«صدام بين جيلين مختلفين».. كيفية علاج العناد لدى المراهقين

تُعتبر المراهقة من فترات العمر التي تحدث فيها العديد من الخلافات والاختلافات بين الأهل والأبناء؛ بسبب التغييرات التي يمر بها المراهقون، ولكن تظل مشكلة العناد لديهم من المشكلات الأكثر جدلًا في تلك السن.

علاج العناد لدى المراهقين

وخلال فترة المراهقة يشعر الشباب والبنات بأن كلًا أصبح له رأي يجب تنفيذه، فتغير الهرمونات يتم ترجمته في شكل انفعالات وردود أفعال بعضها يكون قاسيًا، ما قد يؤدي إلى حدوث الصدام مع الأسرة.

وفي تلك المرحلة، يبدأ المراهق تشكيل وجهات نظر وسلوكيات يريد من خلالها إثبات ذاته، وأنه ليس طفلًا صغيرًا يستمع فقط للكلام ويقوم بتنفيذه؛ لذلك تنشأ لديه ظاهرة العناد.

بداية صدام المراهق مع أسرته بسبب العناد
أول ما يقوم به المراهق؛ كي يثبت أمام الجميع وخاصة أسرته، أنه نضج هو أن يصر على أن تكون كل آرائه قيد التنفيذ؛ إذ يعتقد بأنه صار أكثر نضجًا ويستطيع فعل أي شيء، فتبدأ هنا مرحلة الصدام بين الجيلين، وهما الآباء والأبناء، فكل منهما لديه رأي وكل منهما يريد فرض سيطرته.

ورغم أن العناد من الظواهر الطبيعية التي تحدث لدى المراهقين، ولكن يجب أن تكون لها حدود، ولا بد من الاعتدال، فسلبية المراهق تُعتبر من المؤشرات الخطيرة المتعلقة بنمو الجوانب العقلية والنفسية له، وكذلك العناد المبالغ فيه أحيانًا للمراهق يؤدي لحدوث اضطرابات انفعالية ونفسية غير صحية له؛ لذا يجب الانتباه جيدًا بأن هذه الظاهرة لها حدود معينة إذا تعدتها أصبحت خطرًا.

وتتفاقم مشكلة العناد لدى المراهقين لعدد من الأسباب سواء نفسية أو جسدية أو اجتماعية، فهي عبارة عن رد فعلي سلبي يقوم به المراهق فيما يخص الأوامر والإرشادات التي تُوجه إليه من قِبل عائلته أو مدرسيه، على سبيل المثال.

وفي إطار تلك الظاهرة، يظل المراهق مُصرًا على مخالفة كل الأوامر التي تُوجه له، فمن الممكن أن يعاند فقط لأن هذا الأمر لا يعجبه حتى وإن كان صحيحًا ولكنه يرغب فقط في العناد.

كيف يمكن التعامل مع عناد المراهقين؟
يوجد عدد من الخطوات التي يمكن التعامل بها مع عناد المراهقين، ولكن يجب أولًا معرفة أسبابه من أجل وضع حلول له وعلاجه.

ففي بعض الأحيان يكون الطفل منذ بداية عمره عنيدًا وتزيد تلك المشكلة في مرحلة المراهقة، ففي هذه الحالة يكون خطأ الأسرة لأنها لم تقم بعلاجه منذ الصغر قبل أن تتفاقم تلك الظاهرة.

العناد لدى المراهقين

وعلى الأسرة أن تعلم طفلها المراهق، سواء ابنة أو ابن، أنه توجد خطوط حمراء لا يجب تعديها مع أهلهم، وإذا تخطوها سوف تصبح هناك مشكلة وعقاب كبير، ولكن على الأم أن تمنح ابنتها المراهقة حرية التصرف في بعض الأمور، خاصة التي ترتبط بها، وأيضًا يمكنها أن تطلب من أطفالها الاستشارة في عدد من الأمور ولكن تحت ملاحظتها، وكذلك معاتبة طفلها في حالة إذا قام بخطأ ولكن بهدوء لا بأسلوب حاد وعصبي، فهو ما زال يتعلم من الأهل بعض السلوكيات.

فعناد المراهقين لا يمكن علاجه من خلال التحدي والأساليب الحادة؛ ما قد يزيد من تلك الظاهرة لديهم، ويصنع جوًا من التوتر والقلق داخل المنزل، كما أنه من الخطأ استفزاز ابنك المراهق ببعض الكلمات المهينة، خاصة أمام باقي أفراد الأسرة، فذلك يُعد من السلوكيات الخاطئة؛ لأنه سوف يقوم بتخزين مشاعره الغاضبة وقد تتحول فيما بعد إلى حالة من التمرد والاضطرابات النفسية.

وقد تحاول بعض الفتيات المراهقات إظهار العناد من أجل إثبات ذاتهن؛ وذلك بسبب تفضيل الذكور في البيت عنهن؛ لذلك لا بد من أن تكون هناك مساواة بينهم.

ومن الخطأ أن تقوم الأم بتنفيذ كل طلبات أبنائها خاصة لو كان أسلوب حديثهم معها غير لائق وكأنه تحدٍ؛ وذلك حتى يصبح عنادهم أداة للضغط عليها، وعليها أن تتبع أسلوب الهدوء وسياسة الاحتواء في التعامل مع ظاهرة العناد مع أبنائها؛ عن طريق القراءة حول هذا الأمر ومعرفة كل ما يتعلق بفترة المراهقة لكي تتعامل معهم بشكل صحيح.

احترمي مشاعر ابنك المراهق ولكن دون الوقوع في فخ الاستسلام لعناده، ويمكنك مجادلة طفلك المراهق بالمنطق وبطريقة هادئة، ولكن ليس في وقت غضبه؛ لتعليمه احتواء مشاعر الغضب داخله والسيطرة عليه خاصة أمام من هم أكبر منه عمرًا.

ولا يجب أن تعامل ابنتها المراهقة بأسلوب الندية معها؛ لأنها ستأتي بنتيجة عكسية، بل يجب أن تتحلى بالصبر والهدوء، وإذ تمادت في العناد والإصرار على موقفها فعليها تنبيهها بأن أسلوبها غير مقبول وسوف تُعاقب نتيجة لذلك.

في النهاية: تقع على عاتق الأسرة، خاصة الأم، مسؤولية كبيرة في علاج ظاهرة العناد لدى أبنائها المراهقين؛ لذلك يجب التعامل معها بشكل أكثر اتزانًا وهدوءًا من أجل تفادي هذه الظاهرة خلال تلك الفترة وعلاجها بشكل جيد.

اقرأ أيضًا: الحزن عند الأطفال وكيفية التعامل مع هذا الشعور