في رحلة الأدب السعودي، تشرق نجوم لامعة، تمضي خطوات ثابتة، وترسم لوحات إبداعية ساحرة. ومن بين تلك النجوم، تبرز المرأة السعودية بأدبها المؤثر وإبداعها المتميز، لتثبت أنها ليست فقط جزءًا من المشهد الثقافي، بل عنصرًا فاعلًا ومؤثرًا فيه.
الكاتب السعودي عبد الرحيم الصبحي، تحدث لموقع “الجوهرة”، قائلًا: الأدب هو نتاج إنساني عام، يشارك في كتابته الرجل والمرأة، ممن يملك مقوماته الفنية.
خاص للجوهرة| الكاتب عبد الرحيم الصبحي: المرأة السعودية أيقونة الإبداع في الأدب
وأكد أن المرأة السعودية لم تكن فقط متفاعلة مع التحولات الثقافية والاجتماعية، بل كانت فاعلة ومؤثرة فيها، مساهمة في إثراء الأدب السعودي والعالمي.
كما أكد “الصبحي” أن الأدب هو نتاج إنساني عام يشارك في كتابته الرجل والمرأة، ممن يملكون مقوماته الفنية.
وأوضح أنه يمكن لنا استنطاق علاقة المراة السعودية بالأدب من جهتين: الأولى، أديبة وممارسة لفنون الأدب، والثانية كتوجه الأدب لخدمة وصفها والتغزل بها والحديث عن الموضوعات التي تهمها.
ففي الأولى، يمكن التأريخ لبدايات دخول المرأة مجال الأدب بمطلع ستينيات القرن العشرين، والتاريخ الذي ارتبط بانفتاح المجتمع على الثقافة العربية والعالمية.
وأضاف، أن نمو هذا الأدب تدرج بموازاة ذلك الانفتاح؛ حيث انحصر في البداية بمن أتيح لهن التعلم خارج البلاد. إذ صدرت معظم الروايات النسائية السعودية في الستينيات والسبعينيات الميلادية – إن لم تكن كلها – خارج البلاد.
ونبه “الصبحي” من أن أدب المرأة لم يكن مستقلًا عن التحولات الثقافية والاجتماعية، بل كان متفاعلًا معها وفاعلًا فيها، فقد اضطرت السعوديات للكتابة بأسماء مستعارة. فعلى سبيل المثال، كتبت الروائية سميرة خاشقجي، روايتيها “ودعت آمالي” و”ذكريات دامعة” تحت اسم “بنت الجزيرة”. وفي الثمانينيات، نشرت الشاعرة هيا العريني، كتاباتها في الصحف، تحت اسم “غيداء المنفى”.
خاص للجوهرة| الكاتب عبد الرحيم الصبحي: المرأة السعودية أيقونة الإبداع في الأدب
وشدد “الصبحي” على أن ازدهار الكتابة السعودية كان مرتبطًا بالنهضة التعليمية التي تبنت تحولات ثقافية مكنت الأسماء النسائية من أخذ مكانها في الساحة الإبداعية، وتنوع إنتاجها بين الشعر والقصة القصيرة والرواية.
وأضاف، أن في الثمانينيات، أطلقت ذروة النتاج النسائي الإبداعي، إذ قدمت للساحة الإبداعية أسماء تركت أثرًا نوعيًا على الصعيد المحلي والعربي، مثل: أشجان الهندي وهيا العريني في الشعر، وعائشة الخميس وليلى الجهني في السرد.
ولفت “الصبحي” إلى أن المرأة السعودية استطاعت مؤخرًا حصد العديد من الجوائز العربية والإقليمية. ففي مجال الرواية والقصة، نالت أمل الفاران، جائزة الشارقة عن روايتها “روحها الموشومة به”، ونالت أميمة الخميس، جائزة نجيب محفوظ للأدب عن روايتها “مسرى الغرانيق في مدن العقيق”. وحملت رجاء عالم، الأدب السعودي للعالمية بحصولها على جائزة “البوكر” عن روايتها “طوق الحمام”، وترجمت أعمالها للغة الإنجليزية والإسبانية.
وفي مجال الشعر، أوضح “الصبحي” أن الشاعرة السعودية استطاعت أن تلائم بين مكتسبات مجتمعها ومتطلبات طبيعتها الاجتماعية. فالمرأة الشاعرة تتوق إلى التغيير، وتتحفز للمواجهة، وتبحث عن الحضور. كما أنها في الوقت نفسه، تسعى إلى التأثير فيمن حولها وتسهم في حل مشاكلهم.
وأضاف أن من أوائل الشاعرات البارزات كانت ثريا قابل، التي تولت عام 1985م، رئاسة تحرير مجلة “زينة” النسائية العربية التي تصدر في باريس. كما أسهمت ثريا قابل، في إحياء الأمسيات الشعرية مع غيرها، مثل: الشاعرة سلطانة السديري.
وقد حلت الجمعيات الخيرية النسائية مقام النوادي الأدبية في احتواء النشاط الأدبي النسائي ونشر الوعي الفني بين سيدات المجتمع وفتياته.
وأشار “الصبحي” إلى أن الشاعرة ثريا قابل، أصدرت ديوان شعر بعنوان “الأوزان الباكية”، وجعلت من قضايا الوطن العربي الكبير وتحريره متنفسًا للتعبير عن أفكارها.
وقال: إن من الشاعرات البارزات أيضًا الدكتورة مريم البغدادي، وهي متخصصة في الأدب ولها دراسات ومقالات كثيرة فيه، بالإضافة إلى أكثر من كتاب في الأدب بين مؤلف ومترجم. وصدر لها ديوان بعنوان “عواطف إنسانية”؛ حيث تقول في قصيدة لها بعنوان “رفقا بفؤادي”:
“يـتلـظى قـلـبـي بـغـرامي
وكؤوسي فرغت من مائي
أرفـيـقـي رفـقـا بـفـؤادي
هـدمــت سـروري وهـنائي
نـاديــت بـقـلـبي وعيوني
أتـراك ستسمـع أصـدائي
تـتـعـثر خطـواتـي حـيرى
يمـنـعـني خـوفـي وحيائي”
وفي الختام، أكد “الصبحي” أن هذه الإنجازات أثبتت أن المرأة السعودية، ليست فقط جزءًا من المشهد الثقافي، بل عنصرًا فاعلًا ومؤثرًا فيه، مستمرة في رحلة الإبداع والتألق.
اقرأ أيضًا:
إطلاق تحدي صناعة الأفلام خلال 48 ساعة بمشاركة 15 فريقًا سعوديًا