استشاري صحة نفسية: لا تُوجهوا هذه الأسئلة لهم!

تُعد مرحلة المراهقة، واحدة من المراحل العمرية التي تتسم بتغيرات عديدة، ويتحول خلالها المراهق إلى شخصية مزاجية، تتأثر بأتفه الأشياء، وتثور لأبسط الأسباب، حتى أن هناك بعض العبارات التي يرددها الأهل دون إدراك؛ تتسبب في إثارة ثورة أبنائهم المراهقين.

وحول الطريقة الصحيحة للتعامل مع المراهقين، والأسئلة التي لا يجب أن يوجهها الأهل لأبنائهم، تقول الدكتورة إيمان دويدار؛ استشاري الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، إن المراهقين يحتاجون لطريقة خاصة في المعاملة، خاصة وأن شخصيتهما في بداية مرحلة تشكيلها، وهو ما قد يسبب بعض الخلافات داخل الأسرة بين المراهقين وعائلاتهم.

وأرجعت إيمان دويدار، أسباب الخلافات التي تنشب بين العائلة والمراهقين من آن لآخر؛ لعدم تفهم الأسرة لطبيعة تلك المرحلة العُمرية، ومن بينها الكلمات التي قد تؤدي لمزيد من العصيان والتمرد لدى المراهقين.

وأشارت دويدار إلى أن جملة يوجهها الأهل للمراهق، مثل: “عليك أن تعرف مستقبلك وتختار حياتك”، من شأنها أن تُدخل المراهق في دوامة من الحيرة، خاصة وأن عقله لم ينضج بعد، ولم يصل إلى مرحلة الاختيارات المصيرية، فما زال يحاول الخلاص من مرحلة الطفولة ويتلمس طريقه نحو الشباب.

وأكدت استشاري الصحة النفسية للأطفال والمراهقين أنه من بين المغالطات التي يقع فيها الأهل دائمًا، مقارنة عصرهم بعصر أبنائهم الحالي، مشيرة إلى أن تفاصيل الحياة اليوم مختلفة عن ذي قبل، فقديمًا لم يكن هناك إنترنت، ولا هاتف محمول، ولا تطبيقات إلكترونية، وعلى الأبوين أن يُدركا أن لكل عصر مفرداته ومصطلحاته، وعليهما أن يعبرا دائمًا عن تفهمها لمقتضيات العصر الحالي.

وأكدت استشاري الصحة النفسية، أن سن المراهقة هو السن الذي يحتاج فيه الشخص لمن يوجهه بطريقة يستوعبها المراهق دون تجريح، فعلى سبيل المثال، حينما تنصحين نجلكِ المراهق بارتداء قميص معين أو تصفيف شعره بطريقة مُعينة، فإن المراهق يتلقى تلك الرسائل بشكلٍ عكسي، ويتلقاها على أنها أوامر وليست نصائح أو توجيهات، بالتالي يُمكنكِ توجيه النصيحة بشكلٍ يترك للمراهق حُرية الاختيار، ففي تلك الفترة يكون المراهق أكثر ميلًا للعدوانية، تجاه الرسائل التي يشعر أنها تحط من قدره.

وشددت دويدار على أن المراهقين يحبون أن يشعروا بقدرٍ من الحرية، مشيرة إلى أن تكرار سؤال الأسرة عن سبب خروج المراهق المستمر بصحبة أصدقاءه، يفسره المراهق بأنه تضييق على حريته، ويجب أن تجد الأسرة طريقة لمتابعة تصرفات أبنائها المراهقين، علاوة على التقرب لأصدقائهم.

الرابط المختصر :