يُعد كلٌ من القلق والخوف جزءًا طبيعيًا من مرحلة الطفولة، على سبيل المثال: غالبًا ما يعاني الأطفال الصغار (من 6 إلى 12 شهرًا) من قلق غريب وضيق من الأشخاص الذين لا يعرفونهم، ويكون لدى الأطفال الأكبر سنًا مخاوف عابرة من الحيوانات أو الظلام أو فقدان أحد أفراد أسرته.
القلق الطبيعي قصير العمر، والأهم من ذلك أنه لا يتعارض مع وظائف طفلك اليومية أو قدرته على أداء المهام التي يرغب فيها. إذا كان لدى طفلك مخاوف مفرطة تؤثر في قدرته على القيام بوظائفه اليومية، فقد يعاني من اضطراب القلق.
بينما القلق هو توقع تهديد مستقبلي، فقد يشعر الأطفال والمراهقون الأكبر سنًا بالقلق في المواقف الاجتماعية أو القلق بشأن الدرجات أو الأداء الرياضي.
وتتميز اضطرابات القلق بالقلق المستمر، والمفرط، وغير المعقول، واللاعقلاني.
إذا كان طفلك يطلب الطمأنينة منك بشأن قلقه على مدار اليوم، فأخبره بلطف أنك تفهم أنه قلق وأنكما ستجلسان وتتحدثان عنه في وقت لاحق من اليوم، ثم شجعه على الاستمرار في فعل ما كان يفعله دون مزيد من المناقشة.
عندما يحل "وقت القلق" في وقت لاحق، دع طفلك يختار: هل يريد التحدث عما كان يزعجه أو يضايقه سابقًا؟ أم أنه سيفضل فعل شيء آخر معك، مثل اللعب بلعبة مفضلة أو التحدث عن فيلم أو برنامج تلفزيوني مفضل؟
لماذا يجب أن أفعل ذلك؟
يرغب بعض الأطفال في التحدث عن مخاوفهم عدة مرات في اليوم، ويمكن أن يبدأ هذا في التدخل بفرص التعلم اليومية والمشاركة الاجتماعية والاستمتاع بأنشطة الحياة اليومية.
ويحاول العديد من الآباء بشكل طبيعي تهدئة أطفالهم القلقين من خلال تقديم الكثير من الطمأنينة والإلهاء والعاطفة الجسدية عندما يعبرون عن قلقهم بشكل متكرر.
وعلى الرغم من أن ذلك قد يريح طفلك على المدى القصير، إلا أنه من غير المحتمل أن يكون هذا النهج فعالًا على المدى الطويل.
ومن أجل علاج القلق؛ سيحتاج طفلك إلى تعلم تطوير واستخدام مهارات التأقلم على المدى الطويل.
وهناك العديد من المواقع والتطبيقات المجانية التي يمكن أن تساعد الأطفال والمراهقين في تعلم مهارات الاسترخاء، مثل:
BellyBio: تطبيق مجاني يستخدم مقياس التسارع بالجهاز لمراقبة "التنفس العميق"، ويوفر ملاحظات صوتية ومرئية في الوقت الفعلي.
Rainbow Reach: مصدر رائع للأطفال الصغار؛ حيث يتضمن تمارين استرخاء موجهة باستخدام لغة سهلة الفهم.
MindBody Lab: مورد رائع للمراهقين؛ حيث يتضمن تمارين موجهة في التنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي، والتخيل الموجه، والتأمل.
لماذا يجب أن أفعل ذلك؟
قد يعاني الأطفال القلقون من أعراض جسدية، مثل: عدم الراحة في المعدة، وزيادة معدل ضربات القلب، والتنفس السريع/ الذعر، والتعرق، والصداع، وتوتر العضلات، وما إلى ذلك. هذه هي استجابة الجسم الطبيعية للتوتر. الخبر السار هو أنه من خلال ممارسة الاسترخاء؛ يمكن لطفلك أن يتعلم تقليل هذه المشاعر الجسدية غير السارة.
ابدأ بالمواقف الأقل رعباً أولًا؛ حتى لا يرتبك طفلك، وبمجرد أن يشعر طفلك بالثقة في هذا الموقف، يكون مستعدًا لمواجهة خوف أشد! اختر أيضًا نشاطًا يكون لديك بعض التحكم فيه؛ ليتمكن طفلك من الاستمرار فيه لأطول فترة ممكنة.
قد يكون من الصعب القيام بالعلاج بالتعرض؛ لذا دعه يكسب مكافأة لممارسة الشجاعة واطلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية ذي الخبرة في علاج القلق؛ لارشادك خلال العلاج القائم على التعرض.
لماذا يجب أن أفعل ذلك؟
بدون شك، الطريقة الأكثر ثباتًا للتغلب على قلق طفلك هي تعليمه من خلال التجربة من خلال مواجهتها وجهًا لوجه. إن تجنب المواقف التي تسبب القلق لدى طفلك سيغذي القلق ومن المحتمل أن يؤدي إلى مزيد من القلق بمرور الوقت، ومواجهة الخوف بشكل مباشر من خلال التعرض هي أفضل طريقة يمكن لطفلك من خلالها التغلب على القلق.
على سبيل المثال: ليس من المفيد لطفلك أن يشجعه أحد الوالدين على الانتظار حتى "وقت القلق" للتحدث عن القلق، لكن والدًا آخر يطمئن باستمرار طوال اليوم. سوف يتعلم طفلك بسرعة الذهاب إلى الوالد الذي يطمئن عليه ويعطيه الكثير من الاهتمام طوال اليوم.
فيما يلي بعض الأشياء التي يجب مراعاتها عند البحث عن مقدم خدمات الصحة العقلية:
• يجب على المتخصص اتباع نهج بناء المهارات. • يجب ألا يقتصر العلاج على الحديث عن المخاوف، العلاج الجيد يتطلب العمل. • يجب أن يتم معظم العمل خارج مكتب المتخصص. • يجب أن يكون لطفلك واجبات منزلية يقوم بها بين المواعيد، مثل ممارسة مهارات الاسترخاء أو العمل من خلال التسلسل الهرمي للخوف. وبعد الموعد الأول، يجب أن يركز على التعرف على القلق وتعلم مهارات جديدة والتحدث عن التقدم في الواجبات المنزلية. • يجب أن يشارك الآباء والأمهات في كل خطوة. قد يكون من الصعب على أي شخص مواجهة مخاوفه؛ لذلك يلعب الآباء والامهات دورًا كبيرًا لمساعدة أطفالهم في أداء واجباتهم المدرسية بين الجلسات، وفي تقديم مكافآت للتقدم.
اقرأ أيضًا.. ما هي أخطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال؟