مؤلفة مسلسل الشرار "لمياء العتيبي" لـ"الجوهرة": سعيدة بأنني استطعت أن ألامس أحاسيس الجمهور.. وهذا سبب اختيار اللهجة البيضاء
مسلسل الشرار
كاتبة روائية وسينارست وشاعرة، حاصلة على بكالوريوس علم اجتماع وخدمة اجتماعية وعلى الماجستير بالتنظيم والإدارة في الخدمة الإجتماعية، وتحضر لرسالة الدكتوراة، بدأت رحلتها في كتابة السيناريو عام 2008 وكان أول عمل درامي لها "غلطة نوف" عن روايتها معاناة وانتقام، وفي عام 2013 كان ثاني أعمالها مسلسل المجهولة وأخيرًا مسلسل الشرار، إنها المؤلفة لمياء الزيادي العتيبي.
مسلسل الشرار الذي احتل المرتبة الثالثة في نسب المشاهدة عبر منصة "شاهد"، كان آخر أعمال المؤلفة لمياء.
وتدور أحداث هذا المسلسل في حقبة زمنية تعود إلى أكثر من 100 عام، على بقعة من البادية في الطريق ما بين الحجاز ونجد، حيث تجتمع الفروسية مع العشق والشعر، إلى جانب القيم الأصيلة والأحداث المليئة بالتشويق.
والتقت مجلة "الجوهرة" بالكاتبة لمياء الزيادي العتيبي مؤلفة مسلسل الشرار لتكشف لنا كواليس المسلسل وقصته وهل له جزء ثان في الفترة المقبلة أم لا وعن التحديات التي واجهتها.
وإلى نص الحوار..
ما هي الأفكار أو المصادر الملهمة التي ألهمتك لكتابة مسلسل "الشرار"؟ولماذا اخترتي البيئة البدوية تحديدًا؟
كثرة جرائم الشرف وغسل العار في عالمنا العربي والتي راحت ضحيتها الكثير من النساء ظلمًا وبهتانًا، فاخترت أن أناقش هذه القضية بنظرة الباحثة الاجتماعية قبل الكاتبة الأدبية والسينارست، خاصة أن جرائم الشرف تواردت لنا عبر العصور وفي كل المجتمعات القديمة والحديثة، ولكي أجذب كافة فئات المجتمع العمرية لمتابعة العمل بشكل يليق مع قيم وعادات المجتمع العربي، اخترت أن تكون بيئة بدوية لحبي لتراثنا البدوي الذي لم نترجمه بأعمال درامية حتى الآن،و كي نجذب كبار السن ونجذب الفئة الشبابية بالأحداث التي بها إثارة وتشويق ومفاجئة فإذا اجتمعت هذه العناصر فأننا نجذب المشاهد ونطرح مانريده من افكار وقيّم بطريقة سهلة وسلسلة وأسلوب يتقبله الجميع دون تمطيط بالأحداث.
مسلسل الشرار
لماذا تم اختيار اللهجة البيضاء بدل اللهجة البدوية القديمة؟
كي يفهمها كافة العالم العربي حتى تصل الرسالة السامية والهادفة من هذا العمل فنحن في المملكة نتحدث عدة لهجات ولا نفهم للهجات بعضنا البعض الا باللهجة البيضاء فكيف بباقي البلدان العربية .
هل العمل عن قصة حقيقة كما تناقله البعض؟
العمل عن قصة من وحي الخيال ولم تعرف قصة منيفة وجميع شخصيات و أحداث العمل الا من بعد ظهور الشرار على الشاشة، ولو حرك البعض محركات البحث للبحث عن القصة قبل عرض العمل لن يجدها ،ولكن قصة منيفة قصة مشابهة لآلاف القصص التي تعرضت للطعن بالشرف والظلم من العصور القديمة حتى الحديثة وذهبت أرواح بريئة بحجة غسل العار .
كيف كانت عملية بناء شخصيات المسلسل وتطوير الحبكة الدرامية؟
ومن الضروري أن تبنى الشخصيات في السيناريو بعناية وتركز على تطورها.
وتطور الشخصيات عبر مجرى القصة يعتبر عنصرًا أساسيًا في بناء سيناريو ناجح، حيث يجذب الجمهور ويجعله مهتمًا بما يحدث،فعليك بناء شخصيات قوية ومعقدة تواجه التحديات وتتغير على مدار القصة وتوفير عنصر التشويق والمفاجأة وكذلك الصدمة للجمهور، مما يخلق تجربة استثنائية للمشاهدين.
وتطورت الحبكة الدرامية للقصة حيث بدأت الأحداث باتهام البطلة وظلمها البيّن من كل المحيطين بها، وتتابعت الأحداث حيث سارت باتجاه التعقيد مما يضطر باقي الشخصيات للقيام بأشياء معينة ، وقد أدى ذلك لخلق سلسلة من الأزمات والمصائب حتى وصلت إلى الذروة الدرامية وهي أكثر هذه الأزمات تعقيدًا، وبعدها يبدأ خط الحبكة في الاتجاه نحو الحل الأمثل والنهاية المشوقة التي ينتظرها المشاهد بكل شغف والتي تبرد الخاطر من عقاب للظالم ونصرة المظلوم.
مسلسل الشرار
هل كان هناك تحديات خاصة واجهتك أثناء كتابة السيناريو؟
نعم كانت هنالك ظروف صحية والمتمثلة في حملي بالشهور الأولى أثناء تعميد النص وكتابته ،كذلك ظروف دراستي فقد كنت أحضِّر حينها رسالة الماجستير واضطررت لتأخير مناقشتي لرسالتي حتى الانتهاء من كتابة المسلسل.
كيف تعتقدين أن مسلسل "الشرار" يمثل الثقافة والتراث السعودي؟
البيئة البدوية من عادات وقيم وشيم وإبراز موهبة الشعر والفروسية والرماية والمقناص والمبارزة بالسيوف هي أكبر مثال للثقافة والتراث السعودي .
مسلسل الشرار
ما هي الرسالة التي تأملين من أن يستلهمها الجمهور من مشاهدة المسلسل؟
إن قذف الأعراض عاقبته وخيمة وقد توعد الله الذين يقذفون المحصنات في كتابه، وأن السمعة والشرف جوهرة ثمينة لكل فتاة يجب أن تحافظ عليها وأن الكيد والشر سينقلب على صاحبه يوما والمظلوم سينتصر بعد صبره واحتسابه، والوفاء للأصدقاء ورد الجميل، وعدم السكوت عن كلمة الحق لأنها منجاة للعبد في الدنيا قبل الآخرة، كذلك أن من يدق باب الناس وينهش في أعراضهم سيأتي من يدق بابه وينهش عرضه يوما ويتتبع عوراته، فكما تدين تدان، وأن إكرام الضيف حتى عند العوز من شيم البدو والجود حتى لو من القليل.
هل يمكنك مشاركتنا أي تفاصيل حول عملك القادم أو المشاريع التي تعملين عليها؟
لدي الكثير من الطلبات بعد "الشرار" حتى من خارج المملكة ولكن حتى الآن لم أقرر بعد، ولكن قريبًا سوف تصدر روايتي الجديدة تحت عنوان "بين العار والثأر" في المكتبات.
مسلسل الشرار
ما رأيك في ظهور المرأة السعودية بالدراما والسينما؟ وهل تقدم أدوارًا تليق بالمشاهد والهوية الوطنيه الفنية؟
من وجهة نظري لقد أثبتت المرأة السعودية دورها المميز في كافة نواحي المجتمع وليس فقط بالدراما والسينما.
وهذا يرجع أولًا لرؤية مملكتنا السامية 2030 ودعم ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان لدور المرأة ومشاركتها الفعالة في المجتمع ولدينا كوادر ومواهب نسائية متميزة في السعودية ،ولكنها تحتاج الى الدعم المادي والمعنوي لتظهر إلى النور وتقدم كل ما لديها من أدوار ومشاهد تليق بالهوية الوطنية والفنية.
ما هو دورك كمؤلفة في عملية إنتاج المسلسل؟
لا دور لي في الإنتاج سوى وضع الاقتراحات البسيطة لبيئة العمل وترشيح بعض الشخصيات.
بدأت السعودية في دخول مجال الدراما خلال الفترة الماضية هل ستنافس المملكة السينما والدراما العربية والعالمية خلال الفترة المقبلة ؟
نعم نحن شعب سلمان و رؤية مملكتنا 2030 شعارها نحلم ونحقق، ونحن نجد الدعم الكافي من هيئة الترفية وأصحاب القنوات وصناع المحتوى المحلي ونلاحظ سعيهم وجهودهم في إيصال الدراما السعودية والسينمائية لأعلى المستويات لأنه من خلالها نستطيع نقل حضارتنا وثقافتنا وهويتنا الوطنية للعالم .
هل سنشاهد الشرار 2؟
هذا العمل من انتاج mbc والقرار لهم .
كيف يمكن للجمهور دعم عملك والإبداع السعودي في مجال صناعة الدراما خاصة بعد الردود والتفاعل على المسلسل؟
مما لا شك فيه أن الدور الأقوى والأهم للجمهور، لأنه هو الداعم الحقيقي لأعمالنا وإبداعنا.
ونجاح العمل يعتمد بشكل أساسي على مدى تفاعل الجمهور وتقبله للعمل وردود أفعاله على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وهي التي ساعدت بشكل كبير على انتشار مسلسل الشرار.
و أنا سعيدة بأنني استطعت بقلمي المتواضع أن ألامس أحاسيس الجمهور وأن أغوص داخل أعماقهم لأكون كالبلسم لجراحهم فمن منا لم يشعر بالخذلان من أقرب الناس ومن منا لم يجرب شعور الظلم،مرارة فقد الأصدقاء ،الغيرة والكيد والمؤامرات في الأمور الحياتية.
وأنا متأكدة أنه أيضًا لامس جروح بعض المطلقات من النساء اللواتي قد حُرمن من فلذات أكبادهن .
لمن تتقدم بالشكر على هذا النجاح؟
لكل القائمين بالعمل في mbc وعلى رأسهم الشيخ الوليد آل ابراهيم لتبنيه هذا العمل ،والأستاذة هبة مشاري والأستاذة رشا علي وإدارة المحتوى في mbc استديو وأخص بالذكر الأستاذة ميعاد الروقي.
كذلك الشكر موصول للشركة المنفذة للعمل، ولجميع طاقمها، فريق الإخراج ،المشرفين ،الفنيين والنجوم وكل من شارك وساهم في نجاح هذا العمل، ولجمهور المسلسل الذين غمروني بلطفهم وتواصلهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي والذين كان لهم دور فعال في انتشار هذا العمل بتفاعلهم.
اقرأ أيضًا: مخرج مسلسل "الشرار" الفوز طنجور لـ "الجوهرة": هناك خطوات جادة لتعزيز دور المرأة السعودية في الدراما
