كيف يؤثر الوالدين في حياة أطفالهما؟

إن استيعاب احتياجات الأطفال ودعم استقلاليتهم وفهم عالمهم وطريقة تفكيرهم والتعبير عن أنفسهم والاستكشاف، ليست مهمة سهلة دائمًا، ومن الضروري أن يتمكن الوالدان من تصميم القواعد التعليمية وتنفيذها معًا.

وتُعد رعاية الوالدين وعاطفتهم تجاه أطفالهم ذات أهمية أساسية ويجب أن تحدث منذ الحمل وبعد الولادة، وكذلك النمو التدريجي خلال الطفولة والمراهقة؛ ما يعزز الروابط بين الوالدين والأطفال.

الآباء هم الوصي الأول على الطفل والمعلم الأول، والأسرة هي مدرسته الأولى، وما يتعلمه من هذه المدرسة سينعكس على حياته في المستقبل؛ لذلك يجب على الآباء أن يلعبوا الدور الأكبر في حياة أبنائهم.

وعندما كان طفلك أصغر سنًا كان دورك هو إرساء أسس سلوكه. على سبيل المثال: ربما أظهرت لطفلك كيفية التعاون مع الآخرين. الآن أصبح طفلك أكبر سنًا ويمكنه البدء في تحمل مسؤولية سلوكه، لكنك لا تزال نموذجًا يُحتذى به، فما تفعله يُظهر لطفلك كيف تريده أن يتصرف، على سبيل المثال: تؤثر الطريقة التي تتعامل بها مع المشاعر المختلفة مثل الإحباط والضيق في كيفية تنظيم طفلك لمشاعره.

كذلك، يمكن مساعدة طفلك في إدارة سلوكه والتحكم فيه من خلال التحدث عن كيفية تأثير السلوك في الآخرين، وعليك أيضًا التحدث أكثر مع طفلك حول الاختلافات بين الصواب والخطأ. الآن هو الوقت المناسب لذلك؛ لأن طفلك يطوّر قدرته على فهم تجارب ومشاعر الآخرين.

وفيما يلي بعض الأفكار العملية التي يمكن أن تساعدك في أن تكون قدوة لطفلك:

• بناء علاقات محترمة يمكنك مساعدة طفلك في اختيار وبناء علاقات محترمة من خلال تمثيل سلوك محترم في علاقاتك الخاصة. ويمكنك أيضًا الدفاع عن نفسك بطريقة محترمة وقد يكون هذا بسيطًا مثل قول "لا" بأدب للآخرين، يساعد هذا طفلك في تعلم المهارات المهمة وطرق التواصل مع الآخرين.

وتستطيع كذلك إشراك طفلك في المناقشات العائلية، وتحدث بصراحة وامنحه فرصة لإبداء رأيه في القرارات والقواعد والتوقعات العائلية. هذه طرق جيدة لمساعدة طفلك في فهم كيف يمكن للناس التعايش مع الآخرين والعمل معًا.

• توفير أسلوب حياة صحي يمكنك أن تكون نموذجًا لخيارات الطعام الصحي والنشاط البدني الصحي لطفلك؛ من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، وإشراك طفلك، على سبيل المثال، من خلال السباحة معًا أو الذهاب في نزهة عائلية.

يمكنك أيضًا محاولة تجنب الإدلاء بتعليقات سلبية عن جسمك والآخرين أيضًا. هذا يرسل رسائل مهمة لطفلك حول صورة الجسد والقبول.

• جعل العملية التعليمية ممتعة إذا جعلت التعليم يبدو ممتعًا فمن المرجح أن يكون لطفلك موقف إيجابي تجاه المدرسة والتعلم. على سبيل المثال: يمكنك تعلم لغة أو حرفة مثل الحياكة أو الرسم، أو أن تقرأ عن موضوع غير مألوف، ثم اسأل طفلك: لماذا لا تقضي بعض الوقت في القراءة من أجل المتعة؟ إنها طريقة رائعة للاتجاه نحو عالم القراءة.

• استخدام التكنولوجيا بالطريقة الصحيحة يرسل استخدامك للتكنولوجيا رسائل قوية إلى طفلك حول المكانة التي تحتلها التكنولوجيا في حياة أسرتك. على سبيل المثال: دائمًا ما يرسل التجول بهاتفك رسالة إلى طفلك مفادها أن هاتفك مهم جدًا بالنسبة لك.

لكن التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي ثم الذهاب في نزهة عائلية، وعدم استخدام هاتفك إلا في حالة الطوارئ، يرسل رسالة مفادها أن وسائل التواصل الاجتماعي هي مجرد خيار واحد للترفيه عن نفسك والاسترخاء.

اقرأ أيضًا: دور الموضة في حياة الأطفال