اكتشف قصة «أغلى مُصلى» في العالم على متن طائرات «الخطوط السعودية»

المصلى الأغلى في العالم.. قصة "ميزانية الدول" على متن طائرات الخطوط السعودية
تحكى قصة المصلى الموجود على متن طائرات الخطوط الجوية العربية السعودية (السعودية) كواحدة من قصص الإصرار الوطني على تلبية احتياجات المسافرين

تحكى قصة المصلى الموجود على متن طائرات الخطوط الجوية العربية السعودية (السعودية) كواحدة من قصص الإصرار الوطني على تلبية احتياجات المسافرين الدينية، حتى لو تعارض ذلك مع الأعراف الدولية وكلف ميزانيات ضخمة. فالمملكة العربية السعودية تملك ما يوصف بأنه أغلى مصلى في العالم”، بميزانية تشغيلية سنوية تعادل ميزانيات بعض الدول، ويجوب العالم يوميًا منذ العام 1995.

البداية والتحديات: المصلى الذي رفضه العالم

بحسب “arabianbusiness”بدأت فكرة المصلى في العام 1994، عندما لوحظ أن بعض الركاب يضطرون للذهاب إلى أبواب الطائرات الرئيسية أو أبواب الطوارئ لأداء الصلاة أثناء الرحلات، وهو ما يعد مخالفًا صريحًا لأنظمة وقوانين سلامة الطائرات الدولية. من هنا طُرحت الفكرة: لماذا لا يكون هناك مكان مخصص للصلاة على طائرات الخطوط السعودية؟

واجهت الفكرة رفضًا من قبل مهندسي شركة بوينغ الأمريكية، الذين أكدوا أن هذا الطلب لم ينفذ في طائراتهم أو في أي شركة طيران أخرى في العالم. كان اعتراض الشركة الأساسي يرتكز على منطق اقتصادي: لماذا تلزمون أنفسكم بالمصلى بينما يطالب العالم بزيادة أعداد المقاعد؟ هذا التصميم يتعارض مع معايير الأمان والسلامة الدولية.

الدعم الملكي: صفقة كلينتون والأمير سلطان

لم تكن عقبة الرفض الفني والإداري كافية لإيقاف المشروع. دخل الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي السابق، على الخط بقوة، ليُحول المصلى إلى قرار سيادي مدعوم على أعلى المستويات.

في أكتوبر 1995، تم توقيع اتفاقية ضخمة بين الأمير سلطان والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. شملت شراء 61 طائرة. وضمن هذه الصفقة، طلب الأمير سلطان من شركة بوينغ تخصيص مصلى للمسافرين. تم تدشين وصول الطائرات الجديدة ببركة وتشجيع من الأمير سلطان نفسه.

لم يقتصر الأمر على بوينغ؛ فقد أكدت شركة إيرباص الفرنسية أيضًا أن طائراتها التابعة للخطوط السعودية، مثل طائرة إيرباص A330. تتميز بوجود مصلى فريد لا يتوفر في طائرات شركات الطيران الأخرى.

المصلى الأغلى في العالم.. قصة “ميزانية الدول” على متن طائرات الخطوط السعودية

الميزانية الفلكية: تكلفة المقاعد الضائعة

تقدر التكلفة الباهظة للمصلى ليس في ثمن إنشائه فحسب. بل في تكلفة المقاعد التي حذفت لإفساح المجال له. فبما أن المصلى يحتل مساحة عدد من المقاعد (قد تصل إلى 9 أو 12 مقعدًا في بعض الطائرات)، فإن إيرادات هذه المقاعد تحتسب كخسارة يومية.

حيث يبلغ الحساب التقريبي لإيرادات المقاعد المفقودة على وجهة واحدة (الرياض – نيويورك) خلال عام واحد (300 رحلة). حيث وصل الناتج التقريبي إلى 16 مليون ريال سعودي (حوالي 4.3 مليون دولار) في سنة واحدة وعلى وجهة سياحية واحدة فقط! تتضاعف هذه الميزانية بشكل هائل عند حسابها على مدار الثلاثين عامًا الماضية وعبر شبكة الوجهات السياحية المتزايدة يوميًا.

المصلى الأغلى في العالم.. قصة “ميزانية الدول” على متن طائرات الخطوط السعودية

المستقبل ضمن رؤية 2030

بالاضافة إلى ذلك تستمر قصة المصلى مع التطور المستمر للخطوط السعودية، التي تعد من أكبر شركات الطيران في العالم. وفي خطوة تؤكد استمرار هذا الالتزام. أكد مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية، إبراهيم بن عبدالرحمن العمر، أن الطائرات المقبلة التي هي قيد التصنيع سيكون فيها مصلى بالتأكيد، وسيتم تطويره أيضًا.

تأتي هذه الجهود في إطار خطة رؤية 2030 الحكومية الكبرى، حيث تسعى الخطوط السعودية، التي يستحوذ عليها صندوق الاستثمارات العامة. لزيادة الربط الجوي لأكثر من 250 وجهة دولية بحلول عام 2030، ومواكبة هدف وزارة السياحة بالوصول إلى 150 مليون زيارة. مع الحفاظ على هذه السمة المميزة التي تعكس الهوية الدينية للمملكة.

الرابط المختصر :