نظم مساء الاثنين، الموافق 4 نوفمبر 2024، حفل الافتتاح الكبير لـ”استوديوهات الحصن” “بيج تايم”، ضمن فعاليات موسم الرياض، برعاية تركي آل الشيخ؛ رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية، وبحضور جمع من كبار المسؤولين والإعلاميين وألمع الشخصيات الفنية؛ وسط حضور جماهيري كبير مع تغطية إعلامية عالمية.
وإذ تعد استوديوهات الحصن أكبر وأحدث وجهة لصناعة السينما والإنتاج التلفزيوني في الشرق الأوسط، فإنها تحظى بدعم استثماري كبير للارتقاء بمستوى الإنتاج للعالمية إلى جانب تطوير كفاءة التخصصات الفنية في العمل السينمائي والتلفزيوني.
وقد تم تسجيل عدة مشاريع سينمائية مصرية بتسعة أفلام وعملين سعوديين من خلال صندوق “بيج تايم” الاستثماري مستفيدة من الحوافز والتسهيلات التي تمنحها المملكة لكل العاملين في الحقل الدرامي العربي.
“استوديوهات الحصن” مفتوحة أيضًا على فضاء خارجي واسع تنفرد به عن باقي الاستوديوهات الأخرى؛ حيث لا مجال إلا للجمال الطبيعي الرباني الذي ينعش الفؤاد بالسكينة ويمنح البصر البهجة، ويتيح الفرصة لتصوير أفلام الأكشن.
وهو ما يؤشر على أننا بصدد رؤية حدوث تغيير كبير في الإنتاج الدرامي بمنطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة المقبلة، وستكون أراضي المملكة المباركة محور حركتها ومركز دوران أحداثها وصوت الحياة في صورتها الإنسانية كلبنة عملاقة لدعم العمل الدرامي؛ حيث يحتوي المشروع على 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع من إجمالي مساحة المشروع البالغة 300 ألف متر مربع.
“استوديوهات الحصن” لبنة مهمة تضاف إلى صرح النهضة الثقافية الواسعة التي تشمل مختلف مجالات الفكر والمعرفة وتمتد إلى كل ميادين العلوم، وتغترف من شتّى ألوان الفنون للسمو بالشخصية السعودية والعربية والرقي بالمشاعر.
لذلك جاء القرار بناء على مواقف تقديرية لجعل هذه الاستوديوهات لوحات فنية تستفز الملكات الخيالية والقدرات العقلية من أجل تمثيل وتأريخ الذاكرة والمكان، وتجسيد وقع حركة الحياة اليومية ببساطة وعفوية، وتصوير مختلف المناطق؛ حيث الحرية والصفاء والأصالة والتشبّع بالجمال والهدوء الذي تنعكس على الوجدان.
تدعم إمكانيات “استوديوهات الحصن” الأعمال الفنية مهما كان ثقل العمل بفضل ما تمنحه من وفرة وسائل الديكور الحركي والوظيفي والإضاءة والموسيقى التصويرية المميزة وجميع أجواء المعايشة الفنية مع طبيعة الأحداث واحتدام الصراع النفسي المباشر وغير المباشر بين الشخصيات؛ ما يوفر كل ظروف تجسيد الرؤية الإخراجية.
تسهم الإمكانيات العصرية الحديثة والمتطورة لاستوديوهات الحصن في تسهيل تفكيك أو تقريب الروابط بين الخطاب الفيلمي والخطاب التاريخي، وبين الحقيقة السينمائية والحقيقة التاريخية.
وتسير عملية تبليغ حديث الرموز بلغة فنية درامية مليئة بالإيحاءات الرمزية التي تحمل الأبصار إلى حركية تلتقي فيها الأشكال بسحر الألوان يترجمها كل ناظر إليها على طريقته حسب التراكم المعرفي لديه الخاص بأسرار المهنة والدراية الواسعة بأساليبها، وعلى عمق وصدق الحس الفني الناضج الذي يشق بالأعمال الفنية الآفاق البعيدة فيقارب بين شفافية الروح وسعة الخيال، إنها توفر أجواء لا يصعب فيها التمني بل تبعث في النفوس دفقا غزيرا من الشعور بالأمل فيما هو أفضل في الحياة.
افتتاح “استوديوهات الحصن” وضع الحياة في خدمة الفن للموازنة بين الحداثة والمناعة الحضارية، وهو تجديد تأكيد العزم على تهيئة إقامة بناء متكامل بين رسالة القيادة السياسية في المملكة ورؤيتها وأهدافها لاستكمال مقومات التميز، وهو بمثابة التجسيد العملي للحرص على مواصلة جهود تشكيل الوعي المعرفي لدى أفراد الشعب الذي هو ركيزة كل عقل.
وبالتالي يمكن تحديد نوع الثقافة وهي شرط لنجاح الرؤية التي توازن بين أثر الجانب الروحي على النفس التي تسمو به وتتألق في تعزيز تقدير الفرد لذاته، وبين الجانب الاجتماعي الذي هو أساس التوازن الحقيقي للإنسان في حياته، فبهما تزهو حياة الفرد ويوفق في تلمس بدايته الحقيقية على مسار جعل أحلامه حقيقة واقعة.
إن “استوديوهات الحصن” وجهة جديدة للإنتاج الفني في قلب العاصمة الرياض، تعطي إشارة البدء لانطلاق مرحلة أخرى جديدة في مسار تألق إنتاج المحتوى الدرامي العربي وإخراجه بأبعاد عالمية.