تسلل ارتفاع ضغط الدم إلى حياة المراهقين والشباب، مخلفًا وراءه آثارًا صحية بالغة الخطورة. ولم يعد هذا المرض حكرًا على البالغين بل أصبح يهدد صحة الجيل القادم.
فيما يستدعي ذلك اهتمامًا خاصًا ووعيًا مجتمعيًا أكبر. لذا نتناول المخاطر وطرق الوقاية وفقًا لموقع onlymyhealth.
مؤشرات ضغط الدم المرتفع
في حين يشير ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة الضغط الذي يمارسه الدم على جدران الشرايين، وهو مؤشر على صحة القلب والأوعية الدموية.
وبالرغم من ارتباط هذا المرض عادةً بالبالغين إلا أن الدراسات الحديثة كشفت عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة به لدى المراهقين والأطفال.
بينما يعود السبب الرئيسي وراء هذه الزيادة إلى تغير أنماط الحياة الحديثة. حيث يكثر الاعتماد على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، ويقل النشاط البدني، وتزداد معدلات السمنة.

ارتفاع معدل الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال
كما تكمن الخطورة على المراهقين في أنه مرض صامت، لا يظهر بأعراض واضحة في مراحله المبكرة. هذا الصمت الخادع يسمح للمرض بالتقدم والتسبب في أضرار جسيمة للأعضاء الحيوية. مثل: القلب والكلى والشرايين، قبل أن يتم اكتشافه. وعندما يتم اكتشافه متأخرًا قد يكون من الصعب علاجه. ما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تهدد حياة المريض.
ويشخص ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، الذين يبلغون من العمر 13 عامًا أو أكثر، إذا تجاوز ضغط دمهم باستمرار 130/80 ملم زئبق. وبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا تختلف العتبة بناءً على العمر والجنس والطول. فيما لا يعد قياس ضغط الدم لدى الأطفال أمرًا صعبًا، ولكن نظرًا لعدم التعرف على ارتفاع ضغط الدم في هذه الفئة العمرية على نطاق واسع، فإنه غالبًا ما لا يتم تشخيصه.
في حين أظهرت دراسة حديثة، أجراها أطباء الأطفال وأطباء الكلى، أن حوالي 7.5% من الطلاب في الصفين الثامن والتاسع يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وإذا استمر هذا الاتجاه فربما نواجه وباءً من أمراض القلب والأوعية الدموية بين الشباب في المستقبل القريب.

أسباب وعوامل خطر
تتعدد الأسباب والعوامل التي تساهم في ارتفاع ضغط الدم لدى المراهقين؛ من أهمها:
- السمنة: تعد السمنة من أهم عوامل الخطر؛ حيث تؤدي إلى زيادة الضغط على القلب والشرايين.
- نقص النشاط البدني: قلة ممارسة الرياضة تزيد من خطر الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم.
- العادات الغذائية غير الصحية: الإكثار من تناول الأطعمة المالحة والمشروبات الغازية والوجبات السريعة يرفع من ضغط الدم.
- العوامل الوراثية: تؤدي العوامل الوراثية دورًا مهمًا في الإصابة بارتفاع ضغط الدم؛ إذ يرتفع خطر الإصابة به لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من المرض.
- بعض الحالات المرضية: قد يكون عرضًا لبعض الحالات المرضية الأخرى، مثل: أمراض الكلى أو اضطرابات الغدد الصماء.

الوقاية والعلاج
يمكن الوقاية منه لدى المراهقين وعلاجه بنجاح إذا تم اكتشافه مبكرًا. وتشمل طرق الوقاية والعلاج ما يلي:
- تبني عادات غذائية صحية: تشجيع المراهقين على تناول الأطعمة الغنية بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. والابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تشجيع المراهقين على ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن ساعة يوميًا.
- الحفاظ على وزن صحي: مساعدة المراهقين الذين يعانون من السمنة على فقدان الوزن الزائد.
- الفحوصات الطبية المنتظمة: إجراء فحوصات طبية دورية لضغط الدم والكشف عن أي مشاكل صحية أخرى.
- العلاج الدوائي: في بعض الحالات قد يحتاج المراهق إلى تناول أدوية لخفض ضغط الدم.

دور الأسرة والمجتمع
تؤدي الأسرة والمجتمع دورًا حاسمًا في الوقاية منه لدى المراهقين. ويجب على الآباء تشجيع أطفالهم على تبني عادات صحية، وتوفير بيئة منزلية تدعم نمط حياة صحي. كما ينبغي على المدارس والمؤسسات الصحية توعية الطلاب وأولياء الأمور بأهمية الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
وفي النهاية يعد ارتفاع ضغط الدم لدى المراهقين تحديًا صحيًا يهدد مستقبل أجيالنا القادمة. ولكن من خلال التوعية والوقاية والعلاج المبكر يمكننا حماية صحة أطفالنا ومجتمعنا. وعلينا جميعًا أن نعمل معًا لتوفير بيئة صحية لأطفالنا، ونشجعهم على تبني عادات صحية تساعدهم على العيش حياة طويلة وسعيدة.