تزخر المملكة العربية السعودية بالعديد من الأماكن السياحية المدهشة التي تستحق الزيارة، وتعكس تاريخها العريق وتنوع مناظرها الطبيعية.
بينما تتراوح هذه المعالم بين المواقع التاريخية والمدن الحديثة والشواطئ الساحرة والصحراء الخلابة. والأماكن الدينية ذات الأهمية الكبيرة. وتأتي في مقدمة هذه الوجهات مدينة جدة.
أفضل الوجهات السياحية بالمملكة العربية السعودية
فيما نستعرض في “الجوهرة”، خلال السطور التالية، أفضل الوجهات السياحية التي تستحق الزيارة في المملكة العربية السعودية. حسب موقع “CNN” بالعربي، وهي:
جدة:
جدة هي من أفضل المدن السياحية في السعودية، وتلقب بـ “عروس البحر الأحمر”. لا سيما أنها تقع على شاطئ البحر الأحمر.
كما تزخر بثقافة غنية وتراث عريق يجمع بين الأصالة العربية والتطور الحضري. وفيها العديد من عوامل الجذب الثقافية والتاريخية التي تجعلها مدينة حديثة في السعودية.
في حين تتميز جدة بمزيج من المعالم التاريخية والحديثة. إضافة إلى الأماكن الرائعة، مثل: المعارض الفنية والمقاهي والمتاحف والشواطئ الهادئة والسواحل.
ومن بين معالمها الثقافية المهمة معرض “أثر” الذي يعد الوجهة المثالية في جدة لعشاق الفن. إذ يحتوي على قطع فنية رائعة، ويشكل إطارًا جديدًا للفن.
كذلك يستضيف المعارض والأحداث بانتظام مع عرض الأعمال الرائعة. مثل: الصور الفوتوغرافية والمنحوتات والمناظر الطبيعية، من كل أنحاء العالم.
يذكر أن معرض “أثر” افتتح في عام 2009، ويركز على الترويج للفن المعاصر في الدول العربية. كما تتميز مدينة جدة بالمساجد، ومن بينها المسجد العائم الذي يعد الأكثر تميزًا وتفردًا.
كما بني بطريقة يبدو كأنه يطفو على سطح البحر، ومن هنا جاءت تسميته “المسجد العائم”.
أيضًا يعرف المسجد باسم مسجد فاطمة الزهراء ويزوره ملايين السياح كل عام. فيما تشتهر جدة بحديقة الشلال الترفيهية أو متنزه الشلال. حيث يمكن قضاء يوم مليء بالمرح، لا سيما مع وجود بعض الألعاب المذهلة المناسبة للكبار والصغار على حد سواء.
إضافة إلى البحيرات الاصطناعية والشلالات الرائعة.
الرياض:
تقع الرياض، عاصمة المملكة، على هضبة صحراوية في وسط البلاد. وتضم العديد من الأبراج المميزة، بما في ذلك برج المملكة الذي يبلغ ارتفاعه 302 متر مع جسر مرتفع في السماء يربط بين البرجين.
علاوة على برج الفيصلية الذي يبلغ ارتفاعه 267 مترًا ويقع في حي الديرة التاريخي.
كما تشتهر الرياض بتجمعات التسوق الضخمة والفخمة، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات والمساحات الخضراء والمسطحات المائية.
فيما تشتمل على مزيج جميل من الأنماط المعمارية المختلفة، وبالسحر التاريخي المترافق مع المباني المعمارية الحديثة.
ومن بين معالمها التاريخية قصر المصمك الذي يقع في قلب الحي القديم، ويعود تاريخه إلى عام 1865. حيث تم بناؤه من الطين والطوب.
ويحمل هذا القصر أهمية كبيرة في المملكة، لأنه يحكي عن تاريخها وثقافتها، ويضم مجموعة من القطع الأثرية التاريخية والأعمال الفنية والمعالم السمعية والبصرية. التي تمنح الزائر رؤية ثاقبة حول تاريخ الحكام وأسلوب حياتهم.
في حين يوجد داخل الحصن مسجد وغرفة فخمة تسمى “الديوان” تتميز بتصميمات داخلية فاخرة.
المدينة المنورة:
المدينة المنورة هي من أهم المدن الدينية والثقافية في المملكة العربية السعودية. ويعود تاريخها إلى زمن بعثة الرسول وحياته، وبعضها يرتبط بوقائع ذات أهمية دينية وتاريخية.
كما تزخر المدينة المنورة بالأماكن الدينية والثقافية والتاريخية التي تجعلها تستحق الزيارة. وأهمها المسجد النبوي، أكبر مساجد العالم، الذي يحظى بأهمية كبيرة في الدين الإسلامي.
بني هذا المسجد على يد الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما هاجر إلى المدينة المنورة من مكة المكرمة. ويمكن لمليون مصلٍ أن يؤدوا الصلاة. علمًا بأن المسجد لا يغلق أبدًا ويشتهر بهندسته المعمارية والمنبر الرخامي والمظلات المستطيلة المزودة بمحركات.
ومن الأماكن الأخرى التي يجب زيارتها في المدينة المنورة متحف المدينة المنورة. الذي يحتوي على معروضات من زمن الرسول-صلى الله عليه وسلم- وينقل كل المعلومات التاريخية المتعلقة به.
كما يعرض المتحف نموذج المسجد النبوي ومراحل تطوره المختلفة. وكذلك التصميم الداخلي للمقبرة الموجودة داخل المسجد وتخطيطها.
أبها:
أبها هي من أكثر المدن الخلابة في المملكة. وتستقطب السياح الذين يحبون استكشاف التضاريس الجبلية. وترتفع حوالي 2270 مترًا عن مستوى سطح البحر.
والمناخ في أبها معتدل على مدار العام، وهي مكان رائع لقضاء العطلات، لا سيما مع الأماكن التاريخية، مثل: الحصون والمواقع التراثية.
ومن بين معالمها السياحية: متحف عسير الإقليمي الذي ي مثاليًا للتعرف على تاريخ أبها. خاصة أنه يركز على الترويج للثقافة والتراث في المنطقة.
ويعرض المتحف تطور المنطقة في مختلف المراحل والتواريخ. ويمكن رؤية مختلف الحرف اليدوية جنبًا إلى جنب التحف القديمة والأثريات في هذا المتحف الذي يعرض أسلوب حياة الناس من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث.
وأيضًا الجبل الأخضر الواقع في الجزء الجنوبي من المدينة. حيث يمكن الاستمتاع بالمناظر الخلابة وجمال التلال.
الدمام:
تعد الدمام ملكة مدن السعودية وعروس مدن الخليج العربي، فهي من أشهر مدن المملكة. وكانت في السابق مدينة صغيرة تتكون من قرى صغيرة، فيما أصبحت الآن سادس أكبر مدينة في السعودية.
وتتميز الدمام بالشواطئ والموانئ والجزر الخلابة، والأماكن التاريخية والثقافية وبعض المتنزهات الترفيهية. والدمام هي عاصمة المنطقة الشرقية وأشهر المدن التي تتمتع بالعديد من المعالم الطبيعية والسياحية والأثرية الرائعة.
ومن بين أفضل الأماكن للزيارة فيها كورنيش الدمام الذي يتميز بإطلالة رائعة على البحر. والمعالم الثقافية والتاريخية القريبة.
بينما يمتد الكورنيش من شاطئ العزيزية إلى جزيرة تاروت، وتحيط به مساحات خضراء جذابة. وهو مكان رائع لتأمل جمال البحر وغروب الشمس.
أما القرية الشعبية The Heritage Village فهي من معالم مدينة الدمام الفريدة، ومكان رائع للزيارة. لا سيما مع سيطرة الأجواء القديمة وعروض القطع الأثرية وأشياء أخرى من العصور التاريخية.
كما تشتهر القرية بتقديم الأطعمة السعودية المحلية المتنوعة ذات الجودة العالية. وأيضًا شاطئ نصف القمر، أحد أشهر الشواطئ في الدمام. الذي يوفر أجواء هادئة مع مناظر ساحرة. وهو مكان مثالي للابتعاد عن ضوضاء المدن.
الأحساء:
تقع الأحساء بين الرياض والدمام، وتمثل موطنًا لأكبر الواحات الطبيعية في العالم. وهي: ميناء بري ملون ومركز تجاري له تاريخ طويل.
وكانت الأحساء ذات يوم محطة للتجار والقوافل الذين يسافرون إلى طرق التجارة القديمة. وهي ملاذ لهواة التاريخ لأنها مليئة بآثار الاستيطان البشري التي تعود إلى العصر الحجري الحديث.
وعند زيارة الأحساء لا بد من المرور بسوقها المهيبة والمدينة القديمة، حيث قصر إبراهيم وبيت البيعة حين تعهد الناس بالولاء لمؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة. وقصر إبراهيم هو تحفة معمارية تم تشييدها في عهد الدولة السعودية الأولى.
كذلك ينبغي زيارة مسجد جواثا، الذي يقال إنه أول مسجد تم تشييده في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. وبنته قبائل بني عبد القيس، إضافة إلى البحيرة الصفراء الغامضة. علمًا بأن الدفع الرباعي هو الطريقة الوحيدة للوصول إلى البحيرة.
كما أن البحيرة الصفراء هي من المصادر الطبيعية القليلة جدًا للمياه وسط التضاريس المهجورة في المملكة العربية السعودية. وتغطي مساحة 12 كيلو مترًا عبر الكثبان الرملية.
نمو قطاع السياحة في المملكة
في حين شهد قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية تطورات رهيبة ونموًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة. ومن المؤشرات التي تؤكد ذلك حجم المبيعات في الفنادق؛ إذ حقق قطاع الفنادق في المملكة مبيعات بلغت قيمتها 15.684 مليار ريال خلال عام 2024.
كما حقق هذا القطاع نموًا سنويًا بنسبة 6%. يعكس هذا النمو والاستقرار النسبي في السوق زيادة المنافسة وارتفاع المعروض من الفنادق.
فيما يأتي هذا الأداء القوي لقطاع الفنادق مدعومًا بمبادرات حكومية طموحة واستثمارات ضخمة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية السياحية في المملكة. وترسيخ مكانتها كوجهة سياحية عالمية رئيسية.
بينما يستند القطاع السياحي في السعودية إلى رؤية 2030 الطموحة. التي تركز بشكل كبير على تعزيز البنية التحتية وتطوير وجهات سياحية متنوعة وجذابة.
وأسهمت المشاريع الكبرى، مثل: “بوابة الدرعية”، و”مطار الملك سلمان الدولي”، و”طيران الرياض”، في دعم هذا القطاع وتعزيز نموه.
ارتفاع قيمة مشاريع الفنادق
بالإضافة إلى ذلك تجاوزت قيمة مشاريع الفنادق التي يدعمها صندوق التنمية السياحي 33 مليار ريال. ما يثبت حجم الاستثمارات الضخمة التي تضخ في هذا القطاع.
كذلك تستهدف المملكة رفع عدد الغرف الفندقية المتاحة إلى 675 ألف غرفة بحلول عام 2030، بما في ذلك 120 ألف غرفة في مدينة الرياض وحدها.
وبلغ متوسط حجم العملية الشرائية في الفنادق 422.73 ريال. وهذا يدل على تمكن القطاع من جذب مختلف الفئات من السياح وتلبية احتياجاتهم المتنوعة. ويشير هذا المتوسط إلى أهمية تعزيز المعروض من الفنادق والشقق الفندقية لتلبية الطلب المتزايد على زيارة المملكة.
استقبال 150 مليون زائر سنويًا بحلول 2030
وتتجه المملكة بخطى ثابتة نحو استقبال 150 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030. وخصصت استثمارات ضخمة تتجاوز 500 مليار دولار لتطوير وجهات سياحية جديدة ومتنوعة.
فيما تهدف هذه الاستثمارات إلى منع “السياحة المفرطة”. وتعزيز التوزيع المتوازن للزوار على مختلف الوجهات السياحية في المملكة.
كما تستهدف المملكة زيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10%. ما يساهم في دعم النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل.
وتسعى المملكة من خلال هذه الجهود إلى ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم.
السعودية تستقبل 17.5 مليون سائح خلال 7 أشهر
وحسب ما ذكره موقع “العربية” شهدت مختلف الوجهات السياحية في المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد السياح الدوليين خلال عام 2024. إذ بلغ عدد السياح الوافدين إلى المملكة من الخارج نحو 17.5 مليون سائح خلال أول 7 أشهر من عام 2024.
جدير بالذكر أن صندوق النقد الدولي أشاد في سبتمبر الماضي بالإنجازات والقفزات الكبيرة وغير المسبوقة التي حققها قطاع السياحة بلمملكة في إطار رؤية السعودية 2030.