إن الغضب الشديد قد يؤدي إلى زيادة نوبات القلب؛ حيث أعلنت دراسة تم نشرها عام 2021 بقيادة باحثين من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، قاموا بمتابعة نحو 17 ألف رجل لمدة 20 عامًا “1996-2016” للتحقق من مدى تأثير الغضب المتراكم لديهم على خطر الوفاة.
تأثير الغضب على نوبات القلب
واتضح من خلالها أن الاستياء يترك أثرًا على أجسادنا؛ ليس عاطفيًا فحسب؛ بل جسديًا أيضًا. في حين أظهرت ذلك مجموعة من الباحثين الأمريكيين، بقيادة باحثين من جامعة كولومبيا في نيويورك، في دراسة أجروها عام 2024، وكان الغرض من الدراسة هو التحقق مما يحدث لأوعية الدم لدينا عندما نشعر بالغضب أو القلق أو الحزن، مقارنة بالحالة المحايدة؛ أي دون انفعال قوي.

وحينها تم تقسيم 280 شخصًا سليمًا إلى أربع مجموعات. وتم الطلب من كل مجموعة الدخول في حالة عاطفية مختلفة لمدة 8 دقائق تقريبًا.
المجموعة الأولى دخلوا في حالة من الغضب، وذلك عن طريق تذكر حدثًا غاضبًا وأخبر عنه.
أما بالنسبة للمجموعة الثانية حالة من القلق، وذلك عن طريق تذكيرهم بحدث مثير للقلق والحديث عنه.
والمجموعة الثالثة تسودهم حالة من الحزن. والمجموعة الرابعة في حالة محايدة.
وفي غضون ذلك، قام الباحثون بربط أجهزة استشعار بأصابع المشاركين للتحقق من كيفية توسع الأوعية الدموية وتقلصها مع كل نبضة قلب. وقد أرادوا من ذلك التحقق مما إذا كان هناك تغيير في عرض الأوعية الدموية “تضييق أو تمدد” أثناء وبعد التجربة العاطفية. وذلك نقلًا عن British Heart Foundation

كما أن في الحالة المحايدة كانت الأوعية الدموية تتصرف بشكل طبيعي؛ حيث كان الدم يتدفق بشكل جيد طوال الوقت. ولكن في حالة الغضب، لا تتمكن الأوعية الدموية من العودة إلى تمددها الطبيعي بعد حدوث الانكماش الطبيعي للدورة الدموية في القلب. وبقيت ضيقة نسبيًا لمدة 40 دقيقة تقريبًا بعد التجربة المثيرة للغضب؛ ما يجعل تدفق الدم صعبًا.
تأثير الغضب على الأوعية الدموية
بينما تم العثور على علامات تلف الخلايا البطانية “الخلايا التي تبطن جدران الأوعية الدموية” في عينات الدم للمشاركين في مجموعة الغضب.
وفي المجموعات القلقة والعصبية، تم ملاحظة نفس الضيق المفرط للأوعية الدموية ولم يلاحظ أي ضرر للخلايا البطانية.
اقرأ أيضًا: وزارة الداخلية تشارك بمؤتمر ومعرض الحج في محافظة جدة
وفي غضون ذلك، يسبب الغضب تضييق مؤقت للأوعية الدموية وتلفًا لخلايا الدم الداخلية. هذه الحقيقة خطيرة خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
والذين يعانون بالفعل من ضيق الأوعية الدموية. يمكن للتضييق المتزايد الناجم عن الغضب أن يؤثر بشكل خطير على تدفق الدم إلى عضلة القلب ويسبب نوبة قلبية.