روز العودة تكتب: المملكة حاضرة في كل الظروف

منذ تأسيس المملكة تحت راية التوحيد، لم يتوقف عطاء حكومات المملكة المتعاقبة فيما يخص خدمة الحرمين الشريفين، شمل كل الملوك الذين تعاقبوا على قيادة المملكة.

لقد وضع كلٌ منهم بصمته في خدمة وتطوير الحرمين الشريفين، وتيسير أداء العبادات لضيوف الرحمن، بتطوير منظومة خدمات متجددة عامًا بعد آخر بجهود حثيثة، تبذلها المملكة في مجال تطوير ودعم النشاطات والخدمات الخاصة بخدمة ضيوف الرحمن سنويًا؛ للارتقاء بتلك الخدمات إلى مرحلة الرفاهية الكاملة كهدف تسعى المملكة إلي تحقيقه.

وظلت وتيرة التطوير متسارعة ومتصاعدة أفقيًا ورأسيًا، وفي كل خطة تطوير جديدة تقدم المملكة نموذجًا متفردًا في نوع وكم هذه الخدمات بحيث صارت مهمة خدمة ضيوف الرحمن بتميز وإتقان وأمان، ضمن أولويات التخطيط الاستراتيجي للمملكة، ويتم إدراجها ضمن خطط تنمية وتطوير الاقتصاد الشاملة، باعتبار أن تطوير مناطق المشاعر المقدسة هو في الأصل تطوير للمناطق التي تتواجد فيها.

لقد اضطلعت المملكة بمسؤوليتها القيادية والدينية والإنسانية في خدمة الإسلام والمسلمين انطلاقًا من دورها ومركزها الديني والاقتصادي تجاه الأمة الإسلامية، فظلت تقدم كل الخدمات للحجاج والمعتمرين دون مَنٍ أو أذى، وسارت من نجاح إلى نجاح يتطور كل عام في إدارة موسم الحج، كان آخرها النجاح المتفرد في موسم الحج في ظل أوضاع صحية بالغة التعقيد.

إن النجاحات التي صاحبت موسم حج هذا العام تشير إلى قدرات المملكة التنظيمية، وتميزها في تنظيم وإدارة الحشود على مدار العام، تحت كل الظروف، مع إمكانية التعاطي مع كل الأزمات، والتعامل مع كل المعطيات باشتراطات الأمان، وسلامة المواطن والزائر والمقيم.

إنها نجاحات لا يمكن قصرها على جهة أو مؤسسة، بل تُنسب إلى منظومة متكاملة من الجهود، شارك فيها الحكومة والقطاع الخاص والمواطنون والكوادر الصحية والعمال، وحتي الحجاج أنفسهم بالتزامهم بالاشتراطات الصحية.

إنَّ المملكة تقدم في كل موسم حج، فتحًا جديدًا في التعامل مع ضيوف الرحمن، وضمان سلامتهم وأمنهم؛ حتى عودتهم سالمين إلى بلدانهم حاملين أفضل الانطباعات عن المملكة وشعبها المضياف.

ولا شك في أنَّ أهمية موسم الحج يتجاوز مرحلة تقديم الخدمات؛ فذلك يشكل علامة مهمة من علامات تطور المملكة وتقدمها، قياسًا على ما يُقدم من خدمات في كل المجالات أثناء موسم الحج؛ وهي مؤشرات تؤكد أنَّ السنوات القادمة ستشهد طفرات هائلة في خدمة ضيوف الرحمن مهما تزايدت أعدادهم.

روز العودة رئيس التحرير

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: تدبير رب العالمين