"هويتنا".. مبادرة شبابية لحماية اللغة العربية من زحف "الفرانكو آراب"

كوسيلة لمحاربة لغة الفرانكو آراب التي باتت تغزو شبكات التواصل الاجتماعي؛ دشن عدد من الشباب مبادرة لمحاربة "الفرانكو" وتوعية طلاب المدارس والجامعات بأهمية الحفاظ على اللغة العربية، والتوقف عن استعمال لغة "الفرانكو آراب" التي تُشوه اللغتين العربية والإنجليزية معًا، وابتكرها البعض لمحاربة اللغة العربية تحت عنوان "مبادرة هويتنا".

ويقول أحمد عزمي؛ منسق عام المبادرة، أن فكرة المبادرة جاءت انطلاقًا من الوعي بمحاولات الغرب لمحاربة اللغة العربية، مؤكدًا أن "الفرانكو آراب" تستخدم في مصر منذ التسعينات، وعزز انتشارها برامج المحادثات الفورية، والهواتف المحمولة التي لا تدعم اللغة العربية، ما دفع البعض لاستخدام الأحرف الإنجليزية بديلًا عن اللغة العربية.

وأشار مؤسس "هويتنا" إلى أن المبادرة تضم متخصصون في اللغة العربية وأزهريون، مضيفًا: "نظمنا أنفسنا وعملنا داخل مجموعات بشكل تطوعي، وعمل كل منا في بيئته؛ لتوعية المجتمع من حوله بخطورة زحف لغة "الفرانكو آراب" على اللغة العربية، مُستشهدين بنموذج الدول العربية التي باتت تتحدث اللغة الفرنسية على حساب لغتها العربية، ومن بينها دول المغرب العربي.

وأشار عزمي إلى أن اللغة العربية جزء من هويتنا الدينية والقومية، وحمايتها واجب مقدس، مضيفًا: "بدأنا الانتشار بين طلاب الجامعات ونجحنا في إقناعهم بتغيير طريقة كتابتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يُعد انتصارًا للغة العربية، وأنشأنا مجموعات دردشة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تضم أعضاء المبادرة، مع اشتراط الكتابة باللغة العربية فقط، وتنظيم مسابقات في اللغة العربية والنحو".

وأكد الدكتور محمد خالد؛ أحد مؤسسي المبادرة، أن اللغة الإنجليزية باتت رمزًا استعماريًا استغلت الولايات المتحدة الأمريكية لغزو العالم ثقافيًا، وطرحها كلغة عالمية يحرص الجميع على تعلمها إلى جانب لغتهم الأم، في حين رفضت دولة بريطانيا الاعتراف بالإنجليزية الأمريكية، واحتفظت حتى اليوم بلغتها الرسمية الإنجليزية البريطانية، وباتت تطبيقات الإنترنت وبرامجه تُخير المستخدمين بين أن تكون واجهة البرنامج باللغة الإنجليزية البريطانية أو الأمريكية.

وأكد خالد أن المبادرة لا ترفض تعلم اللغات الأجنبية، بل تشجع على تعلم اللغات، ولكن دون تشويه للغة العربية، وتسعى لتعزيز اللغة العربية والتي تمثل لنا تراث ثقافيًا وهوية دينية.

وطالب بتخصيص أسبوع بالجامعات المصرية؛ للتوعية بأهمية اللغة العربية، تحت عنوان "أسبوع الضاد"؛ للوصول لأكبر عدد من الطلاب، وتوعيتهم بأهمية اللغة العربية في حياتنا.

بدوره يقول محمد منصور؛ إمام وخطيب بالأوقاف وأحد أعضاء المبادرة، أن اللغة العربية محفوظة حتى يوم الدين بالقرآن الكريم، مشيرًا إلى أن العالم اليوم بها ما يزيد عن مليار و800 مليون مسلم يقرأون القرآن باللغة العربية، وفرض الدين الإسلامي اللغة العربية بالحكمة والموعظة الحسنة، في الوقت الذي فُرضت فيه اللغات الأخرى في ظروف احتلال وحروب.

وكانت النائبة سولاف درويش؛ عضو مجلس النواب، تقدمت للمجلس بمشروع قانون جديد للحفاظ على اللغة العربية، بلجنتي التعليم والبحث العلمي ولجنة الشئون الدينية بمجلس النواب.

وطالبت عضو مجلس النواب بضرورة وجود قانون لحماية اللغة العربية والهوية المصرية، وفرض العمل بها وتعليمها بطريقة تُشجع الطلاب على التحدث بها مستقبلًا.