يشهد قطاع الجراحة التجميلية في منطقة الخليج نمواً قوياً مدفوعاً بزيادة الطلب، وتغير متطلبات المرضى. ففي المملكة العربية السعودية، حقق سوق عمليات الجراحة التجميلية نحو 907.1 مليون دولار أمريكي في عام 2023. ومن المتوقع أن يتضاعف
الرقم بحلول عام 2030.
ورغم أن الجراحة التجميلية غالباً ما ترتبط بعمليات شد الوجه أو العلاجات غير الجراحية، فهذا التخصص يتجاوز مسألة المظهر. فهذه الجراحة تساهم بدور بالغ الأهمية في مساعدة المرضى على التعافي من الإصابات، والحروق، والتشوهات الخَلقية، والأمراض. وتجمع بين الدقة الطبية والمهارة لاستعادة الشكل والوظيفة.
وفي هذا السياق، تسلط كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا، الضوء على التوازن المهم بين الرعاية الترميمية والجمالية. كما تستعرض المسار الأكاديمي والمهني ليصبح الطالب جراح تجميل مؤهلاً بالكامل.
جاذبية جراحة التجميل
لا تقتصر جراحة التجميل على تعزيز الجمال والثقة بالنفس، بل تتجاوز ذلك إلى استعادة الوظائف الجسدية وتحويل حياة المرضى. وهذا ما يجعل هذا التخصص مساراً مهنياً جاذباً للأطباء الطموحين.
تشمل جراحة التجميل مجموعة واسعة من الإجراءات، بدءاً من الجراحات الميكروسكوبية الدقيقة وصولاً إلى التحسينات التجميلي الاختيارية. ويتيح العمل في هذا المجال فرصاً للتعاون مع متخصصين من مجالات أخرى مثل الجراحة العامة، وأمراض النساء، وجراحة الأعصاب.
كما أن جراحة التجميل تترك أثراً عميقاً على حياة المريض من الجانبين الجسدي والنفسي. إذ تساعد هذه العمليات المرضى على استعادة مظهرهم، وإحساسهم بالهوية، وثقتهم بأنفسهم، وصحتهم العامة.
ويصنَّف جراحو التجميل بين أعلى التخصصات الطبية أجراً، حيث يتطلب المجال سنوات طويلة من التدريب وخبرة جراحية واسعة. ورغم أن الحوافز المالية ليست الدافع الوحيد لاختيار الأطباء لهذا التخصص. فهي قد تتماشى مع الشغف الحقيقي لحل المشكلات المعقدة وإحداث أثر ملموس ودائم في حياة المرضى. بالنسبة للكثير من جراحي التجميل، يجمع هذا المجال بين الإشباع المهني والاستقرار المالي.
الطريق إلى الاحتراف والتخصص في جراحة التجميل
يبدأ المسار نحو التخصص في جراحة التجميل بالحصول على شهادة الطب من جامعة معترف بها. ويستغرق ذلك عادةً ما بين 4 إلى 6 سنوات من الدراسة. تشمل المراحل التمهيدية والدراسة السريرية في المستشفيات، وذلك بحسب الخلفية الأكاديمية للطلاب.
وبعد التخرج، يتعين على الأطباء الطموحين اجتياز الامتحانات الوطنية للترخيص الطبي لممارسة المهنة. بعد الحصول على الترخيص، ينضم الأطباء عادةً إلى برنامج الإقامة الطبية (التدريب العملي). الذي قد يبدأ في الجراحة العامة أولاً أو مباشرةً في جراحة التجميل، وذلك وفقاً لهيكلية التدريب في كل دولة.
وتمتد فترة الإقامة عادةً من خمس إلى سبع سنوات، يحصل خلالها الأطباء على تدريب عملي مكثف في مجال الجراحة. وعند إتمام البرنامج، يجب على المرشحين اجتياز امتحانات البورد أو شهادات التخصص التي تجريها الهيئات المهنية المختصة ليصبحوا مؤهلين بالكامل كجراحي تجميل.



















