مهام الأب.. بين التمويل المادي والدعم المعنوي للأبناء

إن الأب مثل الروح، عندما تخرج يتهاوى الجسد، طالما كان الأب العماد الأساسي للأسرة، الذي تعتمد عليه في السراء قبل الضراء؛ حيث يمثّل الأمان سواء للزوجة أو الأبناء.

ويحتفل العالم في الأحد الثالث من شهر يونيو، بيوم الأب العالمي؛ تقديرًا له وعرفانًا بالجميل، وتكريمًا لدوره الذي لا غنى عنه بين أفراد الأسرة.

أمان وحماية

"رغم ندرة احتفال الدول الإسلامية بيوم الأب العالمي، إلا أن الأب يستحق كل التبجيل والاحترام"؛ هكذا بدأ الدكتور نورالدين أبو زيد؛ المستشار الأسري، وخبير الصحة النفسية، تصريحاته الخاصة لـ "الجوهرة"، مؤكدًا أن كلمة "أب" دائمًا تعكس في نفوس الأفراد، طرق الحماية، ومفاهيم الرعاية، فضلًا عن وجود القدوة، والسلطة الكاملة التي لها اليد العليا في مجريات الأمور.

الراعي الأساسي للأسرة

وأضاف الدكتور نورالدين أن الأب هو الراعي الأساسي للأسرة، وهو المسؤول عن رعيته؛ فوجود الأب يعد أحد العوامل الضرورية في التربية والإعداد، كما يكمن دوره في تقديم الحنان، والدعم، والحماية من كل أذى، وهنا ينمو الطفل على أسس تربوية سليمة، مشيرًا إلى خطأ الآباء في الاعتقاد بأن دورهم يقتصر على التمويل، وتأمين المسكن، والملبس، وغيرها من المصروفات المادية، إلا أن رب الأسرة يستدعي تمتعه بأخلاقيات هامة تنعكس وتترسخ في نفوس أولاده، قائلًا: "إن الأب بات يغيب لساعات طويلة عن المنزل، وأصبح يحل ضيفًا على أفراد أسرته، لا يعلم شيئًا عن القرارات الهامة التي يتخذونها".

استلام المهام

وفي المقابل، فإن هناك الكثير من الآباء، ممن يتجاهلون دورهم المادي في مهام المنزل، فبات يتواجد ليلًا نهارًا بين أسرته، متفرجًا على أحداث تليفزيون الواقع، دون الانخراط في عالمهم؛ حيث لفت المستشار الأسري إلى ضرورة عدم الانحياز والحفاظ على الطريق السليم في التربية، ودعم الأبناء على الصعيد المعنوي والمادي.

ولابد أن يشارك الأب في تربية الأبناء، لما له من تأثير قوي على شخصيتهم، فهو أهم عناصر تحقيق التوازن الأسري؛ وذلك من خلال اهتمامه بالأبناء، والتعرٌف على أفكارهم، وهوياتهم، وحل مشكلاتهم بطريقة ودية، فضلًا عن تمضية الوقت معهم، كما أكد الدكتور نورالدين أن وجود الأب يمنح الأبناء الإحساس بالأمان، وإمكانية حل جميع المشكلات مهما كانت صعبة، وكأنه يمتلك قوى خارقة.

علاقة احترام متبادلة

وعن دور الأب في الأسرة، قال الدكتور نورالدين إنه يتولّى مهمّة تأمين مستقبل أطفاله من الناحية الماديّة والمعيشيّة، فالأب هو من يعمل بالدرجة الأولى، ويوفّر المال، مضيفًا أن الأطفال الذين حظوا بوجود دور فعّال للأب في طفولتهم، تكون لديهم مشكلات سلوكية أقل من أقرانهم.

وفي حالة الطلاق، يعتبر وجود الأب هامًا في حياة أبنائه، لتقديم الدعم الاجتماعي، والدراسي لهم؛ فوجوده من الأساسيات في حياة الأبناء، وعليه أن ينخرط في حياتهم اليومية، حتى لا يغفل عن أي لحظة تطوٌر يمرون بها.

وأخيرًا، شدد المستشار الأسري على أهمية تأسيس علاقة قائمة على التواصل المتبادل، والاحترام، بين الأب، وأبنائه، وبالتالي عندما يقدّم لهم بعض النصائح الأبوية، والتهذيب، سيجد أن كلامه مسموعًا، بسعة صدر، دون خوف منه.