قضى معظم حياته في محاولة لتنفيذ أعماله الأدبية المبدعة في السينما أو الدراما، فمع كل كتاب يسرد حكاياته ومع كل رواية يكتبها يزداد حلمه بتحويلها إلى عمل فني، ليتحقق حلمه بعد الوفاة.
بعد رحيل الكاتب المصري أحمد خالد توفيق في أبريل 2018، اتجهت الأنظار إلى أعماله بشكل أكبر وبدأت تحصل على اهتمام كبير من قبل المنتجين والمخرجين سواء على المستوى المحلي أو العالمي.
وبدأ أحمد خالد توفيق في الدخول إلى العالم الفني بعد رحيله بعام، لتكون المجموعة القصصية التي نشرها في 27 يناير 2010 وتسمى «حظك اليوم» النقطة الأولى في تحويل حلمه إلى حقيقة، إذ تم تحويلها إلى مسلسل درامي يحمل اسم «زودياك» وهو واحد من الأعمال الدرامية التي تشارك في موسم رمضان 2019 الحالي.
مجموعة «حظك اليوم» القصصية تنتمي إلى قائمة أدب الرعب، فهي تتناول قصص أشخاص يموتون وفق أبراجهم الفلكية، بينما يجسد دور هؤلاء الأشخاص في مسلسل «زودياك» كل من «أحمد خالد صالح، أسماء أبو اليزيد، هند عبد الحليم، خالد أنور، مي الغيطي».
ولم تتوقف مسيرة حلم الأديب والروائي أحمد خالد توفيق عند هذا الحد، لينتشر خبر مفاجئ بين جمهور الراحل يعلن وصوله إلى العالمية بعد الوفاة من خلال تحويل سلسلة روايات «ما وراء الطبيعة» إلى عمل درامي ضخم.
وخرجت شبكة Netflix العالمية بهذا التصريح المفاجئ، معلنة اختيارها سلسلة «ما وراء الطبيعة» لتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني في خطوة تعد الأولى من نوعها لهذه الشبكة في مصر، فلم تشارك هذه المنصة العالمية في الوطن العربي إلا بفيلمين فقط من الأردن، وهما «جنى» و«مدرسة الروابي للفتيات».
وأكدت Netflix أن المسلسل سيكون من إنتاج محمد حفظي، وإخراج عمرو سلامة، معربة عن سعادتها بتقديم مسلسل رعب مصري مقتبس من مجموعة قصصية شهيرة حققت أعلى مبيعات في مصر.
من جانبه، كشف محمد خالد توفيق، نجل الراحل أحمد خالد توفيق، عن كواليس التوصل إلى هذا الاتفاق الضخم، موضحًا أن المخرج عمرو سلامة سعى كثيرًا لتحويل سلسلة «ما وراء الطبيعة» لعمل درامي بصورة تليق بها، حتى تواصل مع شبكة Netflix التي رحبت بالأمر وأعجبتهم الفكرة.
كما أشار إلى أنه من المقرر أن يبدأ تصوير بنهاية 2019، حتى يكون جاهزًا للعرض في مطلع 2020، على أن يكون للمسلسل مواسم أخرى بالتتابع.
وكشف المخرج محمد سلامة عن سعادته البالغة بهذا الأمر، قائلًا «أنا في غاية الحماس لهذا المشروع؛ حيث كان حلمي من بداية مشواري في صناعة الأفلام هو تحويل روايات ما وراء الطبيعة وتقديمها برؤية مختلفة مع الاحتفاظ بروح ما وراء الطبيعة، ولا أستطيع الانتظار لتقديم هذه القصص المثيرة إلى جمهور نتفليكس في 190 دولة حول العالم».
كان الأديب الراحل أحمد خالد توفيق أصدر أولى روايات سلسلة «ما وراء الطبيعة» عام 1993م، ليواصل نشر 80 عدد منها حتى عام 2014م، وتدور حول ذكريات شخصية خيالية لطبيب أمراض دم مصري متقاعد «رفعت إسماعيل» مع مجموعة من الحوادث الخارقة للطبيعة التي واجهته أثناء مشوار حياته وربطته مع أشخاص من دول مختلفة.