في عالم الطب والإحصاء، يظل وزن المولود عند الولادة أحد أهم المؤشرات الحيوية التي تعكس صحة الأم والجنين على حد سواء. ومع أن الكثيرين يعتقدون أن هذا الوزن يتحدد فقط بعوامل مثل تغذية الأم أو طول فترة الحمل، إلا أن الأبحاث العلمية الحديثة تشير إلى أن جنس المولود، سواء كان ولداً أو بنتاً، يلعب دوراً ملحوظاً في تحديد الوزن عند الولادة. وفقا لما ذكرته healthline.
الذكور أثقل وزناً عند الولادة
تشير الدراسات الطبية إلى أن الذكور يولدون عادة بوزن أكبر قليلاً من الإناث. فمتوسط وزن المولود الذكر يتراوح بين 3.3 إلى 3.5 كيلوجرامات، بينما يبلغ متوسط وزن المولودة الأنثى 3.1 إلى 3.3 كيلوجرامات.
ويرجع الأطباء هذا الفارق إلى الهرمونات الذكرية التي تحفّز نمو الجنين بشكل أسرع داخل الرحم، إضافة إلى زيادة الكتلة العضلية لدى الأجنة الذكور مقارنةً بالإناث منذ المراحل الأولى للنمو.
عوامل بيولوجية وراء الفارق
يوضح أطباء النساء والتوليد أن الهرمونات الجنسية تلعب دوراً محورياً في هذه الفروق الطفيفة. فهرمون التستوستيرون لدى الجنين الذكر يحفز تكوين العضلات ونمو العظام بشكل أسرع، بينما تميل الأجنة الإناث إلى تخزين الدهون بنسبة أعلى.
كما تشير الأبحاث إلى أن المشيمة، وهي العضو الذي يربط الجنين بالأم، تختلف في كفاءتها ووظيفتها بين الأجنة الذكور والإناث، حيث تعمل بشكل أكثر نشاطاً مع الذكور مما يسهم في امتصاص أكبر للمواد الغذائية.
عوامل أخرى تؤثر في الوزن
ورغم أن الجنس عامل مؤثر، إلا أنه ليس الوحيد. فهناك مجموعة من العوامل الأخرى تحدد وزن المولود، منها:
- تغذية الأم خلال الحمل، ونوعية الطعام الذي تتناوله.
- عمر الأم وعدد مرات الحمل السابقة.
- الحالة الصحية للأم، مثل إصابتها بسكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم.
- مدة الحمل، فكل أسبوع إضافي داخل الرحم يزيد وزن المولود بنحو 200 جرام في المتوسط.
هل للوزن علاقة بصحة المولود؟
يؤكد الأطباء أن الفروق بين الذكور والإناث طبيعية ولا تستدعي القلق، طالما أن الوزن يقع ضمن المعدل الصحي الذي يتراوح بين 2.5 و4 كيلوجرامات.
ومع ذلك، قد يكون انخفاض الوزن “أقل من 2.5 كجم” مؤشراً على ولادة مبكرة أو ضعف نمو داخل الرحم، بينما الوزن الزائد قد يشير إلى سكري الحمل أو خلل في التمثيل الغذائي.
العناية قبل الولادة.. مفتاح التوازن
لضمان ولادة طفل بوزن صحي، سواء كان ذكراً أو أنثى، ينصح الأطباء الأمهات بالاهتمام بـ:
- متابعة طبية منتظمة خلال الحمل.
- نظام غذائي متوازن غني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن.
- ممارسة نشاط بدني معتدل بعد استشارة الطبيب.
- تجنب التدخين والمنبهات التي تؤثر على تدفق الدم للمشيمة.
اقرأ أيضًا: دليل الأم الجديدة للتغذية بعد الولادة.. طاقة للتعافي ورعاية الصغير
وفي النهاية، الاختلاف في وزن المواليد بين الذكور والإناث حقيقة علمية مؤكدة، لكنه لا يعد مؤشراً على تفوق جنس على آخر، بل هو نتيجة طبيعية للتباين البيولوجي والهرموني بينهما. وفي النهاية، ما يهم الأطباء والأمهات ليس الفرق في الجرامات، بل سلامة المولود ونموه السليم منذ اللحظة الأولى لولادته.





















