الخوخ والكرز والتفاح أشهرها: أبريل.. موسم الأشجار الجذّابة

“في أبريل؛ تُزهر الحدائق”؛ هكذا جاء المثل الشعبي الإسباني الذي يحتفي بالجمال أثناء الفصل الربيعي المميّز، الذي يحتضن أروع الزهور، والشجيرات التي تكافح لإبقاء جاذبيتها على قيد الحياة، بينما تجود بفوائدها على العالم البشري دون مقابل.

ويحتفل العالم بيوم الأرض في الثاني والعشرين من أبريل كل عام؛ سعيًا لنشر ثقافة الحفاظ على الكوكب، وما يشمله من كائنات حية، فضلًا عن تسليط الضوء على أهمية الحصول على الخبرة الكافية عند التعامُل مع البيئة، وتعتبر الشجيرات عنصرًا فعّالًا في نثر البهجة بالأوراق الخضراء الصغيرة في حديقة منزلكِ.
كيف تُحضرين لحديقة الشُجيرات؟

يتوجب اختيار الشُجيرات المناسبة لمساحة حديقتكِ، وأكثر الأنواع المناسبة لذوقكِ العام، مع الأخذ في الاعتبار أنه لكي تسيطرين على الطبيعة، يجب أولًا أن تدرسينها، لأنها ستصبح جزءًا منكِ، وتتمثّل الخطوة الأولى لإنشاء حديقة الشجيرات الصغيرة، في إعداد الأرض لها، وضمان تجمٌعها في مكانٍ واحد، مع الحفاظ الدائم على تحسين نوع التربة ومعالجتها قبل زرع البذور، أو غرس الأسمدة الطبيعية.

وقبل إنشاء المزرعة، يتحتم التأكٌد من المساحة المتاحة، والقيام بعمليات تقليم منتظمة؛ بحيث تكون أشجار الحديقة دائمًا صحية وقوية، علمًا بأنه يُمكن لشجيرات “الجاردينيا، الكركديه، والكاميليا” أن تقاوم الحرارة.

أنواع الأشجار المناسبة للحديقة الصغيرة

من جهته، قال أنطونيو سانشيز؛ الباحث الإسباني في علوم الأراضي والموارد الطبيعية، في تصريحات خاصة لـ “الجوهرة”، إن الشجيرات تضيف سحرًا وجاذبية إلى تركيبة الحدائق الصغيرة في المنازل، وفي فصل الربيع يُمكن أن تضيف أشجار الزينة المرتفعة – التي قد تصل إلى 10 أمتار – ازدهارًا ملحوظًا للشكل العام للحديقة؛ حيث تنمو بطريقة مثالية، ويمكنها الحفاظ على نضارتها حتى فصل الشتاء.

وأضاف “سانشيز” أن أشجار التفاح تعتبر مثالية للحدائق الصغيرة، مشيرًا إلى أنها لا تتخطى الـ 4 أمتار من حيث الارتفاع، كما تعتبر اختيارًا نموذجيًا لمناطق دول البحر الأبيض المتوسط.

ويبعث شجر أزهار الكرز أو الساكورا اليابانية، الراحة والهدوء على الحدائق، كما يُمكن استخدام أزهارها في الطعام، بينما تعد شجرة الخوخ – التي نقلها الشعب الإسباني إلى العالم – المنتمية لفئة الورود من أهم أنواع الأشجار، وأكثرها انتشارًا في البساتين، كما يبلُغ عمر الشجرة عامًا واحدًا، علمًا بأنها تحتاج تلقيحًا، مع العناية بأنواع الأعشاب المحيطة بها.

ويمكن أن تتزيّن الحديقة بشجرة “البان الزيتي” أو المورينجا، المعروفة باستخداماتها المتعددة، سواء في الطب، الطعام، أو حتى العطور، وقد يصل طولها من 7 إلى 15 مترًا، وهي تنمو في الطبيعة الحارة؛ حيث تمتلك قدرة فائقة على تحمٌل الجفاف.

وعن أهمية الأشجار، أفاد سانشيز بأن كثرة المساحات الخضراء تزيد من عملية التمثيل الغذائي، التي يقوم من خلالها النبات بالحصول على ثاني أكسيد الكربون، وزيادة كمية الأكسجين في الهواء، بالإضافة إلى إنتاجها بخار الماء الذي يساهم في تنقية الهواء من التلوٌث، الأمر الذي يُوفّر حياة آمنة للأشخاص.
واختتم أنطونيو سانشيز تصريحاته، مؤكدًا أن الأشجار بكل أحجامها، وأنواعها تُساعد في خفض درجة الحرارة المرتفعة أثناء فصل الصيف قد تصل إلى 8 درجات مئوية، إلى جانب كونها مصدًا طبيعيًا للرياح.

الرابط المختصر :