تربية الأطفال ليست مهمة سهلة، لكنها تجربة مليئة بالتحديات والمكافآت. يؤدي الآباء دورًا حاسمًا في تشكيل شخصية أطفالهم، وتعزيز تقديرهم لذواتهم وتوجيههم نحو السلوكيات الصحيحة.
في عالم اليوم، تزداد الضغوط والتحديات، ويصبح من المهم أن يكون الأهل مرشدين وملهمين لأطفالهم بطرق إيجابية ومؤثرة.
في السطور التالية، نقدم خمسة طرق فعالة يمكن للآباء من خلالها تعزيز احترام أطفالهم لذواتهم، وتشجيع السلوكيات الإيجابية، ووضع حدود واضحة، وتخصيص وقت نوعي معهم، بالإضافة إلى تقديم نموذج يحتذى به.
هذه النصائح تستند إلى أسس علمية وتجارب حياتية، وتوفر للأهل أدوات عملية لبناء علاقات قوية ومستدامة مع أطفالهم، تساعدهم في النمو والتطور بـبيئة داعمة ومحبة.
دعونا نتعرف على هذه الطرق، وكيفية تطبيقها بالحياة اليومية؛ لتحقيق أفضل النتائج في تربية الأطفال.
5 نصائح لـ التربية الإيجابية للأطفال
1. تعزيز احترام طفلك لذاته
يبدأ الأطفال في تطوير شعورهم بذواتهم عندما يرون أنفسهم من خلال عيون والديهم. يمتص أطفالك نبرة صوتك ولغة جسدك وكل تعبيراتك. تؤثر كلماتك وأفعالك في تقديرهم لذواتهم أكثر من أي شيء آخر.
إن الثناء على الإنجازات، مهما كانت صغيرة، سيشعرهم بالفخر، والسماح للأطفال بفعل الأشياء باستقلال، سيشعرهم بالقدرة والقوة.
وعلى النقيض من ذلك، فإن التقليل من شأن الطفل أو مقارنة طفل بآخر على نحو غير مواتٍ سيجعل الأطفال يشعرون بعدم قيمتهم.
البعد عن التصريحات المحملة بالغضب أو استخدام الكلمات كأسلحة. فالتعليقات، مثل: “يا له من أمر غبي” أو “أنت تتصرف كطفل أكثر من تصرف أخيك الصغير” تسبب الضرر تمامًا كالضربات الجسدية.
من المهم اختيار الكلمات بعناية ورحيمة. الأفضل أن يعرف أطفالك أن الجميع يرتكبون أخطاء، وأننا لا نزال نحبهم، حتى لو لم نحب سلوكهم.
2. شاهد الأطفال وهم يتصرفون جيدًا
هل توقفت يومًا لتفكر في عدد المرات التي تتصرف فيها سلبيًا تجاه أطفالنا في يوم معين؟ قد تجد نفسك تنتقدهم أكثر من أن تثني عليهم. كيف ستشعر نحو رئيس يعاملك بهذا القدر من التوجيه السلبي، حتى لو كان ذلك بحسن نية؟
إن الأسلوب الأكثر فاعلية هو ضبط الأطفال يقومون بشيء صحيح: “لقد رتبت سريرك دون أن يُطلب منك ذلك، هذا رائع” أو “كنت أشاهدك تلعب مع أختك وكنت صبورًا للغاية”. إن مثل هذه العبارات من شأنها أن تشجع على السلوك الجيد على المدى الطويل أكثر من التوبيخ المتكرر.
احرص على إيجاد شيء ما لتمدحه كل يوم. كن كريمًا في المكافآت، فحبك وعناقك وإطرائك يمكن أن يصنع العجائب، وغالبًا ما يكون مكافأة كافية. وسرعان ما ستجد نمو في السلوك الذي ترغب في رؤيته.
3. ضع حدودًا وكن متسقًا مع انضباطك
الانضباط ضروري في كل منزل. والهدف منه مساعدة الأطفال على اختيار السلوكيات المقبولة، وتعلم ضبط النفس. قد يختبرون الحدود التي تضعها لهم، لكنهم يحتاجون إلى هذه الحدود؛ لكي يكبروا ويصبحوا بالغين مسؤولين.
يساعد وضع قواعد للمنزل الأطفال في فهم توقعاتك، وتطوير ضبط النفس. قد تتضمن بعض القواعد: عدم مشاهدة التلفاز قبل الانتهاء من الواجبات المنزلية، وعدم السماح بالضرب أو الشتائم أو المضايقات المؤذية.
4. خصص وقتًا لأطفالك
غالبًا ما يكون من الصعب على الآباء والأطفال أن يجتمعوا لتناول وجبة عائلية، ناهيك عن قضاء وقت ممتع معًا. ولكن قد لا يوجد شيء يحبه الأطفال أكثر من هذا.
استيقظ مبكرًا عشر دقائق في الصباح، حتى تتمكن من تناول الإفطار مع طفلك، أو اترك الأطباق في الحوض، وتمتعوا بنزهة بعد العشاء.
غالبًا ما يسيئ الأطفال التصرف عندما لا يحصلون على الاهتمام الذي يريدونه من والديهم؛ لأنهم يلاحظون ذلك بالتأكيد.
يجد الكثير من الآباء أن تخصيص وقت مشترك مع أطفالهم أمر مفيد. خصص “ليلة خاصة” كل أسبوع لتقضيها مع أطفالك، واترك لهم القرار في كيفية قضاء الوقت. ابحث عن طرق أخرى للتواصل، وضع ملاحظة أو شيئًا خاصًا في صندوق غداء طفلك.
يبدو أن المراهقين يحتاجون إلى قدر أقل من الاهتمام الكامل من والديهم مقارنة بالأطفال الأصغر سنًا. نظرًا لوجود عدد أقل من الفرص المتاحة للآباء والمراهقين للالتقاء معًا.
يجب على الآباء بذل قصارى جهدهم ليكونوا متاحين عندما يعبر مراهقهم عن رغبته في التحدث أو المشاركة في الأنشطة العائلية. إن حضور الحفلات الموسيقية والألعاب والأحداث الأخرى مع مراهقك يعبر عن الاهتمام، ويسمح لك بالتعرف على المزيد عن طفلك وأصدقائه بطرق مهمة.
لا تشعر بالذنب إذا كنت والدًا يعمل. فالأشياء الصغيرة الكثيرة التي تفعلها، مثل: صنع الفشار، ولعب الورق، والتسوق، هي التي سيتذكرها أطفالك.
5. كن قدوة حسنة
يتعلم الأطفال الصغار الكثير عن كيفية التصرف من خلال مراقبة والديهم. وكلما كانوا أصغر سنًا، زاد عدد الإشارات التي يتلقونها منك.
قبل أن تهاجم أو تثور أمام طفلك، فكر في هذا: هل تريد أن يتصرف طفلك بهذه الطريقة عندما يغضب؟ كن على دراية بأنك تحت مراقبة أطفالك باستمرار.
كن قدوة في الصفات التي ترغب في رؤيتها في أطفالك: الاحترام، والود، والصدق، واللطف، والتسامح. أظهر سلوكًا غير أناني. افعل أشياء للآخرين دون توقع مكافأة. عبر عن شكرك وقدم الثناء. والأهم من ذلك، عامل أطفالك بالطريقة التي تتوقع أن يعاملك بها الآخرون.