الخرف أكثر من مجرد نسيان.. رحلة داخل أعماق الدماغ

الخرف أكثر من مجرد نسيان... رحلة في أعماق الدماغ
الخرف أكثر من مجرد نسيان... رحلة في أعماق الدماغ

يعد الخرف من الأمراض العصبية التي تثير القلق والخوف في نفوس الكثيرين، وغالبًا ما يرتبط هذا المرض بفقدان الذاكرة والتدهور المعرفي، لكن الحقيقة أنه أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير.

ويمتد تأثير الخرف إلى جوانب عدة من حياة الإنسان، ويظهر بأعراض متنوعة قد تكون خفية ومضللة في البداية.

في هذا التقرير نوضح الأسباب وطرق الوقاية، وفقًا لموقع thesun

مرض فقدان الذاكرة

الخرف أكثر من مجرد نسيان... رحلة في أعماق الدماغ
الخرف أكثر من مجرد نسيان.. رحلة في أعماق الدماغ

 

على الرغم من أن فقدان الذاكرة هو العرض الأكثر شيوعًا للخرف، إلا أنه ليس العرض الوحيد. وتوجد العديد من العلامات الأخرى التي قد تشير إلى وجود هذا المرض، وغالبًا ما يتم تجاهلها أو تفسيرها على أنها جزء طبيعي من الشيخوخة.

وقد يشمل ذلك تغييرات في السلوك والمزاج، وصعوبات في اللغة، ومشكلات في الحركة والتنسيق.

علامات خفية قد تدل على الخرف

  • التغيرات المزاجية والسلوكية:

    قد يصبح الشخص المصاب بالخرف أكثر انطواءً أو عدوانية، وقد يعاني من نوبات غضب متكررة. وقد يظهر أيضًا جنون العظمة أو الهلوسة. بالإضافة إلى ذلك قد يعانون أيضًا من الأوهام، أو معتقدات غير عادية لا تستند إلى الواقع، أو سماع أو رؤية أشياء غير موجودة.

  • صعوبات في اللغة:

    قد يجد الشخص صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة، أو قد يكرر نفس الجمل أو الأسئلة. أو يركز في أشياء تبدو بسيطة مثل كسر كوب الماء أو ترك مصباح الكهرباء مضيئًا. وكلها أشياء تثير عنده نوبات من الغضب وتجعله يتلعثم في الكلام.

  • مشكلات الحركة والتنسيق:

    قد يواجه الشخص صعوبة في المشي أو القيام بمهام بسيطة؛ حيث إن الخرف يؤثر على قدرة الدماغ على الإدراك المكاني والعمق. فقد يجد الشخص المصاب بالخرف صعوبة في التعرف على الأشياء أو تفسير المعلومات البصرية. وقد يصبح غير مستقر ويواجه مشكلات في التنسيق مع تدهور المهارات الحركية مثل الجلوس والوقوف والمشي. كما تنخفض أيضًا قدرة الشخص على التصرف بسرعة أثناء السقوط.

  • تغيرات الشخصية:

    قد يصبح الشخص أكثر انعزالية أو أقل اهتمامًا بالأنشطة الاجتماعية. ويميل أكثر إلى الجلوس في غرفته ويصبح قليل الكلام. بالإضافة إلى ذلك قد يواجه صعوبة في متابعة المناقشة أو المحادثة، أو أنه غير قادر على العثور عن الكلمات المناسبة.

  • وقد يكون هذا مصحوبًا بالإحباط. بل قد يطرح الأشخاص المصابون بالخرف نفس السؤال مرارًا وتكرارًا، وينسون المعلومات التي تعلموها حديثًا، ويتصرفون كما لو كانت هذه هي المرة الأولى التي يسمعون فيها هذه المعلومات.
    مشاكل في الحكم والتفكير
    مشكلات في الحكم والتفكير

     

    فمن المعروف أن مرض الزهايمر يهاجم الحُصين، المنطقة الموجودة في الدماغ التي يتم فيها تخزين الذكريات الجديدة. وبالتالي لن يتمكن الشخص من الاحتفاظ بسلسلة من الأفكار”.

  • مشكلات الحكم والتفكير:

    مع تلف خلايا المخ تدريجيًا وتدهور الذاكرة، يتأثر التوجه نحو البيئة. وقد يعتقد الشخص أنه لا يزال موجودًا في منطقة جغرافية بينما هو ليس كذلك، أو أنه في علاقة لم تعد موجودة بعد الآن. علاوة على ذلك قد يواجه الشخص صعوبة في اتخاذ القرارات أو حل المشكلات.

  • تغيرات نمط النوم:

    مع تطور الخرف، يتعين على الدماغ أن يعمل بجهد أكبر؛ ما قد يؤدي إلى احتياج بعض الأشخاص إلى مزيد من الوقت للنوم.

    بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة النوم في الليل، الناجمة عن الخرف، يمكن أن تجعل الشخص مرهقًا ويرغب في النوم لمدة أطول خلال النهار.

    أهمية التشخيص المبكر
    أهمية التشخيص المبكر

    كما أن هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للمشاركة بشكل أقل في الأنشطة المحفزة، وهذا قد يجعلهم يشعرون بالملل ويزيد من مستويات النعاس لديهم.

أسباب التغيرات

تحدث هذه التغيرات بسبب تلف الخلايا العصبية في الدماغ؛ ما يؤثر على وظائف الدماغ المختلفة. وأكثر أنواع الخرف شيوعًا هو مرض الزهايمر، الذي يتميز بتراكم بروتينات غير طبيعية في الدماغ.

أهمية التشخيص المبكر

التشخيص المبكر للخرف له أهمية كبيرة؛ حيث يمكن أن يساعد في تأخير تطور المرض وتحسين نوعية حياة المريض ومقدمي الرعاية.

ومع ذلك، غالبًا ما يتم تأخير التشخيص بسبب عدم معرفة الناس بالأعراض المبكرة، أو  الخوف من نتائج التشخيص.

كيف يمكن المساعدة؟

نصائح للمتعايشين مع مرضى الخرف
نصائح للمتعايشين مع مرضى الخرف

 

إذا كنت تشكين في أن أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك يعاني من الخرف، فمن المهم تشجيعه على زيارة الطبيب. يمكن للطبيب إجراء تقييم شامل وتشخيص الحالة بدقة.

نصائح للمتعايشين مع مرضى الخرف:

  • كوني صبورة ومتفهمة: تذكري أن الشخص المصاب بالخرف ليس مسؤولًا عن أفعاله.
  • بسطي الأمور: استخدمي لغة بسيطة وواضحة عند التحدث مع الشخص المصاب بالخرف.
  • وفري بيئة آمنة: تأكدي من أن المنزل آمن قدر الإمكان لمنع السقوط والإصابات.
  • ابحثي عن الدعم: انضمي إلى مجموعة دعم للأشخاص الذين يعيشون مع مرضى الخرف.

في النهاية يعد الخرف مرضًا معقدًا ومتعددًا الأوجه. وفهم أعراضه المبكرة يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر والعلاج الفعّال. وتذكري أن الدعم والرعاية هما مفتاح تحسين جودة حياة الأشخاص المصابين بالخرف وعائلاتهم.

وعلى الرغم من أنه مرض مزمن، لا يزال يوجد الكثير مما يمكن القيام به لتحسين حياة المصابين به. هناك العديد من العلاجات والأدوية المتاحة التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة. بالإضافة إلى ذلك، الكثير من الموارد والدعم المتاح للأشخاص المصابين بالخرف وعائلاتهم.

الرابط المختصر :