تعتبر الثقة بالنفس ركيزة أساسية لتحقيق النجاح والسعادة في الحياة. إنها بمثابة الوقود الذي يدفعنا إلى الأمام، ويمكّننا من مواجهة التحديات بثقة واقتدار. ولكن، ما هي؟ وكيف يمكننا تعزيزها؟ وما العوامل التي تؤثر سلبًا على ثقتنا بأنفسنا؟ في هذا المقال، سنتناول هذه الأسئلة بالتفصيل، ونسلط الضوء على أهم الخطوات التي يمكننا اتباعها لزيادة ثقتنا بأنفسنا. وفقًأ لـ psychologytoday.
ما الثقة بالنفس؟
الثقة بالنفس هي تقدير الفرد لقدراته وإمكاناته. عندما تكون عالية، تمكن الفرد من اتخاذ قرارات صائبة، ومواجهة التحديات، وبناء علاقات صحية. أما انخفاضها فيؤدي إلى تجنب المواقف الصعبة، والحساسية للنقد، والشعور بالقلق، والانطواء الاجتماعي، وقد يصل الأمر إلى مشكلات صحية مثل الاكتئاب والقلق”.
وكذلك التمتع بثقة نفس عالية من الأمور الضرورية في الحياة؛ لأنه يساعد على اتخاذ قرارات إيجابية في الحياة اليومية، ويمنح الشجاعة لمواجهة التحديات، وبناء علاقات اجتماعية صحية، بينما يؤدي تدني ثقة الإنسان بنفسه إلى سلسلة من المشكلات التي يواجهها، والتي قد تنتهي بأمراض مثل الاكتئاب والقلق، وتشمل الآثار السلبية لانخفاض الثقة بالنفس ما يلي:
- تجنب المواقف الصعبة.
- الحساسية للنقد.
- الشعور بالقلق والتردد في اتخاذ القرارات.
- الانسحاب من المواقف الاجتماعية.

أسباب انعدام الثقة بالنفس
غالبًا ما ينتج تدني الثقة بالنفس من الخبرات والتأثيرات المتنوعة التي يتعرض إليها الفرد منذ الطفولة، وتشمل أسباب انعدام الثقة بالنفس ما يلي:
- سوء المعاملة: العلاقات المؤذية والصعبة مع الوالدين في الطفولة والبلوغ، مثل الإساءة الجسدية والعاطفية التي تعد عاملًا رئيسًا في تدني احترام الذات.
- التفكير السلبي: التفكير المتشائم والعقلية الراكدة يقللان من احترام الذات؛ لأنه يغرق العقل في الأفكار السلبية، مع توهم الشخص أنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية أو أنه لن يحدث له أي شيء إيجابي في حياته.
- أحداث الحياة: بعض الأحداث قد تقلل من الثقة بالذات، مثل الفشل في بعض المهام الدراسية.
- المعايير الاجتماعية: تؤثر المعايير الاجتماعية مثل صورة الجسد والمظهر الخارجي على ثقة المرء بنفسه.
- تحديد الأهداف: تحديد الأهداف ضرورة للنجاح. لكن عندما تكون الأهداف غير واقعية أو لا تتحقق يشعر الإنسان بفقدان الثقة في النفس.
خطوات لزيادة الثقة بالنفس
يمكن بناء تلك الثقة في النفس وتقويتها من خلال استخدام بعض المهارات، والمطلوب تحديدًا هو كتابة العناصر التالية، وتطبيقها تدريجيًا في الحياة اليومية، وينصح باستخدام دفتر ملاحظات خاص لتدوين المواقف اليومية، ومراجعتها، وهكذا يمكن بناء ثقة الإنسان بنفسه ورفعها، وتشمل الخطوات ما يلي:
1- اكتب قائمة بالأشياء التي تعجبك في نفسك
قد يكون من الصعب على شخص ما أن يجلس ويفكر في صفاته الجيدة وما يمتلكه من مهارات وقدرات تميزه عن الآخرين، لكن الاعتراف بتلك الأمور يمكن أن يحسن من الحديث مع النفس.

2- الحياة الإيجابية
من الخطوات المهمة في رفع الثقة في النفس هي العيش بأسلوب حياة إيجابي عن طريق فعل أشياء صغيرة بانتظام يوميًا مثل:
- الاحتفال بالنجاحات حتى لو كانت صغيرة مثل ترتيب الغرفة أو التخلص من التراكمات أو النجاح في اختبار ما.
- تقبل المجاملات من المحيطين على سبيل المثال إذا قال أحدهم “أعجبتني ملابسك” فالرد المناسب هو “شكرًا”. وليس “حقًا، لا أعتقد أنها جيدة”.
- سؤال المقربين عما يعجبهم في شخصيتك،
- تدوين تلك الصفات في مفكرة.
- استخدم مذكرات الامتنان لتدوين الأشياء البسيطة التي تجعل الإنسان يشعر بالامتنان.
3- العناية بالنفس
العناية بالنفس عن طريق الاهتمام بالصحة الجسدية، والعقلية يعد العامل الأهم في تعزيز الثقة بالنفس؛ لذلك تؤدي الخطوات التالية إلى تغيير كبير في الشخصية، والتي يمكن ملاحظته في غضون أيام قليلة. ومع الممارسة المنتظمة تزداد الثقة بالنفس:
- محاولة الحصول على قسط كافٍ من النوم؛ لأن اضطرابات النوم تؤدي إلى الشعور السلبي، وتزيد من التعب.
- النظام الغذائي الصحي يعزز من الصحة العقلية، ويساعد على استقرار نسبة السكر في الدم؛ ما يؤدي إلى تحسن المزاج، ورفع مستويات الطاقة بالإضافة إلى تحسين صحة البشرة والشعر.
- النشاط البدني وممارسة الرياضة لعدة دقائق في اليوم تعزز من الصحة الجسدية، والعقلية. وترفع مستويات إرضاء النفس عن طريق تحسين شكل القوام.
- قضاء بعض الوقت في الطبيعة مثل النزهات في الحدائق أو السير على الشاطئ.

4- التوقف عن إرضاء الناس
قد يشعر الشخص الذي يعاني من ضعف الثقة بالنفس بأنه ملزم بقول نعم لجميع المطالب لمن حوله؛ حيث يضع مساعدة الآخرين أولوية قبل حاجاته؛ ما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتوتر؛ لذلك قول “لا” قد يساعد على رفع تقدير الذات في بعض الأحيان.
5- الخروج من منطقة الراحة
يبدو هذا الأمر صعبًا للغاية خاصة للشخص الذي لا يثق بنفسه والذي يفضل البقاء في منطقة الراحة الخاصة به، ويتجنب خوض أي تجارب جديدة او تحديات، وهو ما يزيد من انخفاض ثقته في نفسه.
6- التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين
لا يجب ربط التقدم الدراسي أو العملي أو الاجتماعي بمستوى الآخرين؛ حيث سيكون هناك دائمًا شخص آخر يستطيع تحقيق المزيد من النجاح، وهذا لا يعني الفشل، بل يعني أن كل شخص في الحياة لديه مساره الخاص، ولديه الحق في السعي لتحقيق أهدافه. ليس من السهل التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين، لكن الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون الخطوة الأولى لتعزيز ثقة الإنسان بنفسه، ويجب على المرء أن يتذكر دائمًا أن الأشخاص يشاركون الجزء الجيد فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

7- وضع حدود في العلاقات
يجب وضع حدود في العلاقات الشخصية والمهنية للحصول على تقدير أعلى للنفس، مثل الحدود التي تعبر عن القيم والمبادئ الخاصة، وأسلوب التعامل مع الآخرين، وما هو الحد المسموح به في هذا التعامل لتجنب أي تقليل من الاحترام.
8- الابتعاد عن الأشخاص السلبيين
يجب وقف الأفكار السلبية و الابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يملكون تأثيرًا ضارًا على المزاج. مثل هؤلاء الأشخاص الذين يتفننون في السخرية من الآخرين وذكر عيوبهم.
شاهد أيضًا: 6 أسباب لبرودة القدمين.. أبرزها القلق والتوتر
لا شك أن معاناة الشخص من ضعف ثقته في نفسه ستؤدي به إلى الفشل في مسارات الحياة المختلفة. لذلك كانت من الضروري اتخاذ خطوات جادة للتخلص من تلك المشكلة، وبناء الثقة في النفس من جديد.