والسبانخ.
البروتينات: مفيدة لبناء الخلايا المناعية.
مصادرها: اللحوم البيضاء، والأسماك، والبيض، والبقوليات.
الحبوب الكاملة: مصدر للطاقة والألياف التي تساعد على الهضم الجيد.
الألبان: غنية بالكالسيوم وفيتامين د، اللذين يدعمان العظام والجهاز المناعي.
الدهون الصحية: موجودة في الزيوت النباتية والأفوكادو والمكسرات.
الرضاعة الطبيعية: هي أفضل غذاء للرضيع وتوفر له الحماية من الأمراض.
النوم الكافي: يساعد الجسم على إصلاح نفسه ومحاربة العدوى.
النشاط البدني المنتظم: يقوي العضلات والعظام ويعزز الدورة الدموية.
النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام، وتغطية الفم عند العطس أو السعال.
تجنب التدخين السلبي: يؤثر سلبًا في الجهاز التنفسي ويضعف المناعة.
اللقاحات: تحمي الطفل أمراض خطيرة، ويوجد مكملات غذائية يمكن تقديمها للطفل ولكن باستشارة الطبيب، وهي:
فيتامين د: فهو مهم لامتصاص الكالسيوم وتعزيز المناعة.
الزنك: يساعد على شفاء الجروح ودعم الجهاز المناعي.
البروبيوتيك: تعزز البكتيريا النافعة في الأمعاء، التي لها دور مهم في المناعة.
– كيف يمكن للحامل الاهتمام بنظامها الغذائي؟
التغذية السليمة ركيزة أساسية لصحة الأم والجنين خلال الحمل. ولها دور حيوي في نمو سليم الجنين، وتقليل خطر حدوث مضاعفات.
ومن الأطعمة التي يجب التركيز عليها:
الفواكه والخضراوات: مصدر غني بالفيتامينات والمعادن والألياف التي تساعد على الهضم وتقوية جهاز المناعة.
البروتينات: ضرورية لنمو أنسجة الجنين وبناء خلاياه. يمكن الحصول عليها من اللحوم الخالية من الدهون، والدواجن، والأسماك، والبيض، والبقوليات، والمكسرات.
الحبوب الكاملة: تحتوي على الألياف والفيتامينات والمعادن التي تعطي الطاقة وتساعد على الهضم.
الألبان ومنتجاتها: مصدر جيد للكالسيوم الضروري لصحة عظام الأم والجنين.
الدهون الصحية: موجودة في الأسماك الدهنية (السلمون، الماكريل)، والأفوكادو، والمكسرات.
كما يوجد أطعمة يجب تجنبها أو التقليل منها، مثل:
الأطعمة المصنعة: تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون غير الصحية.
الأطعمة المدخنة والمخللة: قد تحتوي على بكتيريا ضارة.
القهوة والشاي: بكميات كبيرة قد تؤثر في امتصاص الحديد.
الكافيين: يفضل التقليل منه قدر الإمكان.
الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق: مثل سمك القرش والتونة.
وعامة، يجب على الحامل مراعاة التالي للحفاظ على صحتها وصحة الجنين:
تناول وجبات صغيرة ومتكررة: يساعد على تجنب الشعور بالغثيان والحرقة.
شرب كمية كافية من الماء: للحفاظ على رطوبة الجسم.
تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك: مثل الخضراوات الورقية الداكنة والحبوب الكاملة.
الابتعاد عن الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيدًا: لتجنب الإصابة بالعدوى.
استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية: للحصول على خطة غذائية مخصصة.
– قدم لنا نصائح غذائية عامة لتقوية جهاز المناعة
يشكل الجهاز المناعي خط الدفاع الأول لجسم الإنسان ضد الأمراض والعدوى. فهو يعمل كجيش متكامل يحمي الجسم من الغزاة الخارجيين، مثل: البكتيريا، والفيروسات، والفطريات.
وتتمثل أهمية دعم الجهاز المناعي في:
الحماية من الأمراض: جهاز المناعة له دور حيوي في الوقاية من الأمراض المعدية والمزمنة.
الشفاء السريع: يساعد الجسم على الشفاء أسرع من الأمراض والإصابات.
مكافحة السرطان: كما أن جهاز المناعة له دور مهم في اكتشاف وتدمير الخلايا السرطانية.
ويمكن تقوية جهاز المناعة من خلال الانتباه للنصائح التالية:
التغذية الصحية المتوازنة: تعد التغذية السليمة حجر الأساس لتقوية المناعة. ويجب التركيز على الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، مثل: الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والبروتينات.
النوم الكافي: يعد النوم ضروريًا لإصلاح الخلايا وتجديد الطاقة؛ ما يعزز قدرة الجسم على مكافحة الأمراض.
ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة على تحسين الدورة الدموية وتقوية الجهاز المناعي.
الحد من التوتر: يؤثر التوتر سلبًا في الجهاز المناعي، لذلك يجب البحث عن طرق للاسترخاء، مثل: التأمل واليوغا.
الحفاظ على وزن صحي: يساعد الوزن الصحي على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة التي تضعف الجهاز المناعي.
التطعيم: التطعيمات لها دور مهم في حماية الجسم من الأمراض المعدية.
ويوجد أطعمة تعزز المناعة يجب الحرص على تناولها، مثل:
الثوم والبصل: يحتويان على مركبات مضادة للميكروبات.
الزنجبيل: له خصائص مضادة للالتهابات.
اللوز والجوز: غنيان بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
الشاي الأخضر: يحوي مضادات الأكسدة التي تساعد على حماية الخلايا.
الزبادي والكفير: يحتويان على البروبيوتيك الذي يعزز صحة الأمعاء والجهاز المناعي.