رحيل محمد عمارة.. الداعي إلى الوسطية الإسلامية وبناء القيم والأخلاق

رحل الداعية الإسلامي المصري محمد عمارة عضو هيئة كبار العلماء، عن عالمنا مساء أمس الجمعة، عن عمر يناهز الـ89 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية استمرت ثلاثة أسابيع.

الداعية محمد عمارة

وعُرف الداعية الراحل بانتمائه إلى «المدرسة الوسطية» والتي أطلق عليها «الوسطية الجامعة» التي تجمع بين عناصر الحق والعدل من الأقطاب المتقابلة، فدائمًا ما كان يقول إن الوسطية الإسلامية تعني ضرورة وضوح الرؤية باعتبارها من أهم خصائص الأمة الإسلامية والفكر الإسلامي.

ويمتاز بفكره وإيمانه ودفاعه عن وحدة الأمة الإسلامية وتدعيم شرعيتها في مواجهة نفي البعض لها، فدائمًا ما كان يدعو إلى أهمية بناء الأخلاق فى أجيالنا التى تستند على العقيدة والقيم والأخلاق.

ما لا تعرفه عن الداعية الراحل

«محمد عمارة» هو مفكر إسلامي ومؤلف ومحقق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، مواليد 8 ديسمبر 1931م، واصل الدراسة حتى حصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية عام 1975 كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.

شغل العديد من المناصب التي كشف من خلالها عن فكره ومؤلفاته، منها «عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، رئيس تحرير لمجلة الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف».

وحصل «عمارة» على العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات التقديرية والدروع، منها «جائزة جمعية أصدقاء الكتاب بلبنان سنة 1972م، جائزة الدولة التشجيعية بمصر سنة 1976، ووسام التيار الفكري الإسلامي القائد المؤسس سنة 1998م».

وألف العديد من الكتب والدراسات لأبرز أعلام اليقظة الفكرية الإسلامية الحديثة وأعلام التجديد الإسلامي، منهم «جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، عبد الرحمن الكواكبي، الدكتور عبد الرزاق باشا السنهوري، والشيخ محمد الغزالي».

كما شارك في العديد من الدوريات الفكرية المتخصصة والمؤتمرات العلمية والندوات، وحصل على عضوية عدد من المؤسسات الفكرية والبحثية، منها «المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والمعهد العالي للفكر الإسلامي».

مؤلفاته

ومن أبرز مؤلفاته في الفكر الحديث: - الخطاب الديني بين التجديد الإسلامي والتبديل الأمريكاني - الغرب والإسلام _أين الخطأ.. وأين الصواب؟ - مقالات الغلو الديني واللاديني - الشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية - مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية - أزمة الفكر الإسلامي الحديث - الإبداع الفكري والخصوصية الحضارية

المفكر الإسلامي محمد عمارة

وأعلن الدكتور خالد عمارة نجل الداعية الراحل، وفاة والده عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بكلمات مؤثرة، كاشفًا عن وصيته.

وقال «توفى أبى المفكر الإسلامى و عضو هيئة كبار العلماء د. محمد عماره.. توفى أبى رحمه الله بعد فترة مرض قصيرة لم تتعدى الثلاثة أسابيع».

وأضاف: «توفى أبى رحمه الله فى هدوء و بدون أي ألم أو معاناة يحيط به أسرته الصغيرة ويدعو لأمى ولكل أولاده و أحفاده وأحبابه و قال لكل واحد منهم : أحبك .. و انا راض عنك، توفى أبى رحمه الله وهو يوصى بإكمال مشاريعه الفكرية و كتبه وأبحاثه».

كما وجه عدة وصايا لمحبي الداعية الراحل، قائلًا «وهناك بعض الوصايا لتلاميذ وكل من أحب أبى رحمه الله أو تعلم منه شيئا ما ولو بسيط، تتمثل فى إقامة صلاة الجنازة او صلاة الغائب على والدى فى أكبر عدد ممكن من مدن العالم.. فى كل بلاد العالم».

واستكمل: «ونشر أفكار الدكتور محمد عمارة بين الناس فى كل مكان، سواء عن طريق نشر كتبه أو مقالاته أو أحاديثه وتسجيلاته أو مقاطع مسجلة من برامجه ومحاضراته نشرها على الإنترنت أو مكتوبة أو مسموعة أو مشاهدة أو حتى في كلامنا وأحاديثنا اليومي، وأخيرًا أن تحكي عن دكتور محمد عمارة و أفكاره لمن حولك ومن تعرف هكذا نحيى سيرة علماءنا وأصحاب الفضل علينا».

اقرأ أيضًا: فيديو| داعية سعودي يقترح تقديم صلاة العشاء في رمضان